قلق في الدنمارك من تنامي النفوذ القطري .. تعرف على الأسباب

قلق في الدنمارك من تنامي النفوذ القطري .. تعرف على الأسباب


05/07/2020

ترجمة: أحمد ليثي

تسيطر قطر بشكل كامل على صندوق التمويل المسؤول عن المسجد الملحق بمركز حمد بن خليفة الحضاري في روفسينجزجاد، في منطقة نوريبرو بالعاصمة الدنماركية كوبنهاجن، وذلك بعد فرض الدوحة لسيطرتها بشكل كامل على مجلس إدارة المركز. حيث تلقت المؤسسة بالفعل مبالغ كبيرة من قطر منذ افتتاحها في عام 2014 على يد وزير الشؤوون الدينية القطرية غيث بن مبارك علي عمران الكواري.

يمثل مركز حمد بن خليفة للحضارة في المسجد الكبير في كوبنهاجن مركز قوة لقطر في الدنمارك. وتكشف الصحيفة اليومية الدنماركية Berlingske أنه تم استبدال مجلس إدارة صندوق الاستثمار المسؤول عن المسجد، بحيث أصبح مكون من خمسة أشخاص من أوثق المقربين لدولة قطر ويمثلون الآن الأغلبية المطلقة في مجلس الإدارة.

أحد الأعضاء الجدد في الهيئة الحاكمة هو شاهين الغانم، الذي كان رئيسًا لإدارة الشؤون الإسلامية في وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية القطرية.

المسجد الكبير في روفسينجسجيد له علاقة طويلة ووثيقة مع قطر، حيث تبرعت الدوحة بما لا يقل عن 227 مليون كرونة دانمركية (حوالي 29.5 مليون دولار) لصندوق متاجر كوبنهاجن، الذي يدير هذا المركز الإسلامي الكبير.

في فبراير من العام الحالي، أصبحت التبرعات من قطر إلى المسجد الكبير في كوبنهاجن معروفة وصار هناك قلق كبير بين السياسيين في البرلمان الدنماركي حول التأثير المحتمل للتطرف الإسلامي في المجتمع الدنماركي.

وتماشيا مع ذلك، أعربت المتحدثة باسم حزب الشعب الدنماركي، بيا كجورسجارد، “عن قلقها من تنامي التحركات القطرية  في بلدها، بما في ذلك التمويل، الذي يصيب الشعب الدنماركي بالذعر“.

الجدير بالذكر، أن بعض أعضاء مجلس الإدارة الذي يحكم الصندوق الذي يسيطر على المؤسسة الدينية يعيشون في قطر، وهو ما انتقده النائب الاسكندنافي: “إذا جلست على طاولة مسجد في الدنمارك، لكنك تعيش في قطر في الوقت نفسه، فمن الواضح ما هي المصالح التي تحاول حمايتها، لكنها بكل تأكيد ليست مصالح الدنمارك”.

لا تزال قطر نشطة في الدنمارك والدول الاسكندنافية الأخرى مثل السويد، من خلال تنفيذ وتمويل المراكز الدينية. وهكذا، ظهر أيضًا أن قطر قد تبرعت بأموال لمدرسة مجانية في مدينة آرهوس الدنماركية، حيث استجوب رئيس البلدية ينس هنريك ثوليسن داهل وزير اللاجئين الدنماركي، ماتياس تسفاي، في هذا الشأن. ورد الوزير على ذلك بالإعراب عن قلقه: “تأخذ الحكومة الأمر على محمل الجد إذا حاولت قوى لديها رؤى القرون الوسطى للديمقراطية والحرية والمساواة كسب النفوذ في الدنمارك من خلال التبرعات المالية. وهذا تأثير من شأنه أن يساعد على تقويض الديمقراطية والحريات الأساسية وحقوق الإنسان”. وفي الوقت نفسه، أعلنت السلطة التنفيذية الاسكندنافية أنها ستقترح مشروع قانون يحظر تلقي التبرعات “من بعض الأشخاص الطبيعيين والاعتباريين”.

في هذا الصدد، كانت روابط قطر مع الإخوان المسلمين، وهي منظمة سلفية (اتجاه يدافع عن نسخة جامدة للغاية من الإسلام) تعتبر إرهابية من قبل العديد من الدول الغربية ، مصدر قلق دائم.

إن تأثير قطر الجديد والمتطور على المسجد الكبير في كوبنهاجن هو تتويج للصراع على السلطة على الصندوق المالي الذي يوجه توجهات المؤسسة. وقد انتقد ثلاثة من أعضاء مجلس الإدارة ذات مرة رئيس المركز عبد الحميد الحمدي، لكن هذه العناصرالانتقادية في المجلس قد تم استبدالها الآن بأفراد ودودين جاؤوا من قطر.

 من ناحية أخرى، أفاد المحلل ليني كوهل بيرلينجسكي أن الاستيلاء على مجلس إدارة المؤسسة لا يرتبط بالضرورة بالدين بل بنيّة قطر لتأمين استثمارها. ومع ذلك، فإن الحقيقة هي أن مركز حمد بن خليفة للحضارة مركز ديني ومتطرف بشكل واضح حسب بعض الخبراء. على سبيل المثال، قام الإمام أبو بلال، الذي أدين بالدعوة إلى قتل اليهود، بإلقاء الخطبة عدة مرات في هذا المركز الديني. وعندما نُشر هذا الخبر في فبراير، قال ممثلو المسجد الكبير إن أبو بلال لا يعتبر عنصراً متطرفاً.

بيد أن تحركات قطر في الدنمارك مهمة، مع الأخذ في الاعتبار أن الإسلام في هذا البلد الأوروبي هو دين أكبر الأقليات في البلاد ويلعب دورًا بارزًا في تشكيل المشهد الاجتماعي والديني. وفقًا لتقديرات عام 2018، حوالي 300000 شخص، 5.3 ٪ من سكان الدنمارك، يدينون بالإسلام. وهو رقم تصاعد على مدى العقود القليلة الماضية.

كما أن غالبية المسلمين في الدنمارك هم من السنة، وهم فرع الإسلام السائد في المسجد الكبير في كوبنهاجن في مركز حمد بن خليفة للحضارة.

عن "مركز الإنذار المبكر"


آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية