العراق في مواجهة شح مائي أسرع من المتوقع... ما علاقة إيران؟

العراق في مواجهة شح مائي أسرع من المتوقع... ما علاقة إيران؟


29/11/2021

تحولت التخوّفات التي أثيرت على مدار الشهور الماضية من تأثر مواجهة العراق أزمة مائية كبيرة، وتعطيش لبعض المناطق؛ ممّا يؤثر على الزراعة والأحوال المعيشية بوجه عام، تحولت إلى واقع. 

اقرأ أيضاً: بالصور والأدلة... العراق يعلن تفاصيل محاولة اغتيال الكاظمي

ورغم أنّ التغيرات المناخية وتأثيراتها السلبية على ملف المياه ليست بالجديدة، إذ تذهب الدراسات إلى توقعات حتى عقود قادمة، غير أنّ دولة كالعراق لا تدفع فقط ثمن التغيرات المناخية، ولكن أيضاً علاقاتها السياسية مع الدول المجاورة؛ ممّا يضع ملف المياه فيها عرضة لتأثرات رئيسية بسبب السدود التي تقوم بإنشائها كلٌّ من إيران وتركيا. 

وأخيراً، قطعت إيران المياه بالكامل عن نهر ديالى، عبر القيام بتحويلات عطشت بها مدناً عراقية لمدّ مدنٍ إيرانية بالمياه، في ظل موجة الجفاف التي تعيشها إيران أيضاً، وسط احتجاجات شعبية واتهامات للحكومة بتعطيش المواطنين من أجل توفير المياه لمشاريع الحرس الثوري الإيراني، أو استخدامها وسيلة عقاب وثواب، بمعنى منعها عن المدن التي تسبب ازعاجاً للحكومة، مثل الأحواز التي تضمّ غالبية عربية. 

اقتباس: وزير المياه العراقي: "الوزارة تسعى للتعاون مع إيران وتركيا وسوريا بخصوص ملف الواردات المائية، لكن لا توجد أيّ بوادر للحل"

ويرى مراقبون أنّ إيران لن تعير مصالح العراق المائية اهتماماً أمام مصالحها، خصوصاً في الوقت الحالي، الذي تحاول فيه السلطة العراقية الإفلات من قبضة وهيمنة إيران، وهو ما تحقق بالفعل خلال الانتخابات الأخيرة، فقد حلّت القوى الموالية لطهران في المركز الثالث. 

وإضافة إلى ذلك، قد تستخدم إيران ورقة المياه أيضاً في مناوراتها السياسية مع الحكومة القادمة، خصوصاً أنّ ملف المياه والوصول إلى تسويات فيه سيكون همّاً رئيسياً، سواء مع تركيا أو إيران. 

وتُعدّ المحافظات الشرقية المحاذية لإيران الأكثر تضرراً داخل العراق حتى الآن،  وقد حذّر وزير الموارد المائية مهدي رشيد الحمداني من استمرار شحّ المياه في الأشهر المقبلة، مشيراً إلى أنّ محافظة واسط تُعدّ أكبر المحافظات تجاوزاً، وتمّت تأثيرات هذا التجاوز على محافظات ميسان وذي قار والبصرة.

اقرأ أيضاً: الممثلة الأممية في العراق في مرمى نيران الخاسرين

وقال الحمداني في مؤتمر صحافي الإثنين، بحسب ما أورده موقع رووادو: إنّ "شحّ المياه حقيقة واقعة، تتطلب من الجميع التعاون والتكاتف"، عادّاً "شحّ المياه لـ3 مواسم حالة استثنائية".

مستشار وزارة الري: تصرفات طهران مخالفة للأعراف والمواثيق الدولية، وأهمّها اتفاقية عام 1975، فضلاً عن استغلالها للمياه في أعالي الحوض، وعدم مراعاة مصلحة مناطق المصب

ولفت الوزير العراقي إلى أنّ "أزمة شحّ المياه ليس أزمة الوزارة وحدها، بل أزمة البلد"، مبيناً أنّ "موضوع التجاوزت بدأ يظهر من جديد، وأكبرها في واسط، لأنها تمثل مفرقاً لجريان نهر دجلة، وأيّ تجاوز يحصل، سيكون تأثيره ملموساً، وينعكس على ذي قار وميسان والبصرة".

ونوّه إلى أنّ الوزارة "تسعى للتعاون مع ايران وتركيا وسوريا بخصوص ملف الواردات المائية، لكن لا توجد أيّ بوادر للحل".

وكان مستشار وزارة الموارد المائية في العراق عون ذياب عبد الله قد أفاد بأنّ إيران قطعت بشكل كامل المياه عن نهر ديالى؛ ممّا تسبب بقرب جفاف بحيرة سدّ حمرين في محافظة ديالى (57) كم شمال شرقي بغداد، بحسب ما نقله مرصد مينا. 

اقرأ أيضاً: مصابو الحرب الإيرانية العراقية يتظاهرون في طهران.. ما مطالبهم؟

وأضاف المسؤول العراقي، بحسب صحيفة "الصباح" الحكومية الصادرة الإثنين، أنّ إيران قطعت المياه  بشكل كامل عن العراق، وقد أثر ذلك بشكل مباشر على المناطق الحيوية المهمّة في مناطق بمحافظة ديالى وبدرك وجصان وهور الحرّية، إضافة إلى شط العرب، مشيراً إلى أنّ "تصرفات طهران مخالفة للأعراف والمواثيق الدولية، وأهمّها اتفاقية عام 1975، فضلاً عن استغلالها للمياه في أعالي الحوض، وعدم مراعاة مصلحة مناطق المصب، حيث بدأ الخزين المائي يتناقص في سدّ حمرين المقام على نهر ديالى، الذي شارفت مياهه على الجفاف بسبب قلة هطول الأمطار، وقطع إيران لمجموعة من الأنهار المغذية لنهر ديالى". 

اقرأ أيضاً: والد المعارض الإيراني زم: هكذا استدرجت إيران ابني إلى العراق قبل اختطافه وإعدامه

وكان البنك الدولي قد حذّر العراق من أنّ المياه لن تصل إلى ثلث الأراضي المروية في عام 2050، في حال ارتفعت درجة الحرارة درجة مئوية واحدة، حسبما هو متوقع، بحسب موقع رووداو. 

وأصدر البنك الدولي تقريراً ذكر فيه أنه بحلول عام 2050 ستزداد درجة الحرارة بمقدار (1) درجة مئوية، وانخفاض هطول الأمطار بنسبة 10 بالمائة، ومن شأن ذلك أن يتسبب في تقليل المياه العذبة المتاحة بنحو 20 بالمائة، وفي ظلّ هذه الظروف لن تصل المياه إلى ما يقرب من ثلث الأراضي المروية في العراق بحلول عام 2050.

وبحسب تقرير البنك الدولي، فمن المتوقع أن يحدث انخفاض بنسبة 20 بالمائة في إمدادات المياه في العراق، وما يرتبط به من انخفاض غلة المحاصيل التي قد تصاحب تغير المناخ؛ ممّا يؤدي إلى انخفاض الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي في العراق بنسبة تصل إلى 4 بالمائة، أي 6.6 مليار دولار أمريكي.




انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية