أكرم إمام أوغلو: لهذه الأسباب أرفض مشروع مياه قناة إسطنبول

أكرم إمام أوغلو: لهذه الأسباب أرفض مشروع مياه قناة إسطنبول


21/06/2021

عدّد رئيس بلدية مدينة إسطنبول أكرم إمام أوغلو أسباب رفضه لمشروع قناة إسطنبول الجديدة ووصفه بالتدمير للطبيعة، في وقت أكد فيه على أنّ حزبه (الشعب المعارض) قادر على هزيمة الرئيس التركي في أي انتخابات قادمة.

وسوف يضع الرئيس التركي حجر الأساس لمشروع قناة إسطنبول بعد أيام.

وقال السياسي المعارض الذي فاز بهذا المنصب بعد تكرار العملية الانتخابية بحجة وجود تجاوزات: إنّ "أكثر من 60% من سكان المدينة يعارضون مشروع القناة المائية، وباعتبار أنّ أردوغان تولى سابقاً منصب رئيس بلدية إسطنبول، وعبّر عن حبّه لها خلال حياته السياسية، فعليه أن يتخلى كلياً عن هذا المشروع، وكنتُ قد أخبرته بعدم تأييدي لإنشاء هذه القناة عندما قابلته العام الماضي، وأعطيته خطاباً يتضمن موقفي الرافض للمشروع الذي أتابعه عن كثب".

وأضاف أوغلو، وفق ما أورد موقع "العربية"، أنّ "هذا المشروع مجزرة بحق الطبيعة، ومن شأنه أن يتسبب في قتل بحر مرمرة وخنق إسطنبول، ويجب ألّا يقترن اسمه بالمدينة التي تُعد واحدة من أجمل مدن العالم"، مشدداً على أنّ "القناة المائية بالنسبة إليه هي كتلة من الإسمنت، وأضرارها لا تكاد تحصى".

هذا المشروع مجزرة بحق الطبيعة، ومن شأنه أن يتسبب في قتل بحر مرمرة وخنق إسطنبول، ويجب ألّا يقترن اسمه بالمدينة

واعتبر أنّ هذا المشروع لا يُدار في الأساس بطريقة شفافة، والمثال على ذلك عروض المناقصات التي تمّت مؤخراً بشأنه، وكانت مخالفة للقوانين.

وتابع: "التكلفة الفعلية للمشروع غامضة أيضاً، وعلى الرغم من أنّ العروض الترويجية التي أعدتها ووزعتها المؤسسات العامة ذات الصلة تذكر أنها تقدّر بحوالي 65 مليار دولار أمريكي، إلا أنّ هذا الرقم لا يبدو حقيقياً مقارنة بتكاليف إنشاء القناة، التي قد تتجاوز الـ 100 مليار دولار، والتي ستستخدم في قتل الطبيعة وتحويل إسطنبول إلى كتلة من الإسمنت، وهذا أمر لا يتماشى مع واقع المدينة واحتياجاتها".

وكشف إمام أوغلو أنّ "7% من المناطق التي ستتأثر بالمشروع مكونة من غابات، و44% من الأراضي الزراعية، وبالتالي فالقناة الإسمنتية عند بنائها ستدمّر 13400 هكتار من أراضي الغابات، وسيتمّ قطع 394 ألف شجرة تؤمن الأكسجين لملايين الأشخاص من سكان إسطنبول، وسوف تدمّر أراضي زراعية بمساحة 134 مليون متر مربع، بينما الزراعة وتربية المواشي هما المصدران الرئيسيان للدخل لدى سكان تلك المنطقة".

وسوف يؤدي مشروع "قناة إسطنبول"، الذي يتبناه الرئيس التركي، إلى تدمير سدّ سازليدير بالكامل، بحسب إمام أوغلو الذي اعتبر أنّ هذا السدّ "أحد أهم الموارد المائية في المدينة"، لافتاً إلى أنّ بحيرة تيركوس الواقعة أيضاً في إسطنبول "سوف تتأثر سلباً جراء بناء هذه القناة التي ستخلف أضراراً بيئية كبيرة"، على حدّ تعبّيره.

ولفت رئيس بلدية إسطنبول إلى أنه: "سيتمّ إنشاء مناطق سكنية جديدة أيضاً، ربما تضم مليون شخص أو مليونين على جانبي القناة وهو ما سيؤدي إلى فصل منطقة يعيش فيها أكثر من 8 ملايين شخص من مواطنينا في شبه جزيرة كوجايلي عن منطقة تراقيا، وسيحدّ هذا الأمر من القدرة على الحركة عند حدوث الكوارث، ولذلك أدعو كل من يعمل بالشأن العام في البلاد إلى الوقوف بحزم ضد هذه القناة الإسمنتية".

في غضون ذلك، لم يستبعد إمام أوغلو إجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية مبكرة في تركيا، قائلاً: "إذا نظرنا إلى أمثلة من ماضي البلاد، نرى كيف أنّ الانتخابات المنتظمة تحوّلت إلى مبكرة، ومن هنا يمكنني القول إنّ الناس سيأتون بتحالف الأمّة إلى السلطة مع إجراء مثل هذه الانتخابات، وهذا يعني أنّ الحكومة سوف تتغير".

وأضاف: "مثلما ثبت أنّ كل شيء على ما يرام في إسطنبول خلال الانتخابات المحلية الماضية، فسيكون الأمر كذلك في الانتخابات الرئاسية والبرلمانية المقبلة".

ويقود حزب "الشعب الجمهوري"، أكبر حزب تركي معارض ينتمي إليه إمام أوغلو، تحالف "الأمّة" الانتخابي الذي يضم حزبي "السعادة" الإسلامي و"الجيد" القومي وأحزاباً أخرى صغيرة، وقد حظي هذا التحالف بدعم من حزب "الشعوب الديمقراطي" المؤيد للأكراد في آخر انتخابات محلية شهدتها تركيا في عام 2019.

أمّا عن التحقيقات التي تجريها وزارة الداخلية بشأنه بين الحين والآخر، فوصفها بـ "الأمر السخيف"، كاشفاً أنها لا تثير غضبه، معتبراً في الوقت ذاته أنّ "المدّعين اتخذوا هواية جديدة على ما يبدو وهي بدء تحقيقات سخيفة بشأن إمام أوغلو، ولسوء الحظ يحصل هذا كل شهر تقريباً، دون معرفة السبب.

وختم قائلاً: "أعتقد أنه على المدّعين ملاحقة الأشخاص الذين يتسببون في مشاكل حقيقية وليس رئيس بلدية إسطنبول الذي وظف 18 ألف شخص، ويشرف في الوقت عينه على عدّة مشاريع بينها 10 محطات مترو، مع المساهمة في تعليم نحو 30 ألف طالب، وتوزيع 10 ملايين ليتر حليب لـ 130 ألف طفل، وغيرها من الأمور، إلى جانب توفير المياه لسكان إسطنبول بأسعار زهيدة".

الصفحة الرئيسية