الإخوان المسلمون: "تبرعات الموتى" تفضح حركة النهضة ومخططات جديدة في ليبيا

الإخوان المسلمون: "تبرعات الموتى" تفضح حركة النهضة ومخططات جديدة في ليبيا


28/10/2021

في تونس، حذّر بيان وقعته 22 جمعية تونسيّة، من مساعي حركة النهضة، الرامية إلى تضليل الرأي العام، مع ممارسة التحريض لتأليب الرأي العام العالمي ضد البلاد، وبالأخص لدى الكونغرس، والإدارة الأمريكية.

اقرأ أيضاً: الإخوان المسلمون في آسيا.. ما الذي يحدث؟

وفي ليبيا، تتواصل المخططات الإخوانيّة، الرامية إلى تقويض خارطة الطريق، حيث التقت قيادات من تنظيم الإخوان في ليبيا، مع قيادات الميليشيات المسلحة في الغرب، لترتيب تنفيذ خطة مشتركة؛ لمنع خروج المرتزقة والقوات الأجنبية من البلاد.

تحذيرات من تضليلات حركة النهضة للرأي العام

تواصل حركة النهضة التونسيّة مساعيها؛ الرامية إلى محاولة التموضع من جديد في المشهد السياسي، حيث أعلنت الحركة في بيان رسمي، أصدره مكتبها التنفيذي، رفضها لرئيسة الحكومة الجديدة، نجلاء بودن، ووصفتها بـ"حكومة الأمر الواقع، وحكومة الأمر 117 اللادستوري"، في إشارة إلى الأمر الذي أصدره الرئيس قيس سعيّد، وعطّل بمقتضاه العمل بعدد من المواد الدستوريّة. وزعم البيان أنّ "فقدان الشرعية؛ سيضاعف من التحديات والعراقيل أمام الحكومة، في تعاطيها مع الشأن الوطني، وتعاملها مع الشركاء الدوليين".

على صعيد آخر، حذّر بيان وقعته 22 جمعية تونسيّة، من مساعي حركة النهضة، الرامية إلى تضليل الرأي العام، مع ممارسة التحريض لتأليب الرأي العام العالمي ضد البلاد، وبخاصة لدى الكونغرس، والإدارة الأمريكية، الأمر الذي وصفه بيان الجمعيات التونسيّة، بالتحريض الممنهج، واستدعاء التدخل الأجنبي، ومحاولات انتهاك السيادة التونسيّة، "من قبل أحزاب وشخصيات، شارك عدد منها في الحكم منذ العام 2011"، ما اعتبره البيان وصمة عار على جبين هؤلاء، وبخاصة: الرئيس الأسبق منصف المرزوقي، الذي طالب بالتدخل الفرنسي بالتدخل في الشأن التونسي.

أعلنت حركة النهضة التونسيّة ببيان رسمي أصدره مكتبها التنفيذي رفضها للحكومة الجديدة

وأضاف البيان: "تشير الجمعيات الموقعة في هذا الصدد، إلى أنّها تميز بين حق كل تونسية وتونسي، في استعمال آليات الشكاوى والتظلم، التي تسمح بها الاتفاقيات الدوليّة والإقليميّة الخاصّة بحقوق الانسان، وبين اللجوء إلى الاستقواء بالقوى الأجنبية، ودعوتها للتدخل المُباشر كما دأبت عليه تلك الأطراف".

اقرأ أيضاً: إلى أين تتجه سيناريوهات الصراع بجماعة الإخوان؟

من جهته، أكّد أمين عام حركة الشعب القوميّة، النائب في البرلمان المجمد، زهير المغزاوي، خلال اجتماع شعبي، عقدته الحركة في صفاقس الجنوبية، الأحد الموافق 24 تشرين الأول (أكتوبر) الجاري، أنّ بلاده عاشت واقعاً سياسيّاً فاسداً، عانت منه على مختلف الأصعدة، وأنّ ما كشفته محكمة المحاسبات، بأنّ هناك موتى، زعمت حركة النهضة أنّهم تبرعوا لها في انتخابات العام 2019، أمر يفضح هؤلاء الذين "يتباكون على الديمقراطية، لكنهم لصوص، مكانهم الحقيقي السجون لا البرلمان". ذلك أنّهم "تآمروا مع الخارج، وتلقوا أموالاً، لكن محكمة المحاسبات، للأسف الشديد، ولأنّها كانت مرتهنة للمنظومة السابقة، لم تقم بدورها"، بحسب تعبيره.

المغزاوي علّق على الضجيج الذي تثيره حركة النهضة طيلة الوقت قائلاً: "صراخهم غير مسموع من أيّ طرف، ولو صرخوا مئة عام، يتباكون ويتكالبون وراء شرعية فاسدة؛ أضرّت بالبلاد والعباد، ونسوا ما كان حاصلاً قبل يوم 25 تموز (يوليو) الماضي، حين كان التونسيون يموتون؛ جراء انتشار فيروس كورونا في البلاد، وهم يجتمعون في الفنادق؛ للتآمر من أجل حكومة سياسيّة، يبقى على رأسها هشام المشيشي". مؤكداً أنّ ما حدث مساء 25 تموز (يوليو) الفائت، يمثل "لحظة الخروج من الديمقراطية الفاسدة، إلى الديمقراطية السليمة"، مطالباً باستبعاد النهضة من أيّ حوار وطني؛ لأنّها سبب كل ما حدث من كوارث وأزمات في البلاد.

إخوان ليبيا: أكاذيب ممنهجة ومخططات جديدة

في محاولة مكشوفة، للإفلات من العقاب الذي حانت لحظته، بعث القيادى في إخوان ليبيا، خالد المشري، رئيس ما يسمى بالمجلس الأعلى الاستشاري للدولة، بمذكرة إلى محكمة فرجينيا بالولايات المتحدة، حفلت بمجموعة من الأكاذيب، التي زعم فيها القيادي الإخواني، أنّ "إفشاء الإسرار العسكرية، أمر لا يعاقب عليه القانون الليبي"، وأضاف: "مفشي الأسرار العسكرية، لا يتعرض لعقوبة الإعدام". وهو ما يتناقض بشكل صارخ مع المادة 171، من القانون الليبي، التي تقول: "يعاقب بالإعدام، كل من زود حكومة أجنبية، أو أحد عملائها، أو أيّ شخص آخر يعمل لمصلحتها، على أيّ وجه من الوجوه، وبأيّ وسيلة، بسر يتعلق بالدفاع عن البلاد، أو أيّ سر مماثل له"، وكذلك الفقرة السادسة من القانون العسكري الليبي، التي تنص صراحة، في المادة 45، على أنّ "إفشاء إسرار الدفاع عن البلاد، وكلمات السر، والإشارات السرية، والعمليات، والتوصيات السرية، أو الاتصال، أو التوسط للاتصال بقوات العدو، أو العاملين لحسابه؛ لإفشاء ما تقدم، يعاقب بالإعدام".

حذّر بيان وقعته 22 جمعية تونسيّة من مساعي النهضة الرامية إلى تضليل الرأي العام

المشري، استبق مؤتمر استقرار ليبيا، الذي انعقد يوم الخميس الموافق 21 تشرين الأول (أكتوبر) الجاري في طرابلس، وحظى بمشاركة عربيّة ودوليّة واسعة، بوضع العقبات أمام مسار التسوية، حيث خاطب إدارة مفوضية الانتخابات المستقلة، مطالباً بتجميد العمل بالقوانين الانتخابية الصادرة عن مجلس النواب الليبي، الأمر الذي بلغ حد تهديد رئيس المفوضيّة، عماد السايح، في حال تمسكه بتلك القوانين.

تهديدات المشري تتفق وتقارير عديدة، أكّدت أنّ قيادات من التنظيم الدولي للإخوان، أعطت أوامر مباشرة لأذرع الجماعة في ليبيا، بالتحرك لمنع عقد الانتخابات في موعدها، في حال عدم الحصول على وعود صريحة بعدم الملاحقة، وكذا الحصول على نصيب من المناصب السياديّة، وتضع الجماعة منصب الرئيس  بالأخص نصب عينيها.

 قيادات من التنظيم الدولي أعطت أوامر مباشرة لأذرع الجماعة في ليبيا بالتحرك لمنع عقد الانتخابات في موعدها

هذا ونقلت شبكة "سكاي نيوز" عربية، عن مصادر مطلعة خاصّة بها، كواليس المخططات الإخوانيّة الرامية إلى تقويض خارطة الطريق، حيث أكّدت تلك المصادر أنّ "قيادات بارزة من تنظيم الإخوان في ليبيا، التقت قيادات الميليشيات، لترتيب تنفيذ خطة مشتركة؛ لمنع خروج المرتزقة والقوات الأجنبية من البلاد".

من جانبه، قال أستاذ القانون الدولي، والمحلل السياسي الليبي، الدكتور محمد الزبيدي، إنّ "جماعة الإخوان لا تريد، ولا ترغب، ولا تتمنى إجراء الانتخابات البرلمانية، أو الرئاسية في موعدها، وتحاول بشكل مكثف تعطيل مسارها، وتأجيلها، وذلك لإدراكها أنّ حصولها على أيّ مقاعد في الانتخابات البرلمانية بات أمراً مستحيلاً، بالإضافة إلى أنّ منصب الرئيس سوف يذهب إلى تيار وطني، بعيد كل البعد عن الجماعة".

وكشف الجيش الوطني الليبي، معلومات خطيرة تؤكد قيام الإخوان بتسهيل استقبال عدة مئات من عناصر الميليشيات التشادية المسلحة، في الجنوب، وفي أعقاب قيام الجيش الوطني الليبي بتتبع هؤلاء، جرى نقل العشرات منهم إلى طرابلس، حيث تمركزوا في قاعدة الوطية، وفقاً لما أعلنه قطاع المخابرات الحربية الليبي، الذي رصد تواجد هؤلاء المرتزقة في القاعدة، تمهيداً لانخراطهم ضمن ميليشيا الإخوان المسلمين في الغرب الليبي.

الجيش الوطني الليبي نجح مؤخراً، بالتنسيق مع نظيره التشادي، في ضبط منطقة الشريط الحدودي، وتطويق منطقة تربو، معقل تلك المليشيات، لقطع أبرز روافد إمداد الإخوان بالمقاتلين الأجانب والمرتزقة.



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية