ميليشيا الحوثي تواصل انتهاك القانون الدولي بما يتعلق بالمهاجرين... ماذا تفعل؟

ميليشيا الحوثي تواصل انتهاك القانون الدولي بما يتعلق بالمهاجرين... ماذا تفعل؟


19/01/2022

كشفت رئيسة منظمة "الأورومية" لحقوق الإنسان، عرفات جبريل، عن تجنيد ميليشيا الحوثي الإرهابية عشرات المهاجرين للقتال في صفوفها، ومقتل العديد منهم خلال الفترة الماضية.

وقالت جبريل في تغريدة عبر حسابها على موقع "تويتر": "إنّ عشرات القتلى والجرحى من اللاجئين والمهاجرين الإثيوبيين الذين كانوا مع الحوثيين سقطوا في جبهتي مأرب والجوف".

وبحسب التقارير، فقد جنّدت الميليشيا الحوثية المئات من الأفارقة من جنسيات متعددة، مثل إثيوبيا والصومال وغيرهم، وزجّت بهم في جبهاتها.

جبريل: عشرات القتلى والجرحى من اللاجئين والمهاجرين الإثيوبيين الذين كانوا مع الحوثيين سقطوا في جبهتي مأرب والجوف

ومطلع كانون الأول (ديسمبر) الماضي، نظّمت الميليشيا الحوثية عرساً جماعياً للمئات من عناصرها، من ضمنهم نحو (80) مهاجراً إثيوبياً من الأورومو، ضمن خطة حوثية لاستقطاب مقاتلين منهم إلى صفوفها، وفق ما ذكرته الناشطة جبريل في تغريدة سابقة لها.

وكانت ميليشيا الحوثي قد نشرت في العام 2017، للمرّة الأولى، ضمن صور قتلاها، صورة لاجئ أفريقي يرتدي زيّاً عسكرياً إلى جانب شعار "الصرخة" الحوثية، وهو مراهق صومالي يُدعى عبد الفتاح شيخ علي، لقي حتفه في أيلول (سبتمبر) 2016، وهو يقاتل في صفوف الميليشيا في جبهة الحدود اليمنية السعودية.

وفي آب (أغسطس) 2020 اعترفت الميليشيا، المدعومة إيرانياً، بشكل رسمي بمقتل لاجئين أفارقة جنّدتهم في صفوفها، فقد شيّعت ضمن موكب جنائزي في محافظة حجة عدداً من مقاتليها الذين سقطوا في جبهات محافظات مأرب والبيضاء والجوف، بينهم اللاجئ الأفريقي محمد حلم قعيص محمدو، الذي يحمل الجنسية الإثيوبية، وفقاً لما نقلته الوكالة الرسمية الناطقة باسم الانقلابيين.

وكشفت مصادر محلية أنّ اللاجئ الإثيوبي "محمدو"، الذي شيّعته الميليشيا، كان لاجئاً في أحد المخيمات بمديرية كشر بمحافظة حجة، قبل أن يجنّده الانقلابيون مع آخرين ويزجّون بهم في جبهات القتال.

وفي آذار (مارس) الماضي أقدمت الميليشيا الإرهابية على إحراق العشرات من اللاجئين الأفارقة في مركز اعتقال في صنعاء، لرفضهم التجنيد في صفوفها، وهو الحادث الذي حاول الحوثيون أن يلقوا باللائمة فيه على بعض مجنديهم.

الميليشيا الحوثية نظّمت عرساً جماعياً للمئات من عناصرها، من ضمنهم نحو (80) مهاجراً إثيوبياً من الأورومو، ضمن خطة لاستقطاب مقاتلين منهم

وكانت مصادر مطلعة قد ذكرت حينها أنّ الجماعة عرضت على اللاجئين التجنيد في صفوفها للقتال، مقابل راتب شهري لكلّ شخص، وحين رفضوا أمرت عناصرها بإلقاء قنابل حارقة على مركز الاحتجاز؛ ممّا تسبب في مقتل وإصابة نحو (170) شخصاً.

وقد ندّدت الحكومة الشرعية بتجنيد الميليشيا الانقلابية اللاجئين الأفارقة والمهاجرين غير الشرعيين القادمين من دول القرن الأفريقي، واستغلالهم في أعمال عسكرية تستهدف أمن واستقرار اليمن ودول الجوار وتهدد المصالح الدولية، واعتبرتها جريمة حرب وجرائم مرتكبة ضد الإنسانية، ومخالفة صريحة للقوانين والأعراف الدولية.

وقال وزير الإعلام معمر الإرياني معلقاً على الحادثة: إنّ "‏قيام ميليشيا الحوثي الانقلابية بتجنيد اللاجئين الأفارقة والمهاجرين غير الشرعيين القادمين من دول القرن الأفريقي، واستغلالهم في أعمال قتالية تستهدف أمن واستقرار اليمن ودول الجوار وتهديد المصالح الدولية، جريمة حرب ضدّ الإنسانية، ومخالفة صريحة للقوانين والأعراف الدولية".

وأضاف: إنّ "‏ميليشيا الحوثي الإرهابية تلجأ بكلّ وضوح إلى اللاجئين الأفارقة لتغطية عجزها في المقاتلين، بعد نفاد مخزونها البشري".

ودعا الإرياني، في تصريحه الذي نشرته وكالة الأنباء اليمنية (سبأ) حينها، “المنظمات الدولية المعنية باللاجئين ومنظمة الهجرة الدولية وكافة نشطاء حقوق الإنسان لإدانة الجرائم والانتهاكات التي ترتكبها ميليشيا الحوثي بحقهم.

وتواصل ميليشيا الحوثي -ذراع إيران في اليمن- تدعيم صفوفها باللاجئين والمهاجرين من دول القرن الأفريقي، عبر تجنيدهم تحت الضغط والإجبار، وإرسالهم إلى محارق الموت، مع نفاد مخزونها البشري جرّاء الخسائر الكبيرة في مختلف جبهات محافظة مأرب، وعزوف أبناء القبائل عن الانخراط خلف دعوات التجنيد والحشد والتعبئة.

ومنذ استيلائها على السلطة في 21 أيلول (سبتمبر) 2014 أطلقت الميليشيا الانقلابية  حملات تجنيد في أوساط اللاجئين الأفارقة الذين اضطرتهم معاناة الحروب في بلدانهم للفرار إلى اليمن، مستغلة حاجتهم للمال، وذلك بتجنيدهم للقتال في جبهاتها.

ويتدفق آلاف اللاجئين الأفارقة، من الصومال وإثيوبيا تحديداً، إلى اليمن، رغم حالة الحرب التي تشهدها منذ ما يقارب (7) اعوام، وتشير تقديرات المفوضية السامية لشؤون اللاجئين إلى أنّ عدد اللاجئين الأفارقة الموجودين في اليمن يقترب من (200) ألف لاجئ، معظمهم صوماليون وإثيوبيون.


آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية