هل ستحارب إيران التحالف العربي في اليمن بالقاعدة؟

اليمن

هل ستحارب إيران التحالف العربي في اليمن بالقاعدة؟


18/04/2018

أفرج الحوثيون قبل أيام عن ثمانية عشر كادراً من قيادات تنظيم القاعدة في اليمن، المسجونين في أحد سجون مدينة البيضاء اليمنية، وتردّد أنّ هذه العملية تمت في إطار صفقة بين القاعدة والحوثيين، لم يتم الإعلان عن مضامينها، وهو ما يشير إلى احتمالات قوية بدخول الحرب في اليمن فصلاً جديداً، عنوانه تكرار سيناريوهات العراق وسوريا.

تأتي خطوة الحوثيين هذه، استكمالاً للخطوات التصعيدية التي أصبح ينتهجها الحوثي في الحرب الأهلية باليمن، بعد التضييق عليه واستجابته لإملاءات إيران بإفشال أية جهود للمصالحة، فقد شهدت الأسابيع الأخيرة تصعيداً متدرجاً، بدأ بإطلاق المزيد من الصواريخ على أهداف، غالبيتها غير عسكرية، في المملكة العربية السعودية، ثم انتقلت لإطلاق طائرات عسكرية مسيَّرة، في إعلان للدخول بمعركة عسكرية جديدة، ويبدو أنّها تدخل مرحلة أخرى بهذا التصعيد من خلال إطلاق سراح سجناء القاعدة عبر صفقة، لتؤكّد أنّ ملامحها ستبدأ باستئناف القاعدة نشاطاتها مجدداً في اليمن، ضدّ أهداف تشمل الموالين للتحالف العربي وقواته، خاصة السعودية والإمارات، وربما تتجاوز الساحة اليمنية لتصل المملكة العربية السعودية، بإعادة إحياء ما كان يعرف بتنظيم القاعدة في جزيرة العرب، الذي تم القضاء عليه من قبل السلطات السعودية بمتابعة كوادره في اليمن.

من غير الواضح حدود الصفقة بين الحوثيين والقاعدة لكنّ المؤكد أنّها ستظهر في ساحات القتال قريباً في اليمن

في تطورات المشهد اليمني، ظلّت القاعدة، في إطار تكتيكات الرئيس الراحل، علي عبد الله صالح، قبل "الربيع اليمني"، ورقة يخضع تنشيطها أو إضعافها لحسابات سياسية، بما يخدم أهدافه، تحديداً إظهار أنّ سلطته تكافح الإرهاب أو التلويح بخطورته، وفقدان البدائل "بدونه" لمواجهة خطره، ويبدو أنّ الحوثيين اليوم، بهذه الصفقة، يجترون سياسات الرئيس الراحل علي عبد الله صالح باستعمال القاعدة، ولكن بصورة أكثر وضوحاً.

خطوات تصعيدية ينتهجها الحوثي في الحرب الأهلية باليمن

قصة "القاعدة" في اليمن، ومعها "داعش" وإعادة إنتاجها، أصبحت، على ما يبدو، أنّها إستراتيجية إيرانية، بدأها الحرس الثوري الإيراني في العراق، بإشراف مباشر من المرشد الأعلى خامنئي، فوفق تسريبات أمريكية أكدت صفقة بن لادن مع خامنئي في العراق، إبان الاحتلال الأمريكي للعراق، على أساس أن تستثني القاعدة المراقد المقدسة في العراق من الاستهداف، مقابل توفير ملاذات آمنة لقيادات القاعدة الهاربة من القصف الأمريكي خلال الهجوم الأمريكي على أفغانستان، بعد ١١ سبتمبر، وهو ما تم فعلاً، وواصلته حكومة نوري المالكي بتسهيل هروب قيادات القاعدة من السجون العراقية، ثم انسحاب الجيش العراقي أمام اجتياح داعش للعراق، في حزيران 2014، ثم تم تكرار تطبيق هذه الإستراتيجية الإيرانية في سوريا بالتواطؤ لتوفير مساحات لانتشار داعش فيها، وتسليمها أسلحة الجيش السوري، إضافة إلى إنجاز صفقات بين داعش والنصرة مع حزب الله اللبناني في معارك عرسال بإشراف إيراني، وهو ما وضع القوى الدولية والإقليمية والوطنية السورية حتى اليوم بين خيارين؛ إمّا نظام بشار الأسد، أو القاعدة وداعش.

من غير الواضح حدود الصفقة بين الحوثيين والقاعدة، لكنّ المؤكد أنّ ترجماتها ستظهر في ساحات القتال قريباً في اليمن، باستهداف رموز الحكومة الشرعية اليمنية، المتعاونين مع التحالف العربي وقواته في اليمن، وربما يمتد استهداف القاعدة إلى السعودية، وبقية دول الخليج العربي، ليكون مكملاً للصواريخ الحوثية الإيرانية والطائرات المسيَّرة، بحيث يبدو عنوان الحرب الجديد باليمن ليس سلطة حوثية استولت منفردة على اليمن، وتعمل بتوجيهات إيرانية كجزء من المشروع الإيراني الكبير في المنطقة باستعادة الإمبراطورية الفارسية، وإنّما هي حرب ضدّ الإرهاب والقاعدة، وأنّ الحوثيين هم من يقومون بمكافحة الإرهاب، بما يؤسس للاعتراف بشرعيتهم، وبصورة مطابقة لتطورات الأزمة السورية.

يبدو أنّ الحوثيين بهذه الصفقة يجترون سياسات الرئيس الراحل علي عبد الله صالح باستعمال القاعدة لكن بصورة أكثر وضوحاً

ومع دخول القاعدة ساحة المعارك، من المرجح أن يشهد اليمن تغيراً في قوى الصراع التي تخوض الحرب؛ حيث ستكون قوى التحالف العربي، بالتعاون مع الجهات اليمنية التي تعمل على هزيمة الحوثيين، أمام قوى جديدة تتمثل بالقاعدة والإصلاح اليمني (الإخوان المسلمين)، الذي يتحالف مع الحوثيين، بتوجيهات من التنظيم الدولي للإخوان، التي عبر عنها إبراهيم منير، نائب المرشد العام للتنظيم الدولي للإخوان المسلمين، بتصريحات ضدّ القمة العربية التي عقدت قبل أيام في الظهران وقراراتها، خاصة ما يتعلق منها بمواجهة المشروع الإيراني في المنطقة، وهو ما يؤكد تحالف الإخوان المسلمين مع القيادة الإيرانية، لا سيما بعد تأكيدات ولي العهد السعودي أنّ الإخوان والإرهاب وجهان لعملة واحدة، وهو ما يعني أنّ التحالف العربي سيكون في مواجهة التطرف الإسلامي، بنسختيه؛ الشيعية والسنّية.


آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية