"المافيا" اليابانية.. أعداد ضخمة ونشاطات واسعة وتاريخ متجذّر

"المافيا" اليابانية.. أعداد ضخمة ونشاطات واسعة وتاريخ متجذّر


31/12/2017

تعد "الياكوز"، أو المافيا اليابانية، واحدة من أشهر منظمات المافيا العالمية، ويتراوح عدد أعضائها، خلال السنوات السابقة، ما بين 80 ألف إلى 110 آلاف شخص، ووصل دخلها في 2015، إلى أكثر من 80 مليار دولار، ومرّ على تأسيسها قرابة القرن من الزمن.

يتراوح عدد أعضاء الياكوزا من 80 إلى 110 آلاف شخص وقد حصدت في 2015 أكثر من 80 مليار دولار

ونشرت مؤسسة "نيبون"، المعنية بالثقافة اليابانية مؤخراً، تقريراً شاملاً عن هذا النوع من العصابات الموجودة في بلادها، التي شهدت تطوراً مع مرور الزمن، وفق ما نقلت صحيفة "الشرق الأوسط".
وتعود جذور الياكوزا إلى العصور الوسطى، وحمل أسلاف المافيا الحالية اسم «بوريكودان»، وكانوا عبارة عن بائعين متجولين وعشاق للقمار، وكانوا منبوذين من عامة الشعب، وذلك وفق مؤسسة "نيبون"، التي تعمل على التعريف باليابان باللغة العربية.
وتشتهر المافيا اليابانية بعدد من التقاليد والقوانين، منها الوشم، حيث يغطي جسد أعضاء هذه المافيا وشم ذو دلائل لا يعرفها سوى أعضاء المجموعة.
ويفضل أعضاء المافيا الملابس التي تغطي كامل الجسد، وتمنع إظهار وشومهم.

للياكوزا قوانينها الخاصة حيث يعاقب الفرد عند ارتكابه خطأ بإجباره على أن يقطع إصبعاً من يده

ويترأس الياكوزا حالياً، تسوكاسا شينوبو، (الاسم عند الولادة شينودا كينئيتشي)، الذي يتولى قيادة الجيل السادس كرئيس من رؤساء المنظمة منذ 10 سنوات.
وقد اكتسبت ياكوزا اسمها من مؤسسها، وأول جيل من القادة، وهو ياماغوتشي هاروكيتشي، الذي عمل صياداً في السابق، ومشرفاً على أعضاء في جماعة الياكوزا، الذي كان يتحكّم بإرسال عمّال الشحن والتفريغ الذين يعملون باليومية في مدينة كوبي الساحلية.
وفي ما يتعلق بالعقوبات، فيوجد لدى «الياكوزا» قوانينها الخاصة، حيث يعاقب الفرد لدى ارتكابه خطأ، بقطع إصبع من يده، ويقوم الشخص نفسه بقطع إصبعه.
ويرتبط أعضاء المافيا بروابط قوية، حيث يعتبرون كالأخوة، ويوجد الزعيم، ورجل يعتبر يده اليمنى، ويطلق عليه اسم "أويابون"، ويعتبر كبير المستشارين.
في اليابان، هناك أكثر من 20 عشيرة من الياكوزا، أكبرها ياماغوشي - غومي، سوميسي - كاي وإيناغاوا - كاي، حيث يشكل أعضاء هذه العشائر 70% منها.
وتحاول الياكوزا أن تجعل تجارتها قانونية، حيث تستخدم أموالها في مشاريع عمرانية وترفيهية، كما تحاول الحكومة اليابانية الحد من أعمال هذه العصابات.


وعلى النقيض من الجماعات الإجرامية في دول أخرى، تحافظ عصابات الياكوزا في اليابان على مقرّات رسمية لها، وتظهر أسماء العصابات وشاراتهم بشكل صريح في دلائل وعلامات موجودة على المباني التي يشغلونها، ويشارك أفرادها بشكل مرئي وفعال في حياة المجتمعات التي يوجدون فيها.
وقد اكتسبت الياكوزا اهتماماً محبباً، من خلال أعمالها في جهود الإغاثة في أعقاب الكوارث الطبيعية، مثل ما حدث في زلزال هانشين أواجي الكبير عام 1995، حيث دمر الزلزال مساحات واسعة من مدينة كوبي، المنشأ الأصلي لياماغوتشي - غومي، وقد أعدت العصابات المساعدات، وأرسلت مؤناً إغاثية شاملة.
ويواجه أعضاء الياكوزا قانون مكافحة الجريمة المنظمة في اليابان، إضافة إلى تراجع عدد قادة العصابات الذين يدفعون مستحقات بصورة مباشرة، ما يعني أنّها تمرّ الآن بأزمة مالية، بحسب الصحيفة.
ويعني طرد زعيم عصابة من جماعة ياكوزا، يعني زوال عصابته. ويصبح زعيم العصابة المطرود منبوذاً في عالم الجريمة الخاص بالياكوزا، وسيقطع زملاؤه السابقون علاقاتهم مع عصابته.
ويفيد تقرير لوكالة الشرطة القومية اليابانية، بأنّ عدد أفراد الياكوزا، تراجع بنسبة 39% في الفترة بين عامي 2005 إلى 2014، ليتقلص عددهم من 86 ألف شخص إلى 53 ألف شخص، ويتعرض الكثير من أعضاء الياكوزا السابقين لملاحقات جنائية حتى الآن.
 


آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية