من هو هاشالو هونديسا الذي تسبب مقتله باضطرابات في الشارع الإثيوبي؟

من هو هاشالو هونديسا الذي تسبب مقتله باضطرابات في الشارع الإثيوبي؟


02/07/2020

شهدت العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، اضطرابات واسعة خلال الأيام القليلة الماضية، أدت إلى مقتل 81 شخصاً على الأقل، وذلك بعد أن أشعل مقتل المطرب الإثيوبي الشهير "هاشالو هونديسا"، فتيل احتجاجات واسعة النطاق في منطقة أوروميا شرقي البلاد.

أقدم مجهولون على رمي هونديسا بالرصاص بالقرب من مجمع سكني بالعاصمة أديس أبابا في وقت مبكر من مساء الإثنين

ولقي هونديسا مصرعه في وقت مبكر من مساء الإثنين؛ بعد إقدام مجهولين على رميه بالرصاص بالقرب من مجمع سكني بالعاصمة أديس أبابا، ولم تتمكن السلطات التي باشرت التحقيق في الحادثة من تحديد هوية مرتكب اغتيال المغني الذي قال سابقاً إنه يتلقى تهديدات بالقتل، حسبما نقل موقع "بي بي سي".

 فمن هو هاشالو هونديسا؟

النشاط السياسي والاعتقال

ولد الناشط والمغني وكاتب الأغاني الإثيوبي البارز هاشالو هونديسا عام 1986 في بلدة "أمبو" الواقعة في منطقة "أوروميا" غرب العاصمة الإثيوبية "أديس أبابا".

ركز هاشالو هونديسا في أغانيه على حقوق عرقية الأورومو

وتحتضن منطقة أوروميا قومية "الأورمو"، حيث ينشط هناك التنظيم المعروف بـ"هيئة تحرير أورومو"، والمعروف بمناهضته للحكومات المتعاقبة في البلاد، والذي ينتمي إليه المغني والناشط الإثيوبي.

اقرأ أيضاً: "قالبيقاف" الجنرال الأكثر دموية وفساداً رئيساً للبرلمان الإيراني

وتعرض هونديسا للاعتقال عام 2003، حيث كان يبلغ 17 عاماً، بسبب نشاطه السياسي، إذ حكم عليه بالسجن لمدة 5 أعوام، إلا أنّ نشاطه لم يتوقف، فقد كتب معظم أغاني ألبومه الأول في السجن، وكانت تتناول قضايا سياسية واجتماعية تتعلق بنضال شعبه ضد قمع الحكومة.

مواجهة القمع بالموسيقى

بالرغم من سجن الفنان الإثيوبي البارز واضطهاده منذ صغره، إلا أنّه لم يفرّ خارج البلاد كما فعل الكثيرون هرباً من بطش السلطات، بل صمم على البقاء في بلده وتشجيع الشباب على الانخراط في النضال ضد القمع، إذ وُصف هونديسا، في تقرير نشر بموقع "ساتيناو" الإثيوبي، بأنه أكثر من مجرد مغنٍّ أو موسيقي، بل كان رمزاً لشعب الأورومو، حيث واظب على التحدث عن التهميش السياسي والاقتصادي الذين عانوه في ظل الأنظمة الإثيوبية المتتالية.

اشتهر هاشالو هونديسا بأغانيه السياسية التي قدمها لدعم معركة جماعة (أورومو) العرقية ضد القمع

 وكان هاشالو بارعاً في التقاط الأفكار والمشاكل التي تدور في مجتمعه، حيث تمكّن من تجسيد صراع وإحباط متظاهري الأورومو، وكذلك أحلامهم وآمالهم لمستقبل أفضل في ثاني أكبر دولة أفريقية من حيث عدد السكان، إذ وصفه متابعوه بالشخص الشجاع بصورة استثنائية، والذي يمتلك مواهب عظيمة، وذلك للدور الذي لعبته أغانيه في حشد وتوحيد الكثيرين في إثيوبيا.

واشتهر الموسيقي، البالغ من العمر 34 عاماً، بأغانيه السياسية التي قدمها لدعم معركة جماعة "أورومو" العرقية ضد القمع، ولدعم الاحتجاجات المناهضة للحكومة.

وفي العام 2013، استطاع هونديسا تحقيق نجاح بارز، بعد قيامه بجولة في الولايات المتحدة توجت بطرح ألبومه الغنائي الثاني، الذي لاقى صدى واسعاً.

ويعتبر الكثير من الإثيوبيين أنّ أعمال هاشالو الفنية عبقرية تُجسد آمالهم وتطلعاتهم التي تُوجت باندلاع تظاهرات عام 2015، والتي أدت في النهاية إلى استقالة رئيس الوزراء، هايليماريام ديسالين في ذلك الوقت، بحسب موقع "african arguments".

وتعد أغنية أي حياة أملكها "Maalan Jira"، من أشهر أغانيه التي ألهمت وأثارت حماس جماعة "الأورمو" العرقية، لإسقاط القمع القائم ضدها، كما أصدر الفنان أغنية نحن هنا "Jirraa" عام 2017، التي عدها النُقاد مختلفة عن أغانيه السابقة وتعبر عن القدرة على التحمل والمرونة وتأكيد الذات.

كما أحيا الفنان حفلاً فنياً حاشداً في العاصمة أديس أبابا سنة 2017، بهدف جمع تبرعات مالية للنازحين من قومية "الأرومو"، والذين اضطروا إلى ترك العاصمة أديس أبابا عقب توترات إثنية.



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية