7 إثنيات قد لا تعرفها في أفغانستان.. ما هي؟

7 إثنيات قد لا تعرفها في أفغانستان.. ما هي؟

7 إثنيات قد لا تعرفها في أفغانستان.. ما هي؟


25/02/2024

تتشكل أفغانستان من عدد من الإثنيات، ليست من نسيج واحد، ولا يعرف الوئام طريقه بين معظمها، ما يخلق وضعاً اجتماعياً وسياسياً معقداً في الدولة التي ولد نحو نصف سكانها في ظل الحرب الأمريكية في أفغانستان التي بدأت في العام 2001، وفيما تضع تلك الحرب أوزارها، ينتظر الشعب الأفغاني، خصوصاً الإثنيات ذات الأقلية، مخاطر الاضطهاد تحت حكم طالبان، التي ينتمي غالبية مقاتليها إلى العرق الأكبر "البشتون".

وقبل التوسع في تناول أبرز الإثنيات العرقية في أفغانستان، تجدر الإشارة إلى رسم صورة عامة للدولة التي سيطرت عليها طالبان، مؤسسة للولاية الثانية، بسرعة سببت صدمة للمجتمع الدولي.

أسست طالبان ولايتها الأولى في الفترة من 1996 إلى 2001، قبل أن يتدخل الأمريكان لإسقاطها بعد أحداث 11 أيلول (سبتمبر) وحربها على الإرهاب.

وفيما تحاول طالبان أن تبدو أكثر انفتاحاً، وتصدر صورة جديدة للجماعة ترفع فيها راية المشاركة، وتتبرأ من الانتقام أو الاضطهاد، فإنّ تلك الصورة، والممارسات الأولى التي صاحبت سيطرة الحركة، تزعزع تلك الصورة، وتثبت الأخرى التقليدية.

البشتون هم أكبر مجموعة إثنية في أفغانستان

وبحسب وكالة الاستخبارات الأمريكية، يقدر عدد سكان أفغانستان بـ 37 مليوناً، وذلك حتى تموز (يوليو) الماضي.

وتؤكد أرقام وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية أيضاً أنّ 75.3% من الأفغان شباب، إذ إنّ 40.62% من مجموع السكان في أفغانستان هم أقل من 14 عاماً، و21.26% منهم تتراوح أعمارهم بين 15 و24 عاماً.

وبحسب المصدر ذاته، فإنّ 31.44% من الأفغان تتراوح أعمارهم بين 25 و54 عاماً، ولا تتجاوز نسبة الفئة العمرية بين 55 و64 عاماً 4.01%، أمّا الذين تفوق أعمارهم 65 عاماً، فبالكاد يشكلون 2.66% من مجموع السكان، وفق ما أورده موقع الشرق.

 تتشكل أفغانستان من عدد من الإثنيات ليست من نسيج واحد ولا يعرف الوئام طريقه بين معظمها

وتتمركز التجمعات السكانية في الأقاليم الـ34 لأفغانستان في سفوح التلال وأطراف سلسلة جبال هندوكوش الوعرة، وتقيم مجموعات سكانية أصغر بالقرب من الوديان الداخلية للبلاد، بحسب موقع وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية.

ويعيش 73.7% من الأفغان في المناطق الريفية، ولا يتجاوز سكان المدن 26.3%، ومعظمهم يعيشون في العاصمة كابول (4.336 مليون نسمة)، وفقاً لتقديرات وكالة الاستخبارات الأمريكية.

وقد رصدت وكالة الأنباء الفرنسية الإثنيات الرئيسة في أفغانستان، الذين يمثلون نحو 95% من سكانها، علماً بأنّ الدستور الأفغاني أقرّ 14 إثنية يشكلون الدولة.

 1-  البشتون:

 هم أكبر مجموعة إثنية في أفغانستان، ويشكلون حوالي 42% من السكان، وقد هيمنت هذه المجموعة التي يغلب عليها السنّة وتتحدث لغة البشتو على المؤسسات السياسية الأفغانية منذ القرن الـ18.

وشدد العديد من قادة البشتون على مر الأعوام على "الأحقية في حكم" أفغانستان، ممّا أثار غضب المجموعات الإثنية الأخرى.

وحركة طالبان التي سيطرت على أفغانستان للمرة الثانية بعد فترة حكمها الممتدة من العام 1996 إلى 2001 هي جماعة معظم المنتمين إليها من البشتون، حتى أنّ الرئيسين في ظل الحكومات السابقة المدعومة من الولايات المتحدة، حميد كرزاي وأشرف غني، هما من إثنية البشتون.

وأثارت هيمنة البشتون، المتمركزة تقليدياً جنوب البلاد وشرقها، استياء الإثنيات الأخرى بسبب التهميش السياسي والاقتصادي والثقافي.

2-  الطاجيك:

الطاجيك هم ثاني أكبر مجموعة إثنية في أفغانستان، وتشكل أكثر من ربع عدد السكان، واللغة الرئيسة التي تستخدمها إثنية الطاجيك هي فرع من اللغة الفارسية تُسمى "داري"، وهي أيضاً لغة مشتركة في أفغانستان.

الطاجيك هم ثاني أكبر مجموعة إثنية في أفغانستان

وتتوزع المجموعة بشكل رئيس شمال البلاد وغربها، ولديها معاقل في وادي بنجشير ومدينة هرات (غرب) وبعض الولايات الشمالية، ويشتهر وادي بنجشير بمقاومته الاحتلال السوفييتي في الثمانينيات، وأيضاً نظام "طالبان" السابق.

وعلى الرغم من عدم هيمنتها سياسياً، ظهر عدد من القادة الطاجيك البارزين خلال العقود الأخيرة، ويتصدر القائد الراحل أحمد شاه مسعود الذي يحمل لقب "أسد بنجشير"، وحارب الجيش الأحمر و"طالبان"، تلك القائمة بين الأفغان.

وعلى القائمة أيضاً برهان الدين رباني، وهو طاجيكي من ولاية بدخشان شمال البلاد، وتولى الرئاسة بين عامي 1992 و1996 قبل سقوط كابل في أيدي "طالبان".

أمّا الرئيس التنفيذي السابق ومفاوض السلام الرئيس عن النظام الأفغاني السابق عبد الله عبد الله، فهو مختلط الإثنية، بشتوني - طاجيكي، لكن ينظر إليه على نطاق واسع على أنه طاجيكي.

 3-  الهزارة:

إثنية الهزارة التي يُعتقد أنّ لها أصولاً بين شعوب آسيا الوسطى والشعوب التركية تشكل حوالي 10% من السكان، وهي متمركزة أساساً وسط أفغانستان، وتتحدث لهجة الـ "داري"، وغالبيتها من المسلمين الشيعة.

 وواجهت هذه المجموعة اضطهاداً وتمييزاً عنيفين في أفغانستان على أساس الدين والإثنية لأكثر من قرن، ونُفّذت مذابح بحقها في ظل مختلف الحكومات الأفغانية خلال العقود الأخيرة، خصوصاً في ظل حكم "طالبان"، كما استهدف متشددون آخرون في أفغانستان، مثل تنظيم "داعش"، الهزارة بهجمات قاتلة بالقنابل، ولم يوفروا حتى مدارسهم ومستشفياتهم.

 4-  الأوزبك:

تشكل إثنية الأوزبك الأفغان حوالي 10% من السكان، وتتمركز بشكل رئيس شمال البلاد وقرب الحدود مع أوزبكستان، وهذه الإثنية من الشعوب الناطقة بالتركية، ومعظمها من المسلمين السنّة.

طالبان التي سيطرت على أفغانستان للمرة الثانية جماعة معظم المنتمين إليها من البشتون

ومن بين أشهر الأوزبك الأفغان أمير الحرب عبد الرشيد دوستم الذي حارب مع السوفييت ضد المتطرفين قبل أن يغير ولاءه ويؤسس معقله الخاص في مدينة مزار شريف شمال البلاد، وكان شخصية بارزة في التحالف الشمالي الذي ساعد في إنهاء حكم "طالبان" بعد الغزو الأمريكي عام 2001، لينضم لاحقاً إلى إدارة غني كنائب أول للرئيس، لكنه فرّ إلى أوزبكستان عندما سقطت مزار شريف في يد "طالبان" خلال آب (أغسطس) الحالي.

5-  التركمان:

يشكلون نسبة ضئيلة في أفغانستان، غير أنهم كانوا يُمثلون في الإدارة ولو بتولي قيادة ولاية واحدة، غير أنّ الرئيس الأفغاني السابق أشرف غني أقال محافظ إقليم ولاية سمنغان في الشمال، عبد الكريم خدام، وكان هو التركماني الوحيد في الإدارة آنذاك في العام 2018.

وهاجم خدام غني وقال، بحسب ما نقلته وكالة الأناضول، إنه بعد عزله من منصبه، فإنه لم يبقَ أي محافظ تركماني في الولايات الـ34 في البلاد.

التركمان يشكلون نسبة ضئيلة في أفغانستان

وأضاف أنه في حال النظر إلى عدد التركمان في البلاد، فيتعين وجود محافظين تركمانيين اثنين على الأقل في أفغانستان، ولفت إلى أنّ قرار عزله، رغم عدم انتهاء عامه الأول من تعيينه في منصبه، "ظلم كبير" بحق تركمان أفغانستان.

6-  شعب إيماق:

شعب إيماق مجموعة قبائل بدوية متحالفة، شبه رحل، ناطقة بالفارسية، يتواجدون في الغالب في المرتفعات الغربية الوسطى في أفغانستان وفي شمال هيرات.

7-  البلوش:

قومية تتواجد في أفغانستان وعدة دول أخرى، منها باكستان وإيران، وفي أفغانستان يسكنون إقليم بلوشستان، وهو ذو أهمية حيوية إذ يتقاطع مع مشروع الصين "طريق الحرير".

سميت المنطقة بهذا الاسم بعد نزوح القبائل البلوشية إليها قبل آلاف السنين، واللغة الشائعة في الإقليم هي اللغة البلوشية إضافة إلى البراهوئية والرخشانية، الجزء الجنوبي من إقليم بلوشستان يعرف بإقليم مكران المطل على بحر العرب.




انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية