العراق: بعد تحديد شروطه .. ما الذي ينتظره العالم من التيار الصدري؟

العراق: بعد تحديد شروطه .. ما الذي ينتظره العالم من التيار الصدري؟


17/10/2021

يبدو أنّ زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر لا يلتفت إلى تهديدات رافضي نتائج الانتخابات، فقد أبرزت الانتخابات تصدّر تياره بـ73 مقعداً، بفارق كبير عن الكتلة التالية وهي تحالف "تقدم" بقيادة رئيس البرلمان الحالي محمد الحلبوسي، ثم تأتي القوى الرافضة للنتائج وهي القوى الشيعية الموالية لإيران بـ37 مقعداً فقط، عبر تحالف دولة القانون بزعامة رئيس الوزراء السابق نوري المالكي.

وقد حدد زعيم التيار الصدري أمس 7 نقاط لخروج العراق من التبعية لأي أحد، متحدثاً بثقة، فمن جهة القوات الأمنية العراقية باتت على درجة كبيرة من التعافي، ومن جهة أخرى فقوة التيار الصدري في الشارع لا يستهان بها.

اقرأ أيضاً: مقتدى الصدر... و"سلاح الشّيعة"!

وفي غضون ذلك، وجّه الصدر انتقاداً للمالكي والقوى الرافضة للانتخابات، وتحذيراً أيضاً، فبحسب ما أورده موقع "المصري اليوم"، فإنّ زعيم التيار الصدري وجّه رسالة إلى أمين عام حزب الدعوة الإسلامي (الشيعي) نوري المالكي، أعرب فيها عن تفاجئه بتصريح المالكي فيما يخص الانتخابات العراقية الأخيرة، واصفاً تصريحه بـ "الكلام المنقوص"، وتابع: عليه إدراك ما ضاع وأضاع.

وكان المالكي قد طالب مفوضية الانتخابات في العراق أول من أمس الجمعة بإصلاح "الخلل" الذي يشوب العملية الانتخابية وعدم الميل لأي طرف من الأطراف السياسية المتنافسة، في خضم التعبير عن موقفه من العملية الانتخابية.

اقرأ أيضاً: مقتدى الصدر يحذر... هل تعترف ميليشيات الحشد بالهزيمة؟

وكان عدد من الميليشيات الشيعية قد أعلن رفضه نتائج الانتخابات، في المقدمة الميليشيات الشهيرة بالعنف، التي تُوجَّه أصابع الاتهام إليها فيما يتعلق باغتيال النشطاء أو استهداف المصالح الأمريكية في العراق، وفي مقدمتها ميليشيا حزب الله العراقية.

المالكي طالب مفوضية الانتخابات في العراق يوم الجمعة بإصلاح "الخلل" الذي يشوب العملية الانتخابية، وعدم الميل لأي طرف من الأطراف السياسية المتنافسة

وبخصوص أمريكا، فقد حوت جزءاً محورياً من المبادئ التي أعلن عنها الصدر أمس، بحسب ما نقلته وكالة الأنباء العراقية (واع).

قال الصدر في تغريدة له: "لعل من أهمّ ما ينتظره العالم في تسنم التيار الصدري رئاسة الوزراء هو موقفنا من (أمريكا) أو (الاحتلال)، فهنا أقول: لنا بعض النقاط المهمّة التي تخرج العراق من التبعية لأيّ أحد، كما يلي: على أمريكا أوّلاً: التعامل مع الحكومة العراقية بالمِثل دبلوماسياً وعلى كافة الأصعدة، بمعنى: تعامل دولة مع دولة كاملة السيادة، ثانياً: الحوار الجادّ والفاعل في ما يخصّ بقاء قوّاتها ومعسكراتها وطائراتها وبوارجها وتدخّلاتها في العراق، ثالثاً: ثورات الشعب ومظاهراته شأن داخلي، وأمرٌ لا يعنيها لا من قريب ولا من بعيد... وكلها ثورات وطنية، يجب أن تكون خالية من التأثير الخارجي.

ولا يبدي الصدر موقفاً متشدداً إزاء الولايات المتحدة الأمريكية فقط، بل إنّ موقفه نحوها فعلياً حوى مرونة حين أرجع الانسحاب إلى "حوار جاد"، ولم يطالب بالخروج الفوري أو الانسحاب الكامل العاجل، في وقت قد يكون فيه العراق ما زال يحتاج لدعم أمريكي عسكري فيما يتعلق بمواجهة تنظيم داعش.

وقد وجّه الصدر رسالة أخرى فهمت أنها لإيران، حيث أكد في المبدأ الرابع على "إبعاد العراق أرضاً وجوّاً وبحراً وشعباً عن الصراعات الإقليمية أيّاً كانت... ولن نسمح بغير ذلك من الجميع.

وشدد في المبدأ الخامس على سيادة الدولة قائلاً: نحن عراقيّون، لا شرقيّون ولا غربيّون... نريد العيش بسلام... وكل ما يُعارض ذلك فلنا رَدٌ مناسب، وسادساً: سنتعامل معها اقتصاديّاً أو على أصعِدَة أخرى إذا ما تحققت النقاط آنفة الذكر... وإلا فلا يُمكن أنّ نرضخ للضغوط والتَبَعيّة.

واختتم بالمبدأ السابع قائلاً: في حال عدم تحقق ما سَبَق، فهذا يعني أنّها دولة مُعادية للعراق، ولا تريد له الاستقلال والسيادة والاستقرار، فكما أنّ الحوزة والاستعمار ضرّتان لا تجتمعان، فإنّ العراق والاحتلال عَدوّان لا يجتمعان.

 

الصدر يقول في أول مبدأ لحكومته مع أمريكا: التعامل مع الحكومة العراقية بالمِثل دبلوماسياً وعلى كافة الأصعدة، بمعنى: تعامل دولة مع دولة كاملة السيادة

 

وفي سياق الطمأنة ومواجهة الطائفية، أكد الصدر في منشور آخر عبر صفحته على تويتر على أنه من الآن فصاعداً، لا ينبغي على الإطلاق أن تكون نتائج الانتخابات، وما يترتب عليها من تحالفات، مثاراً وباباً للخلافات والاختلاف والصراعات والصدامات، ويمنع ويحرم الاقتتال وزعزعة السلم الأمني، والإضرار بالشعب، وأمنه وقوّته وكرامته وسلامته، مشدداً على قبوله نتائج المفوضية للانتخابات أيّاً كانت.

وتابع: بعد أن تبيّن أنّ الكتلة الصدرية هي الأكبر، ولم نكن ممّن تخلى الشعب عنهم، فسنسعى إلى تحالفات وطنية لا طائفية ولا عرقية تحت خيمة الإصلاح، ووفقاً لتطلعات الشعب لتكوين "حكومة خدمية" نزيهة، تكون ساهرة على حماية الوطن وأمنه.




انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية