بعد المناشدات.. هل تتراجع الإمارات عن قرار وقف عملياتها في الصومال؟

بعد المناشدات.. هل تتراجع الإمارات عن قرار وقف عملياتها في الصومال؟


18/04/2018

ناشدت حكومة "بونت لاند" دولة الإمارات العربية المتحدة بعدم وقف مساعدتها الأمنية للإقليم شبه المنفصل عن الصومال.

حكومة بونت لاند تناشد الإمارات بعدم وقف مساعدتها الأمنية للإقليم

وعبّرت حكومة إقليم بونت لاند (بلاد بنط) شبه المستقل في الصومال، عن القلق من تراجع الدور الإماراتي، حاثّة دولة الإمارات على عدم إنهاء عملياتها الأمنية في الإقليم، معتبرة أنّ أبوظبي حليف مهم في التصدّي للإرهاب والقرصنة البحرية.

وقال مكتب رئيس بلاد بنط، الواقعة عند طرف القرن الأفريقي وتشرف على خليج عدن، في بيان "لا نطلب من أصدقائنا الإماراتيين البقاء فقط، وإنما مضاعفة جهودهم أيضاً لمساعدة الصومال في الوقوف على قدميه".

وأضاف البيان أنّ إنهاء دعم الإمارات "سيساعد أعداءنا من حركة الشباب وتنظيم داعش".

رئيس "بلاد بنط":  لا نطلب من أصدقائنا الإماراتيين البقاء فقط وإنما مضاعفة  جهودهم لمساعدة الصومال في الوقوف على قدميه

وتطمح بلاد بنط لرفع مستوى الشراكة مع الإمارات التي تدير مركزاً للتدريب على مكافحة القرصنة في الإقليم وتقوم بتطوير الميناء الرئيسي.

وأكد خبراء دوليون في تصريح لصحيفة "العرب" اللندنية، أنّ انسحاب الإمارات من الصومال سيكون "نصراً مباشراً للجماعات الارهابية المتشددة، ونصراً مباشراً أيضاً للقراصنة الذي يشكلون تهديداً كبيراً للملاحة البحرية".

وأضاف الخبراء أنّهم لا يستبعدون أن تقوم بعض الدول بتقديم المساعدة للجماعات الإرهابية خاصة حركة شباب الصومال لإعادة غزو مناطق البلاد، وتنفيذ مخططات خاصة بها.

ونقلت وكالة "رويترز" للأنباء على لسان محلل أمني في معرض تعليقة على وقع المساعدات الإماراتية للصومال قوله:"إن توقف البرنامج الإماراتي في الصومال قد يسبب عدم استقرار؛ لأن القوات التي تدربها الإمارات كانت مدربة بشكل جيد وكانت تحصل على رواتبها في موعدها بخلاف قطاعات أخرى في قوات الأمن لهذه كانت تقوم بواجبها على اكمل وجه". متابعاً "ما يجري في الصومال صدى للمواجهة المفتوحة بين محاربي الإرهاب وداعميه".

وأثار قرار دولة الإمارات العربية المتّحدة إنهاء مشاركتها العسكرية والمالية في مهمة إعادة بناء القوات الصومالية، مخاوف داخل البلد الذي يعيش أوضاعاً سياسية واقتصادية وأمنية بالغة الهشاشة؛ حيث أوضح محللون أنّ غياب الدور الإماراتي سيساهم في حدوث انتكاسة كبرى تنسف جهود إخراج الصومال من واقع الصراع والاحتراب الداخلي الذي تردّى فيه منذ مطلع تسعينيات القرن الماضي.

محلل أمني لرويترز: ما يجري في الصومال صدى للمواجهة المفتوحة بين محاربي الإرهاب وداعميه

وقال محلّلون إنّ الأزمة التي فجرتها حكومة مقديشو بـ"دافع من تركيا وقطر، تنذر بالمزيد من التدهور في وضع أمني مشتعل بالفعل على جانبي خليج عدن؛ حيث تنفذ جماعات متشددة هجمات مستمرة."

ويشكّك خبراء عسكريون في إعلان الحكومة المركزية في الصومال نيّتها تولّي مسؤولية برنامج تدريب القوات بدلاً عن الإمارات، منبهين إلى أنّ الوضع في البلد، وتربّص الجماعات المتشدّدة به لا تسمح بالانتظار ريثما يكتسب الصومال الخبرة والقدرة على تكوين قوّاته ذاتياً.

خبراء عسكريون يشككون في إعلان الحكومة المركزية في الصومال نيّتها تولّي مسؤولية برنامج تدريب القوات بدلاً عن الإمارات

وقرّرت الإمارات قبل أيام إنهاء مهمة قواتها التدريبية للجيش الصومالي الناشئ ضمن البرنامج الذي انطلق العام 2014، وذلك على إثر تعرّض بعثة عسكرية إماراتية للمضايقة في مطار مقديشو، ما اعتبر وجهاً من وجوه استهداف الدور الإماراتي في الصومال من قبل جهات إقليمية مضادّة لجهود بسط الاستقرار في المنطقة ككل وللدول المنخرطة في تلك الجهود وفي مقدّمتها مصر والمملكة العربية السعودية.

وكان من الدوافع المباشرة لإعلان الإمارات إنهاء برنامجها التدريبي استيلاء عناصر أمنية في مطار مقديشو على مبالغ مالية كانت بحوزة البعثة الإماراتية وهي مخصصة لدفع رواتب القوات الصومالية في نطاق اتفاق معلن ومبرم بشكل مسبق مع حكومة الصومال ذاتها.

وتعدّ الإمارات من أوّل الدول التي أبدت اهتماماً بالمساعدة لإعادة مظاهر الدولة إلى الصومال من منطلقات إنسانية وأخرى إستراتيجية تأخذ بالاعتبار أهمية موقع هذا البلد لأمن المنطقة العربية عموماً ومنطقة الخليج على وجه الخصوص.

 

 


آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية