مدخل إلى فلسفة الدين

مدخل إلى فلسفة الدين


18/11/2019

سؤالُ فلسفةِ الدين سؤالٌ فلسفي، والتفكيرُ فيها تفكيرٌ فلسفي، وقراءتُها للدينِ ومعتقداتِه قراءةٌ فلسفية، وبذلك تتميز عن: علمِ اجتماع الدين، وأنثربولوجيا الدين، وعلمِ النفس الديني، وغيرِها من علومٍ تهتم بدراسة الدينِ وتمثّلاتِه في حياةِ الفردِ والجماعة، فكلٌّ من هذه العلوم يدرس كيفيةَ تعبيرِ الدين عن حضورِه في الحياة، والأثرَ والتأثيرَ المتبادلَ الناتجَ عن التفاعلِ بين الدينِ وثقافةِ المجتمع ونمطِ تمدّنه، وكلُّ هذه العلومِ يدرسُ الدينَ في ضوء مناهجِه ومفاهيمِه وأدواتِه في البحث العلمي، ويتركّز بحثُه على ما يحدثه الدينُ في المجالِ الخاص الذي يدرسه.

اقرأ أيضاً: ماذا يعني حضور الفلسفة في الفضاء المعرفي السعودي؟
لا تختصُّ فلسفةُ الدينِ بدينٍ أو فرقةٍ أو مذهب، ولا تسعى للدفاعِ عن معتقداتِ جماعةٍ دينية، كما هي وظيفةُ اللاهوتِ، وعلمِ الكلام، ففي لاهوتِ أيِّ دينٍ يظل اللاهوتي يفكّر تحت سقفِ المعتقد المركزي للدين، ولا يخرج عن إطارِه الكلي مهما كان رأيُه، وفي علمِ الكلامِ الإسلامي يظل المتكلمُ يفكّر تحت سقفِ التوحيد والنبوة، فإن خرج اجتهادُه عن مسلّماتِ الاعتقاد فنفى وجودَ الله وأنكر النبوةَ لم يعد متكلماً.
أما فيلسوفُ الدين فلا سقفَ يخضع له عقلُه، ولا إطارَ يتحرك ضمنَه تفكيرُه، ولا مسلماتٍ يصدر عنها؛ لأنه لا يقوده إلا العقلُ، ولا ينتج فهمَه للدينِ والمعتقداتِ الدينية أيّةُ سلطةٍ معرفيةٍ تتعالى على العقل، فمنطقُ فهمِ فيلسوفِ الدين للمعتقدات الدينية هو ذاتُه منطقُ فهمِه للوجود والمباحثِ الكلية المعروفةِ في الفلسفة.

لغةُ كتاب "العقل والمعتقد الديني: مدخل إلى فلسفة الدين" منطقيةٌ واضحة تتسم بالموضوعية والحياد وتهتمّ بالاستدلال

  تبتعد فلسفةُ الدينِ عن الأحكامِ المعيارية، ولا تتبنّى أيّةَ مواقفَ مسبقة، ولا تتحمّس في الانحيازِ لأيّةِ ديانةٍ أو معتقد، فلا يحضر الإيمانُ أو الاعتقادُ بدينٍ معينٍ، بوصفه شرطاً، في تفكيرِ فيلسوفِ الدين، ما يحضر هو العقلُ الفلسفي، من دون أيِّ توصيفٍ أو شرطٍ إضافي يقيّد العقل، أو يملي عليه طريقةَ تفكيره، أو يرسم له حدودَ الأفقِ الذي يتموضع فيه، أو المنطقَ الذي يوجِّه مسارَ تفكيره.

اقرأ أيضاً: خلدون النبواني: الفلسفة اليوم ليست بخير
لكن لا يمكننا أن ننكر أثرَ السياقِ الديني لنشأةِ وتطورِ فلسفة الدين، الذي ترك شيئاً من بصمته في أعمالِ فلاسفةِ الدين، فلم تتحرّر دراستُهم للدين من أسرِ أمثلةٍ وقصصٍ ومواعظ الكتابِ المقدّس، وإن كان منطقُ فهمِهم لها مختلفاً بشكلٍ واضحٍ عن منطقِ فهمِ اللاهوتيين، ففيلسوفُ الدين، وإن كان يهودياً أو مسيحياً، لا مرجعيةَ له خارجَ عقله، ولا أيةَ مسلماتٍ تسبقُ تفكيرَه، إلا المسلماتِ المضمرةَ في اللاوعي. يقوده عقلُه الفلسفي ويستند إلى أدلته، وإن انتهت أحياناً تلك الأدلةُ إلى نفي المصدرِ الإلهي للكتابِ المقدّس، وإلى عدمِ قبولِ تفسيرات وتأويلات اللاهوتيين لنصوص هذا الكتاب.
وكما تختلف فلسفةُ الدين عن اللاهوت، وعلمِ الكلام، وعلمِ اجتماع الدين، وأنثربولوجيا الدين، وعلمِ النفس الديني، تختلف فلسفةُ الدين أيضاً عن علم الكلام الجديد، المتكلّمُ الجديد غيرُ فيلسوف الدين، المتكلّمُ الجديد يؤمنُ بالله والوحي، بغضِّ النظرِ عن اجتهادِه في بناءِ رؤيتِه التوحيدية، وفهمِه للوحي، بصورةٍ لا تطابق رؤيةَ وفهمَ المتكلم التقليدي.
وفي ضوء ذلك لا ينطبق عنوانُ علم الكلام الجديد على كتاباتٍ بحثتْ ظاهرةَ الوحي من منظورٍ مادي لا يؤمن بالله، أو كتاباتٍ ترى الوحيَ بوصفه ظاهرةً أنتجها البشر. كما لا يمكن تصنيفُ أيّةِ كتاباتٍ تنفي المضمونَ الميتافيزيقي الغيبي للوحي على أنها علمُ كلامٍ جديد.

اقرأ أيضاً: اللغة كترياق: هل يمكن تأسيس فلسفة دين استناداً إلى اللغة؟
  ظهر التفكيرُ الفلسفي في الدينِ وبيانِ ماهيةِ المعتقدات والاستدلالِ عليها مبكراً في الإسلام، كما نقرأ ذلك في آثار الكندي "185 – نحو 256 هـ"، والفارابي "260 – 339 هـ"، وابن سينا "370 – 427 هـ"، وتواصل مع ابن رشد "520 – 595 هـ"، وشيخِ الإشراق السهروردي "نحو 554 – 586 هـ".
   وعلى الرغم من الأثرِ الذي أحدثه موقفُ الغزالي "450 – 505 هـ"، وغيرُه من المتكلمين المناهضين للتفلسف في الدين، لكن العقلَ الفلسفي حاول أن يستفيقَ في أصفهان مع محمد باقر المعروف بمير داماد "960 – 1041هـ" الذي ترسّمَ نهجَ المشّائين ببيانٍ ملتبسٍ غامض، وتلميذِه ملا صدرا الشيرازي "980– 1050هـ"، الذي أنتج فلسفةً مركبةً تتزاوج فيها اتجاهاتٌ متنوعة، وتحيل إلى مصادرَ مختلفةٍ تنتمي إلى: فلسفة ابن سينا المشّائيّة، وفلسفة الشيخِ السهروردي الإشراقية، وعرفانِ محيي الدين بن عربي "558 – 638 هـ"، وتوظف آراءَ بعضِ المتكلمين كالفخر الرازي "544هـ - 606هـ"، بنحوٍ صارت هذه الفلسفةُ وكأنها توليفةٌ لا تأتلف لمقولاتٍ ومواقفَ وآراءٍ شتى، لكن لا يمكن تجاهلُ غزارةِ ما يسودها من تفلسفٍ في الدين، غالباً ما  كان ملا صدرا يستأنف فيه نتائجَ ابن عربي، فيتخذها أسساً ليبني عليها رؤيتَه لله والعالَم، بعد أن يعيد إنتاجَها وتكييفَها لمنطقه، وللغته المتكلّفة التي تفتقر لكثافةِ لغِة ابن عربي، ولا تكتنز بثرائها الرمزي.   

اقرأ أيضاً: أصل الفلسفة اليونانية.. ابحث عن حكمة الشـرق
كان التفكيرُ الديني في الإسلام ومازال تأسره المقولاتُ الكلامية والمواقفُ الاعتقادية وأحكامُ المدونة الفقهية، وما يشكّل مبادئَ ومقدّماتٍ أساسيةً لتعليم تلك المقولات والأحكام. ولم يتحرّر هذا التفكيرُ من ذلك، ولم ينفتح على بناءِ وعيٍ فلسفي بالدين إلا بمبادراتٍ فرديةٍ لم تتحول إلى تيارٍ للوعي الفلسفي في الدين، وعجزتْ عن اختراقِ جدرانِ معاهدِ التعليم الديني، ذلك أنّ المؤسساتِ الدينيةَ المحافظة، التي تمتلك المشروعيةَ الراسخة، لم تسمح للعقل الفلسفي بالحضور في فضائها، لأنها تدرك ما يمكن أن يحدثه أيُّ ضربٍ من الوعي الفلسفي في الدين من أسئلةٍ عميقة، وما يولّده هذا الوعيُ من نقاشات، لا تضبطها طرائقُ التفكير المعروفة في تلك المعاهد، وتنفلت من أسوار مقولاتِ الكلام والمواقفَ الاعتقادية، فيظل حائراً حيال إجاباتِها، لأنه لم يتسلح بالمنطق الذي يلتقي ومنطقَ تفكيرها، واللغةَ التي تتناغم ولغتَها.

اقرأ أيضاً: تكفير التفكير.. الصحوة والفلسفة
  مازالت معاهدُ التعليم الديني مولعةً بالاحتماء بالتراث، ولاشك أنّ الاحتماءَ بالتراث يعبّر عن حاجة نفسية ومجتمعية توفر للإنسان أمناً هو بأمس الحاجة إليه، في عالَم عاصفٍ تتدفق فيه العلومُ والمعارفُ، وتباغته التقنياتُ الجديدةُ، التي تنهمر كالشلال من خلال وسائل الاتصال اليوم، فتكسر صمتَه وسكونَه، وتُحدِث لديه حالةً من التوتر، لذلك يحرص الإنسانُ على الاحتماء بتراثه، معتقداً أن كلَّ ما يحتاجه في حاضره ومستقبله يمدّه به ذلك التراثُ. وهذه الحاجة هي التي تفرض عليه ممانعةَ أية محاولة لمساءلة التراث، والخوفَ من توظيف الفلسفة والمناهج العلمية الحديثة في فهمه وتحليله ونقده، وتمكّنه من غربلته وعبوره.
  البحثُ الفلسفي في الدين، وتطبيقُ المناهج الأنثروبولوجية والسوسيولوجية والسيكولوجية، وغيرها على الظواهر الدينية هو ما يكفل اكتشافَ أفقٍ للتفكير يمنح الحياةَ الدينية أجملَ معانيها، ويجعلها متناغمةً والإيقاع المعرفي والتقني للعصر، ويمكّنها من الاستجابة للمتطلبات الروحية والأخلاقية الراهنة، وإشباعِ حياةِ الإنسان بالمعنى الذي تحتاجه اليوم.

اقرأ أيضاً: معهد تونس للفلسفة.. اشتباك الفكر الحر مع هموم الناس خارج الأكاديميات
وهذا النوعُ من الدراسة لتعبيرات الدين في الحياة ضرورةٌ يفرضها انسدادُ آفاق التفكير الديني، وإنجازُ معرفةٍ فلسفية وعلمية بالدين، والكشفُ عن تمثلاته الإيجابية والسلبية في الحياة. ذلك أنّ تمثلاتِ الدين ظواهرُ بشرية تعكس كيفيةَ فهمه، وقراءةَ نصوصه وتحققَها في حياة الفرد والمجتمع. وهذا يعني أنّ هذه الظواهرَ مثلُها مثلُ أيةِ ظاهرةٍ بشرية يجب أن تُدرَس في ضوء الفلسفة وعلوم الإنسان والمجتمع، مثلما تُدرَس في ضوئها كلُّ ظاهرة فردية ومجتمعية.
في العقدَين الأخيرَين صدرتْ كتبٌ عديدةٌ تحمل عنوانَ فلسفة الدين، كان بعضُها معطياتٍ مشتتةً لا تحمل من فلسفة الدين إلا العنوان، وكأنّ التأليفَ في هذا الموضوع صار موضةَ هذه السنوات، بعد أن ظلت فلسفةُ الدين مجهولةً لدى دارسي الفلسفةِ والدينِ بالعربية زمناً طويلاً.  كنتُ ومازلتُ أهتمُّ برصدِ ومطالعةِ هذه الكتب، سواء كانت تأليفاً أو إعداداً وتحريراً، وقلّما قرأتُ كتاباً يتناول فلسفةَ الدين بشكلٍ منهجي منتظم، يرسم لمن يريد التخصصَ في هذا الحقل خريطةَ طريقٍ واضحة، ويزوّده بمدخلٍ علمي يوفر عليه الوقتَ والجهد، ويمكّنه من الدخول لفلسفة الدين من أبوابها، ولا يقوده إلى متاهاتٍ لا يدري فيها من أين يبدأ وإلى أين ينتهي.
أدركتُ قبل أكثر من ثلاثة عقود أنّ بناءَ وعيٍ فلسفي بالدين ضرورةٌ يفرضها تحريرُ التفكير الديني من المدارات المغلقة للتراث، وانفتاحُه على الهموم المعرفية لعالَم الإسلام اليوم، وهو ما دعاني للتفكير جدّياً بتأسيس دوريةٍ تتكفل ذلك، فأصدرتُ مجلةَ قضايا إسلامية معاصرة، وأسّستُ مركزَ دراسات فلسفة الدين بعد عودتي لبغداد، ومنذ تأسيسه حرص هذا المركزُ على بناءِ وعيٍ فلسفي بالدين، وتكثّفت جهودُه حول تأمين هذه الحاجة الملحة، وبادر لتخصيص أكثرِ أعداد مجلة قضايا إسلامية معاصرة للمباحث المحورية في فلسفة الدين، وبموازاتها أصدر المركزُ "موسوعةَ فلسفة الدين"، وهي موسوعةٌ اتسعتْ لاستيعاب إسهاماتِ فلاسفةِ دينٍ ومفكرين وباحثين خبراء في فلسفة الدين، تتعدّد مواطنُهم اللغوية وأديانُهم ومذاهبُهم، لكنهم يلتقون في فهمِ وتحليلِ المعتقداتِ الدينية في أفق فلسفي، ويفكّرون فيما هو مشترَكٌ في الأديان، وعابرٌ للحدود الاعتقادية والإثنية والتاريخية والجغرافية والرمزية.

اقرأ أيضاً: الفلسفة كوصفة طبية
وفي إطارِ محاولته لبناءِ وعيٍ فلسفي بالدين، تبنّى مركزُ دراسات فلسفة الدين ترجمةَ ونشرَ كتاب "العقل والمعتقد الديني: مدخل إلى فلسفة الدين"، الذي أصدرته جامعة أكسفورد قبل ثلاثة عقود تقريباً، لكنه ظل مهملاً كلَّ هذه السنوات، ولم يتعرّف عليه أو يهتمّ به أحدٌ من الباحثين في فلسفة الدين في البلاد العربية، على الرغم من الأهمية الفائقة له، وتوفرِه على ميزات لا نراها مجتمعةً في كتابٍ واحدٍ من الأعمال الصادرة في فلسفة الدين.
وبحدود اطلاعي على ما كُتِب في فلسفة الدين، فإنّ هذا العملَ هو الكتابُ الأولُ بالعربية الذي يمكن اعتمادُه بوصفه دليلاً علمياً منهجياً في فلسفة الدين، فهو منجمٌ غنيٌ لفلسفةِ الدين والاتجاهاتِ المتنوعة في اللاهوت الغربي، ولم يغفل الإشارةَ إلى اللاهوتِ والعقلِ الفلسفي في الأديان المتنوعة.
تميّزَ هذا العملُ باستيعابه للكلّيات والموضوعات الأساسية في فلسفة الدين، وبحث كلاً منها بلغةٍ علميةٍ مقتصدة، لا ينهكها فائضٌ لفظي، ولا تضيع في استطراداتٍ مملة، وتتسع لاستيعاب آراء الفلاسفة واللاهوتيين الذين كان لهم إسهامٌ أساسي في فلسفةِ الدين، وصياغةِ موضوعاتها الكلية، وإثراءِ النقاش فيها.

اقرأ أيضاً: فلسفة رايش.. كيف ومتى تخدم الوطنية المفرطة الاستبداد؟
  لغةُ كتاب "العقل والمعتقد الديني: مدخل إلى فلسفة الدين" منطقيةٌ واضحة، تتسم بالموضوعية والحياد وتهتمّ بالاستدلال، تعرض الآراءَ وتشرحها، وتستعرض الأدلةَ ولا تغفل نقدَها، ولا تنسى بيانَ ومناقشةَ مختلفِ المواقفَ حيالها. لغةٌ تتحدّث عن الدين بأسلوبٍ يظهر فيه للوهلة الأولى المؤلفون وكأنهم يدافعون عن الدين، أو كأنهم من أتباعه. وسيوفر علينا هذا الكتابُ كثيراً من الجهد والوقت الذي يهدره بعضُ معلّمي وتلامذةِ فلسفة الدين، إثر الضياعِ في فوضى كتاباتٍ تتكدّس فيها مفاهيمُ لا تنتظم بمشترَك يوحّدها، على الرغم من تصنيفها على أنها فلسفةُ دين.

تمثلاتِ الدين ظواهرُ بشرية تعكس كيفيةَ فهمه، وقراءةَ نصوصه وتحققَها في حياة الفرد والمجتمع ويجب دراستها في ضوء الفلسفة

صدرت الطبعةُ الأولى لكتاب "العقل والمعتقد الديني: مدخل إلى فلسفة الدين" سنة 1991، وتلقّاه دارسو فلسفة الدين والقراء باهتمامٍ كبير، وترسّخ حضورُه بموازاة تنامي الاهتمامِ بدراسةِ فلسفةِ الدين في العقود الثلاثة الأخيرة. لذلك تكرّرت طبعاتُه عدّةَ مرات، وواظب مؤلفوه على مراجعته وإثرائه في طبعاته التالية، والطبعةُ التي اعتمدناها في ترجمته العربية هي الطبعةُ الخامسة والأخيرة.
اعتمد مؤلفو هذا الكتاب طريقةً مدرسيةً في تدوينه، فشفعوا نهايةَ كلِّ موضوعٍ بأسئلة تختصر المباحثَ المحوريةَ الواردةَ فيه، كي تثري النقاشَ عند دراستها. وبغيةَ توسيعِ آفاقِ التعليمِ والفهم للدارس أردفوها بلائحةِ مراجعَ تحيل إلى أهم الكتابات في الموضوع، ورتبوا الموضوعات بصيغة تسمح للمعلّم والتلميذ تناولَ كلٍّ منها بشكل يتيح له الإفادةَ من دون أن يتقيّد بترتيبها في الكتاب، على الرغم من النسق المنطقي الذي انتظم تسلسلُها فيه.
  تأخرت المترجمةُ زهراء طاهر عدةَ سنوات في كتاب "العقل والمعتقد الديني: مدخل إلى فلسفة الدين" حتى فرغت من إنجاز الترجمة، لحرصها الشديد على نقل موضوعاتِ الكتاب للعربية بإتقانٍ ووضوح، ودقةٍ لا تخون فيها الكلمةُ العربيةُ المعنى الأقربَ لدلالة الكلمة الإنجليزية. كانت تقرأ بإمعان، وتتحقّق، وتفكر طويلاً قبل أن تترجم، شغلَها انتقاءُ مصطلحاتٍ مازالت لم تستقر في معجم علوم الأديان بالعربية. كانت تبعث لي الفصلَ الذي تفرغ منه، بعد أن تكرّرَ تدقيقَه، فأعمل على مراجعته وتحريره، ليعود إليها مرةً أخرى، وكنا نناقش معا كيفيةَ تكييفِ بعضِ المصطلحات واستعمالِها في النص العربي.
* تقديم كتاب: "العقل والمعتقد الديني: مدخل إلى فلسفة الدين". يصدر الكتاب قريباً عن مركز دراسات فلسفة الدين ببغداد، توزيع: دار الرافدين.



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية