الفساد ينخر قنوات الإخوان المسلمين ويجبر "الشرق" على التوقف

مصر والإخوان

الفساد ينخر قنوات الإخوان المسلمين ويجبر "الشرق" على التوقف


21/01/2018

عقب عزل الإخوان المسلمين من الحكم في مصر، وضعت الجماعة هيكلة لمرصد إعلامي مقره الخرطوم، ولجنة إعلامية أبرز مهامها الإنتاج الفني، والسوشيال، والتدريب، والقيام بالحملات، والتسويق، وعمل صفحات على مواقع التواصل الاجتماعي، بجانب عمل صفحات لشخصيات، وإعلام مرئي، ومقروء، وعمل منتجات إعلامية، وفضائيات تبث من تركيا.

وبناء على هذه الخطة تم افتتاح عدد من القنوات، إلا أنّ معظمها سرعان ما أغلقت بسبب الخلافات المالية، والفساد الإداري، ليعكس هذا المآل عدم وجود الرؤية الإعلامية الوطنية الصادقة التي طالما تشدقت بها هذه المنصات الإعلامية والوجوه التي تظهر عليها.

قناة الشرق.. فساد واتهامات بالسرقة

من أهم القنوات التي أغلقت هي قناة "الشرق" الإخوانية، التي تبث من اسطنبول، وأعلن مديرها أيمن نور، على صفحته بالفيسبوك النبأ، وقال: "لا يخفى على من تابعوا تطورات الأوضاع داخل القناة خلال الأيام الماضية أنّ ثمة أزمة مفتعلة للنيل من الصرح الإعلامي، وأنّ إدارة القناة سعت بكل الوسائل الممكنة لحل الأزمات، إلا أنّ نفراً من الناس ممن فتحت لهم قناة الشرق صدرها، واحتضنتهم في أحلك ظروفهم، ما زالوا يصرون على تقويض القناة وإفشالها مشروعها، ولا نجد مفراً من إعلان إغلاق القناة ووقف بثها حتى إشعار آخر".

العاملون وبعض من قيادات الإخوان سربوا تسجيلاً صوتياً لاجتماع بين أيمن نور، وعبد الرحمن ابن يوسف القرضاوي، وسيف عبد الفتاح، والفنان الهارب هشام عبد الله، وفيه وقعت معركة كلامية، وصلت حد اتهام بعضهم بالسرقة.

افتتح الإخوان مجموعة من القنوات إلا أنّ معظمها سرعان ما أغلق بسبب الخلافات المالية والفساد الإداري

وأصدر العاملون في القناة بياناً بتاريخ 16 كانون الثاني (يناير) الحالي سربوه إلى وسائل الإعلام، فضحوا فيه ممارسات أيمن نور، جاء فيه: "اجتماع يوم 20 ديسمبر 2017، يمثل التفافاً واضحاً على المطالب العادلة للعاملين، مع محاولات حثيثة من الإدارة للانتقام من الزملاء الذين طالبوا بالإصلاح والتغيير".

واتهم البيان المذيع بالقناة، معتز مطر، أنه يتقاضى 20 ألف يورو، وقالوا إن "قناة الشرق لا تعاني أزمة مالية مطلقاً، لكنها تعاني من أزمة فساد متمثلة بالسطو على أكثر من نصف ما يقدم لها من الداعمين والرعاة"، مشيرين إلى أنّ "قطع الكهرباء في قناة الشرق، وإطفاء الشاشات عدة مرات، وتعطل التكييف، ليس بسبب أزمة مالية كما يدلس معتز، لكن بسبب شراء معدات مستعملة متهالكة والإيحاء بأن معتز والإدارة "فقراء" على عكس الحقيقة".

وأوضح العاملون في بيانهم، أنّ رئيس القناة "استخدم زميلاً مصرياً بتنظيف شقته"، وأن أحدهم "عمل 4 أشهر تحت مزاعم أنه متدرب دون أجر، فقط مقابل وجبة طعامه".

غادة نجيب زوجة الممثل الهارب هشام عبدالله قالت إن "مشكلة العاملين بقناة الشرق لها شقان؛ أولهما التوجه الإعلامي معدوم الرؤية، والثاني يكمن في مشاكل رواتب العاملين الهزيلة".

أعلن مدير قناة الشرق أيمن نور نبأ توقفها عن البث حتى إشعار آخر بحجة وجود مؤامرات ضدها

وأضافت، عبر صفحتها على "فيسبوك" نهاية الشهر الماضي، أنّ هذه الأزمة ليست وليدة اللحظة؛ بل بدأت حين قرر أيمن نور الدعوة لعقد جمعية عمومية، وفاجأ الجميع بتدليسه؛ إذ قامت سكرتيرته ومقدمة أحد البرامج الصباحية دعاء حسن، بتضليل سيف عبدالفتاح، وقالت له إنّ الجمعية العمومية انعقدت قبل موعدها المقرر لها، وإن الاجتماع انتهى، وطبعاً هذا بخلاف الحقيقة".

من جهته دخل رئيس قناة "الحوار" الإخوانية عزّام التميمي، على خط أزمة قناة الشرق، وكتب نهاية الشهر الماضي على صفحته الشخصية في موقع فيسبوك: "يفترض أن جميع المصريين العاملين بالقناة في الأصل "هاربين"، وبالتالي القاعدة الأساسية في التعامل فيما بينهم وبين إدارة القناة لا بد أن يكون تضامنياً وتكافلياً، وفيما يخص شكوى بعض العاملين من تدني الأجور، أعتقد أنّ من حق العاملين الحصول على الحد الأدنى للأجور".

قنوات أغلقت وأخرى على الدرب

كان "رابعة" من أهم القنوات التي أسسها الإخوان؛ إذ تعتبر الأقدم من حيث الانطلاق؛ حيث بدأ بثها العام 2013، واستضافتها تركيا على أرضها، وحملت هذا الاسم، بعد فضّ اعتصام الإخوان في ميدان "رابعة العدوية".

موّل قناة رابعة عدد من رجال الأعمال المنتمين للإخوان، وانطلق بث القناة بعد توتر العلاقات المصرية التركية، لكنها توقفت بعد عام تقريباً من بثها، وأطلق الإخوان بعدها قناة "مكملين"، في 6 حزيران (يونيو) العام 2014 من تركيا أيضاً، حاملة شعار "رابعة"، وهي ما تزال تبث برامجها من تركيا، إلا أنّ مشاكل كثيرة أيضاً حدثت بين العاملين فيها، ومن المرجح توقفها.

صرح القيادي الإخواني عز الدين دويدار أن قناة وطن تعاني من أزمات مالية طاحنة ومهددة بالإغلاق

قناة "مصر الآن"، كانت بداية انطلاقها في 6 آب (أغسطس) 2014 من تركيا أيضاً، وهي مملوكة فعلياً لشركة تابعة للتنظيم الدولي للإخوان، وقد توقفت القناة، كما توقفت قناة "العصر"، التي أطلقتها الجماعة الإسلامية المصرية من اسطنبول، إلا أنها بعد حوالي 6 شهور، توقفت بحجة التمويل أيضاً.

أما بالنسبة إلى قناة "وطن"، فقد صرح القيادي الإخواني عز الدين دويدار في شباط (فبراير) 2017 أنّ ميزانيتها الشهرية تبلغ 350 ألف دولار، إلا أنها تعاني من أزمات مالية طاحنة، وهي مهددة بالإغلاق، ولا تستطيع دفع مرتبات موظفيها المتأخرة.

الفساد في القنوات الإخوانية، أصبح ظاهراً للعيان ليضاف إلى الخلافات والاختلاسات والاتهامات الأخرى داخل مفاصل الجماعة التي تورطت فيها قيادات كبيرة، مما كشف كيف تتحكم دول في توجه تلك القنوات من خلال دعمها لها وإيوائها.


آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية