هذا أحدث صدام بين الجزائر وفرنسا... ما علاقة مالي؟

هذا أحدث صدام بين الجزائر وفرنسا... ما علاقة مالي؟


14/10/2021

وصلت الأزمة الجزائرية الفرنسية إلى محطة جديدة، بعدما وجهت وسائل إعلام فرنسية اتهامات إلى الجزائر بتمويل نقل مرتزقة روس إلى مالي.

وكانت الجزائر قد حظرت استخدام الطائرات الحربية الفرنسية مجالها الجوي، ممّا يعيق وصولها إلى مالي التي تعمل فيها على مساعدة الدولة في مواجهة الإرهاب، وقد علق وزير الدفاع الفرنسي فيما بعد مؤكداً أنّ ذلك لن يمنع فرنسا من أداء مهامها هناك، يأتي ذلك في وقت توجه فيه مالي اتهامات إلى فرنسا وتتهمها بالتخلي عنها.

في غضون ذلك، نددت الخارجية الجزائرية أمس بما قالت إنها مزاعم نقلتها "وسيلة إعلام فرنسية موالية لمخابرات باريس" حول تمويلها لميليشيات في مالي، بحسب ما أورده موقع "ميدل إيست أون لاين".

وأفادت وكالة الأنباء الرسمية عن الناطق باسم الخارجية عمار بلاني أنّ الجزائر "تفند الادعاءات التي تداولتها وسيلة إعلام أجنبية حول تمويل مزعوم من قبل الجزائر لميليشيات في مالي".

وأضاف المصدر ذاته أنّ هذه "الادعاءات لا أساس لها من الصحة، وقد صدرت من طرف وسيلة إعلامية معروفة بولائها لمصالح المديرية العامة للأمن الخارجي التابعة للاستخبارات الفرنسية، التي يقودها السفير السابق بالجزائر برنار إيميي.

وكان موقع "الجيري بارت" وموقع "موندافرايك" الفرنسي قد نشرا أمس أنّ الجزائر اتفقت مع السلطات المالية لتمويل عمليات جلب ميليشيات فاغنر الروسية، وسط مخاوف من تنامي النفوذ الروسي في مالي.

نددت الخارجية الجزائرية أمس بما قالت إنها مزاعم نقلتها "وسيلة إعلام فرنسية موالية لمخابرات باريس" حول تمويلها لميليشيات في مالي

والجزائر التي تربطها بمالي حدود برية تزيد على 1000 كلم، هي من تقود لجنة متابعة اتفاق السلام بين الحكومة المركزية في باماكو ومسلحي الحركات الأزوادية (طوارق) شمالي مالي.

وفي 2014 احتضنت الجزائر المفاوضات بين الطرفين، وقد توّجت بتوقيع اتفاق سلام في حزيران (يونيو)  2015 فيما عرف بـ"مسار الجزائر".

وكانت الجزائر قد حظرت الشهر الجاري على الطائرات العسكرية الفرنسية التحليق فوق أراضيها، نظراً لكونها تستخدم عادة مجالها الجوي لدخول ومغادرة منطقة الساحل حيث تنتشر قواتها في إطار عملية برخان، واستدعت سفيرها لدى باريس.

وجاءت هذه الخطوة بعد خلاف حول خفض عدد التأشيرات الممنوحة للجزائريين، تبعه نقل صحيفة لوموند تصريحات لماكرون خلال لقائه أحفاد أشخاص شاركوا في حرب استقلال الجزائر اعتبر فيها أنّ الجزائر يحكمها "نظام سياسي-عسكري قام بإعادة كتابة تاريخها بالكامل".

وقد ردّ مكتب الرئاسة الجزائرية بالقول إنّ هذه التصريحات التي لم يتم تكذيبها تُعد "تدخلاً" في الشؤون الداخلية للبلاد.

والأحد تحدث تبون بشكل علني للمرّة الأولى حول الخلاف مع فرنسا، مطالباً القوة الاستعمارية السابقة بـ"الاحترام الكامل" لبلاده.

وقال تبون في لقاء مع ممثلي وسائل إعلام بثه التلفزيون الرسمي: إنّ "عودة السفير الجزائري إلى باريس مشروطة باحترام كامل للدولة الجزائرية"، وشدد على ضرورة عدم "تزييف التاريخ".

وأضاف تبون أنّ العلاقات مع فرنسا هي "مسؤولية شعب وتاريخ"، مؤكداً أنه "على فرنسا أن تنسى أنّ الجزائر كانت مستعمرة".

وغالباً ما تشهد العلاقات بين البلدين توتراً، لكنها لم تصل يوماً إلى هذا المستوى من التدهور، كما هو الحال عليه في الأيام الأخيرة.



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية