كيف سيصلح بايدن ما أفسده سلفه ترامب؟.. مؤشرات وقرارات جديدة

كيف سيصلح بايدن ما أفسده سلفه ترامب؟.. مؤشرات وقرارات جديدة


21/01/2021

تولي دول العالم كافة أهمية كبيرة للقرارات الأولى التي سيتخذها الرئيس الأمريكي الجديد جو بايدن، والتي ستمثل مؤشراً واضحاً على سياسته خلال الأعوام الـ4 التي سيدير بها الولايات المتحدة الأمريكية، خاصة أنها ستمثل انقلاباً على إرث سلفه دونالد ترامب، الذي عاث، وفق مراقبين، فساداً على الصعيد الدولي والمحلي، وفاقم أزمة التمييز والعنصرية، وضرب بالمبادئ الإنسانية عرض الحائط، بالإضافة إلى آخر كوارثه بالتحريض على اقتحام الكابيتول هيل.

اقرأ أيضاً: كيف بدأ بايدن عمله في البيت الأبيض؟

وفي السياق، أعلنت المتحدثة باسم البيت الأبيض، جين بساكي، أنّ الرئيس جو بايدن وقّع 15 مرسوماً في أوّل يوم من تسلمه رسمياً منصب رئيس الولايات المتحدة الأمريكية، أمس، وفق ما أوردت شبكة "سي إن إن".

وبحسب المتحدثة باسم البيت الأبيض في أول إيجاز صحفي لها، وقّع بايدن مرسوماً يقضي بإلغاء قرار انسحاب الولايات المتحدة من منظمة الصحة العالمية.

لحظة مغادرة ترامب البيت الأبيض قبيل ساعات من انتهاء ولايته الرئاسية

وقرّر الرئيس الأمريكي الجديد عودة الولايات المتحدة إلى التزاماتها بموجب اتفاقية باريس للمناخ.

ووقّع مرسوماً لفرض استخدام الكمامات الواقية من انتقال عدوى فيروس كورونا لمدّة 100 يوم.

وقرّر وقف إخلاء المواطنين الذين وجدوا أنفسهم بلا أموال نتيجة الأزمة التي تسبب فيها وباء كورونا، وتمديد تجميد سداد القروض المخصّصة للتعليم.

 

جو بايدن وقّع 15 مرسوماً في أول يوم من تسلمه رسمياً منصب رئيس الولايات المتحدة الأمريكية

 

ورفع الرئيس الأمريكي الجديد فور تسلمه منصبه حالة الطوارئ على الحدود بين الولايات المتحدة والمكسيك، وألغى التمويل الفيدرالي لبناء الجدار الحدودي مع المكسيك.

وأوقف بناء خط أنابيب Keystone XL على الحدود مع كندا. وألغى حظر دخول مواطني بعض الدول الإسلامية إلى الولايات المتحدة. كما ألغى الحظر الذي كان مفروضاً على تأجير أراضي منطقة القطب الشمالي لاستخراج النفط والغاز الطبيعي.

اقرأ أيضاً: كيف ستتعامل إدارة بايدن مع تركيا؟ وزير الخارجية الأمريكي الجديد يجيب

ووقّع بايدن مرسوماً لتعزيز برنامج حماية أطفال المهاجرين، الذي يوفر إعفاءات مؤقتة من الترحيل للشباب الذين دخلوا إلى الولايات المتحدة وهم أطفال.

ووقّع مرسوماً أعلن فيه أنّ يوم تنصيبه، 20 كانون الثاني (يناير)، سيكون يوماً للوحدة الوطنية من كل عام.

 

بايدن ألغى انسحاب الولايات المتحدة من منظمة الصحة العالمية، وعاد إلى اتفاقية المناخ، وفرض استخدام الكمامات

 

وبما يتعلق بأوّل محادثاته الهاتفية، أعلنت المتحدثة باسم البيت الأبيض أمس أنّ بايدن سيجري الجمعة محادثة هاتفية مع رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو، ليكون بذلك أوّل اتصال للرئيس مع مسؤول أجنبي، حسبما أوردت "فرانس برس".

وقالت بساكي: "إنّ أوّل اتصال له مع زعيم أجنبي سيجري الجمعة مع رئيس الوزراء الكندي ترودو"، مشيرة إلى أنّ الرجلين "سيتباحثان حتماً في العلاقات المهمة جداً" بين كندا والولايات المتحدة، وسيناقشان قرار بايدن تعليق بناء خط أنابيب النفط "كيستون إكس إل" بين البلدين.

وخلال إيجازها الصحفي اليومي أضافت بساكي أنّ بايدن سيخصص أولى محادثاته "لشركاء الولايات المتحدة وحلفائها".

لحظة وصول بايدن البيت الأبيض

وكشفت مصادر لشبكة "سي ان ان" أنّ إدارة بايدن طردت كبير موظفي البيت الأبيض تيموثي هارليث.

وكانت السيدة الأولى السابقة ميلانيا ترامب قد عينت هارليث في منصبه هذا عام 2017، بعد أن كان مديراً للغرف في فندق ترامب إنترناشيونال في واشنطن.

وحلّ هارليث مكان أنجيلا ريد، التي تمّ تعيينها في هذا المنصب خلال إدارة الرئيس الأسبق باراك أوباما.

 

قرّر بايدن وقف إخلاء المواطنين، وتمديد تجميد سداد القروض المخصصة للتعليم،  وإلغاء التمويل للجدار الحدودي مع المكسيك

 

ويمكن للأشخاص في هذا المنصب البقاء من خلال إدارات متعددة، لكنّ مصادر البيت الأبيض قالت إنّ إقالة هارليث لم تشكّل مفاجأة.

وتحدّث الرئيس الأمريكي أمس لأكثر من ربع ساعة، في خطابه الأوّل بصفته رئيس الولايات المتحدة، بعد أدائه اليمين ليصبح رئيس البلاد رقم 46.

وبدأ بايدن كلمته بالتشديد على أهمية الديمقراطية قائلاً: "هذا هو يوم أمريكا، هذا هو يوم الديمقراطية، أمريكا اختبرت، وكانت على قدر التحدي، نحن نحتفل بالديمقراطية اليوم، ورغبة الشعب تمّ سماعها اليوم، الديمقراطية ثمينة، واليوم انتصرت الديمقراطية".

 

بايدن يجري أوّل اتصال له مع زعيم أجنبي يوم غد الجمعة مع رئيس الوزراء الكندي ترودو

 

وأضاف: "القصة الأمريكية لا تعتمد على بعض منا، بل علينا جميعاً، نحن شعب جيد، لقد أنجزنا الكثير، لكن لدينا الكثير من العمل".

ولم يمضِ وقت طويل خلال الكلمة حتى تطرّق بايدن للقضايا والملفات الأهم بالنسبة إليه في الولايات المتحدة، مبتدئاً بقضية فيروس كورونا الذي أودى بحياة 400 ألف أمريكي.

وقال بايدن: "فيروس كورونا أوّل من نوعه، أودى بحياة مواطنين يساوون جميع عدد ضحايا أمريكا خلال الحرب العالمية الثانية، ملايين من وظائف العمل فقدت".

وتحدث بعدها بايدن عن عدد من "الصرخات" التي تستنجد به وبحكومته لتلبيتها، في إشارة إلى عدد من القضايا الأمريكية الداخلية الشائكة.

اقرأ أيضاً: هذه أول دعوة من الرئيس الإيراني إلى بايدن... فهل يستجيب؟

وقال بايدن: "هناك صرخة للعدالة العرقية لم تقف عن النداء لمدة 400 عام، وهي صرخة تحرّكنا، الحرّية والعدالة للجميع مبدأ لن يتمّ تجاهله بعد الآن".

وقال بايدن: "هناك ارتفاع في التطرف السياسي والتطرف اليميني للبيض والإرهاب الداخلي الذي يجب علينا مواجهته وهزمه"، في إشارة إلى قضية ارتفاع التطرف اليميني في البلاد.

الصين تستقبل انتقال السلطة في الولايات المتحدة بفرض عقوبات على 27 عضواً في إدارة ترامب

وتحدث بايدن خلال خطابه عن عدد من الوعود والأهداف التي يسعى لتحقيقها بصفته رئيساً للبلاد، والتي يحتاج فيها لوحدة الشعب كي يساعدوه على تحقيقها.

 وقال الرئيس الأمريكي الجديد: "بالوحدة نستطيع فعل الكثير، نستطيع أن نؤمن للشعب وظائف جيدة، يمكننا وضع أطفالنا في مدارس آمنة، ويمكننا تجاوز الفيروس القاتل".

اقرأ أيضاً: بايدن يشق طريقه إلى البيت الأبيض وسط ساحة حرب‎

وأضاف: "يمكننا إعادة تأسيس الطبقة الوسطى، ويمكننا تحقيق العدالة الاجتماعية، ونجعل أمريكا قوة عظمى مجدداً.

وفي سياق متصل، بعث قادة دول برسائل تهنئة إلى الرئيس الأمريكي الجديد جو بايدن، معربين عن تطلعهم للعمل معه.

ووردت رسائل تهنئة من حلفاء الولايات المتحدة المقرّبين، وبينهم كندا وإسرائيل وبريطانيا، وفق ما نقلت "بي بي سي".

وتحدّث رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون عن أولويات الطرفين المشتركة، في معالجة قضية تغير المناخ، والتعافي من وباء فيروس كورونا، وتعزيز الأمن عبر المحيط الأطلسي.

 

قادة دول يبعثون برسائل تهنئة إلى الرئيس الأمريكي الجديد جو بايدن، معربين عن تطلعهم إلى العمل معه

 

من جهتها، قالت رئيس المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين: إنّ الاتحاد الأوروبي يتطلّع إلى "إعادة التواصل مع شريك قديم ومحلّ ثقة".

أمّا روسيا، فقالت إنها سترحّب بخطوات لتجديد معاهدة "ستارت الجديدة" لخفض الترسانات النووية، التي ينقضي أجلها الشهر المقبل.

وفي وقت سابق، رحب الرئيس الإيراني حسن روحاني بنهاية حقبة ترامب، وحثّ بايدن على العودة إلى الاتفاق النووي المبرم عام 2015، ورفع العقوبات المشددة المفروضة على إيران.

واستقبلت الصين انتقال السلطة في الولايات المتحدة بفرض عقوبات على أكثر من 20 عضواً في إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب، ومنهم وزير الخارجية السابق مايك بومبيو.

وقّع بايدن مرسوماً لتعزيز برنامج حماية أطفال المهاجرين

وأعلنت الخارجية الصينية في بيان لها أنه تقرّر "فرض عقوبات على 27 شخصاً انتهكوا بشكل خطير السيادة الصينية".

وأوضح البيان الصيني "على مدى الأعوام القليلة الماضية، قام بعض السياسيين المناهضين للصين في الولايات المتحدة، بدافع من مصالحهم السياسية الأنانية والتحيز والكراهية ضد الصين وعدم إظهار أي اعتبار لمصالح الشعبين الصيني والأمريكي، بالتخطيط والترويج وتنفيذ سلسلة من التحركات المجنونة التي تدخلت بشكل خطير في الشؤون الداخلية لبلادنا وقوّضت مصالحنا".

وجاء الرد الأمريكي على القرار الصيني على لسان مجلس الأمن القومي، فقد نقلت "رويترز" عن متحدثة باسم مجلس الأمن القومي قولها: إنّ بايدن يتطلع إلى العمل مع قادة الحزبين الديمقراطي والجمهوري لوضع بلاده في مكانة تمكنها من التغلب في المنافسة مع بكين.

وانتقد هذا المجلس فرض الصين عقوبات على مسؤولي إدارة ترامب، قائلاً: إنها خطوة عقيمة وتبعث على السخرية.

الصفحة الرئيسية