رغم فظائع حركة طالبان... هذه الدول تدفع باتجاه الاعتراف الدولي بها

رغم فظائع حركة طالبان... هذه الدول تدفع باتجاه الاعتراف الدولي بها


26/09/2021

رغم الفظائع التي ترتكبها حركة طالبان، والتي كان آخرها إعدام 4 أشخاص وتعليقهم في الميادين العامة دون محاكمة، وعدم وفائها بوعودها تجاه المرأة، إلا أنه ما زال هناك بعض الدول؛ كقطر وباكستان والصين، تحاول دمجها في المجتمع الدولي وحصدها اعترافات دولية للحركة.

خلال الأيام القليلة الماضية حثت قطر وباكستان في مناسبات عدة المجتمع الدولي على عدم مقاطعة أفغانستان تحت حكم طالبان، وكذلك أبدت الصين مواقف مماثلة في هذا الخصوص.

وفي السياق، قال رئيس المركز الأفغاني للإعلام والدراسات عبد الجبار بهير: إنّ "حركة طالبان تمتلك علاقات طيبة مع الصين، وبالتالي ترى بكين أنّ تمتع (طالبان) بعلاقات طبيعية مع باقي دول العالم سيفتح المجال أمامها للاستفادة اقتصادياً من خلال بعض المشاريع والاستثمارات"، وفق ما نقلت شبكة الحرة.

 

حركة طالبان تمتلك علاقات طيبة مع الصين، وبالتالي ترى بكين أنّ تمتع الحركة بعلاقات طبيعية مع دول العالم سيفتح المجال أمامها للاستفادة اقتصادياً

 

وأضاف بهير أنّ "باكستان أيضاً لديها علاقات متينة، وبالتالي تحاول إسلام آباد الضغط والاستفادة من تلك العلاقات لصالح طالبان".

في الخطاب الذي ألقاه عبر الفيديو أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة أول من أمس، أشار رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان إلى أنّ طالبان وعدت باحترام حقوق الإنسان وتأليف حكومة شاملة منذ سيطرتها على البلاد الشهر الماضي، رغم خيبة الأمل العالمية في الحكومة المؤقتة التي شكلتها الحركة.

وقال خان: "إذا قام المجتمع الدولي بتحفيزها وشجعها على المضي قدماً في هذا الحوار، فسيكون الوضع مربحاً للجميع".

اقرأ أيضاً: "طالبان" و"داعش".. تقاسم السّلطة وتقارب الأفكار

كذلك، دافع خان عن موقف بلده، الداعم الرئيسي لنظام طالبان بين عامي 1996 و2001 الذي فرض تفسيره المتشدد للشريعة الإسلامية وآوى تنظيم القاعدة، ما أدى إلى الغزو الأمريكي لأفغانستان عقب هجمات 11 أيلول (سبتمبر) 2001.

واقترح وزير الخارجية الباكستاني شاه محمود قريشي في مقابلة مع وكالة "أسوشيتد برس" الأربعاء أن يطوّر المجتمع الدولي خارطة طريق تؤدي إلى الاعتراف الدبلوماسي بحركة طالبان، مع حوافز إذا استوفت متطلباتها، ثم الجلوس وجها لوجه والتحدث مع قادتها.

وأضاف أنّ "وفاء الحركة بوعودها يسهل حصولها على الاعتراف الدولي".

 

رئيس الوزراء الباكستاني: طالبان وعدت باحترام حقوق الإنسان وتأليف حكومة شاملة ويجب على المجتمع الدولي تحفيزها وتشجيعها

 

"كذلك تمكنت قطر من بناء أواصر متينة مع طالبان من خلال لعبها لدور سياسي واضح في السابق ساهم في المفاوضات التي أقامتها طالبان مع الولايات المتحدة"، وفقاً لبهير الذي أشار إلى أنّ الدوحة لا تريد أن تخسر ذلك كله في حال استمرت القطيعة الدولية لنظام حكم طالبان.

ويتفق الكاتب والصحفي الأفغاني زمرالاي أباسين مع هذا الطرح، ويرى أنّ قطر وباكستان والصين تعتبر من الحلفاء المقربين لطالبان، وخصوصاً في الأعوام الأخيرة.

وأضاف أباسين أنّ "الجميع يعلم أنّ قطر هي من رعت المفاوضات بين الحركة والولايات المتحدة في الدوحة، وبالتالي هناك مصالح متبادلة بين الطرفين في السابق وحالياً وبالتأكيد مستقبلاً".

والثلاثاء الماضي دعا أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني إلى "ضرورة استمرار الحوار مع طالبان"، مضيفاً خلال كلمة أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة أنّ "المقاطعة لا تؤدي إلا إلى الاستقطاب وردود الفعل، في حين أنّ الحوار يمكن أن يأتي بنتائج إيجابية".

بالمقابل، طالبت الصين بإنهاء العقوبات الاقتصادية على أفغانستان وردّ احتياطاتها بالعملات الصعبة، التي "لا يجب استخدامها كورقة مساومة لممارسة ضغط سياسي".

لكن مع ذلك يشير أباسين إلى أنه "عندما يكون هناك حديث عن العلاقات الدولية والمجتمع الدولي والاعتراف الدولي، فلا أعتقد أنّ هذا الدعم الذي تتلقاه طالبان من الدول الـ3 (قطر وباكستان والصين) سيلعب دوراً محورياً في الحصول على الاعتراف".

بعد شهر من سيطرتها على البلاد عقب هجوم خاطف في أفغانستان، أكملت حركة طالبان هذا الأسبوع تشكيل حكومتها المؤقتة.

اقرأ أيضاً: أمريكا تصدر قرارين يتيحان تقديم المساعدات الإنسانية عبر حكومة طالبان.. ما هما؟

وما يزال القلق يسود بين الأفغان والمجتمع الدولي من أنّ الإسلاميين المتشددين يتجهون نحو فرض السياسات الوحشية نفسها ضد النساء والمعارضين التي تبنوها في فترة حكمهم السابقة.

ويُعتبر احترام حقوق الإنسان وإعطاء حقوق النساء من أكثر المجالات التي يترقبها المجتمع الدولي في سياسة طالبان المقبلة، بالإضافة إلى مسائل أخرى تتعلق بالإرهاب، وفقاً لأباسين.

وتابع أنّ "موضوع الاعتراف ليس بيد الصين وباكستان وقطر، وإنما تسيطر عليه دول عظمى كالولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وألمانيا".

ويشير إلى أنّ الأمور ستكون صعبة بالنسبة إلى طالبان، لأنّ الأمر بالنهاية يعتمد عليها هي بالذات، كيف سيكون شكل علاقتها بالولايات المتحدة والدول الغربية؟ وأيضاً موضوع قطع علاقاتها بالجماعات الإرهابية العالمية والمتشددين سيكون مهماً".

وتقول طالبان إنها فعلت ذلك، بحسب أباسين، "لكنّ العالم ينتظر الآن أن يرى ذلك يتحقق فعلياً على الأرض".

 

أباسين: لا أعتقد أنّ الدعم الذي تتلقاه طالبان من الدول الـ3 (قطر وباكستان والصين) سيلعب دوراً محورياً في الحصول على الاعتراف

 

ويبين "هم يريدون الاعتراف بأن يكونوا جزءاً من المجتمع الدولي، لكن إذا كان هناك أي شخص يتوقع أن تكون حكومة طالبان حكومة على الطراز الحديث على المدى القصير أو المتوسط، فسيكون هذا خاطئاً، لأنهم من غير الممكن أن يغيروا الإيديولوجية التي يتبعونها بهذه السهولة".

وقالت الحركة منذ سيطرتها على البلاد في 15 آب (أغسطس) إنها ستحترم حقوق المرأة بما يتماشى مع الشريعة الإسلامية، دون الخوض في التفاصيل.

وطُلب من معظم النساء عدم العودة إلى العمل حتى تضع طالبان "أنظمة جديدة"، وقد بقي بعضهن في المنازل خوفاً من هجمات انتقامية في المستقبل كونهن نسوة عاملات.

وسمح للفتيات بالذهاب إلى المدارس الابتدائية، لكن لم يسمح للأكبر سناً بارتياد المدارس الثانوية، حيث تقول طالبان إنّ جميع هذه الإجراءات مؤقتة.

ويرى عبد الجبار بهير أنّ "الحركة تواجه اليوم ظروفاً اقتصادية قاسية وأزمة إنسانية مرتقبة، لأنها غير قادرة على توفير رواتب الموظفين".

ويعتقد أنّ "تغييرات جذرية ستطرأ على مواقف حركة طالبان، خاصة في ما يتعلق بالحريات والحقوق المدنية، لأنّ الواقع الداخلي والخارجي يفرض عليها ذلك".

ويختتم بالقول: "في ظل الضغوط الدولية وفي ظل الواقع الحالي الذي تعيشه أفغانستان من تراجع اقتصادي، لا يمكن لطالبان إلا المضي قدماً وتقديم التنازلات للمجتمع الدولي".




انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية