اللبنانيون يضيقون ذرعا بسلاح حزب الله

اللبنانيون يضيقون ذرعا بسلاح حزب الله


05/07/2020

سئم اللبنانيون من تمسك حزب الله برفض المطالب الشعبية والدولية بالتخلي عن سلاحه الذي تحول في السنوات الأخيرة لوسيلة لابتزاز وترهيب خصومه السياسيين.
وفي هذا الصدد نفّذ عشرات اللبنانيين، السبت، وقفة احتجاجية أمام السفارة الأميركيّة في بيروت، للمطالبة بنزع سلاح الحزب وتطبيق القرارات الدوليّة في هذا الشأن.
وجاءت الوقفة تحت عنوان: "نزع السلاح غير الشرعي". حيث طالب المحتجون بتسليم الجيش اللبناني زمام الأمور لصيانة حدود البلاد وحصر السلاح بيده وحده.
وسلّم المحتجون رسالة لأحد مسؤولي السفارة تتضمن مطالبة الولايات المتحدة بتنفيذ قرار مجلس الأمن رقم 1559، ونزع السلاح غير الشرعي بينا رفع اخرون الأعلام اللبنانية والأميركيّة أثناء الوقفة الاحتجاجية.
وشهدت العاصمة اللبنانية شهر_مايو ايار الماضي مسيرات مماثلة للمطالبة بنزرع سلاح حزب الله.
وياتي التظاهر امام السفارة الأميركية لدفع واشنطن للضغط اكثر دوليا لتنفيذ القرار باعتبارها القوة الدولية العظمى ولتبنيها مواقف مناهضة لاستمرار الحزب الموالي لايران في تهديد امن المنطقة.
وصنفت الولايات المتحدة إضافة لدول اخرى حزب الله كمنظمة إرهابية لدوره في تهديد استقرار منطقة الشرق الأوسط ولعلاقته الوطيدة بالحرس الثوري الإيراني.
ويمتلك "حزب الله" اللبناني أسلحة متطورة وصواريخ، ما يشكّل خلافا بين الأطراف السياسية بالبلاد بين مؤيد بدعوى "مواجهة إسرائيل"، ومعارض يعتبره سلاحاً غير شرعي، ويطالب بحصر قرار الحرب والسلم بيد الدولة فقط.
ويدعو قرار مجلس الأمن رقم 1559، الصادر في أيلول/ سبتمبر 2004، إلى نزع سلاح المليشيات اللبنانية.
فيما يحث قرار مجلس الأمن رقم 1701 على حل النزاع اللبناني الإسرائيلي، واعتمد بالإجماع في 11 آب/ أغسطس 2006.
وتأتي هذه الوقفة عقب أيام من استدعاء الخارجيّة اللبنانيّة، السفيرة الأميركية في بيروت دوروثي شيا، احتجاجًا على تصريحات لها انتقدت فيها سياسات "حزب الله".
وشكل سلاح حزب الله معضلة لبنانية بامتياز حيث استعمل هذا السلاح في معارك داخلية رغم الوعود التي قطعها قادة الحزب أثناء تحرير الجنوب سنة 2000 بان يظل السلاح موجها لإسرائيل.

لكن في السابع من مايو/ايار 2008 استعمل الحزب سلاحه لاول مرة ضد الفرقاء السياسيين في اطار مواجهات شملت العاصمة بيروت وبعض مناطق جبل لبنان وهي الأعنف منذ انتهاء الحرب الاهلية اللبنانية سنة 1990. 
وجاء قرار استعمال القوة المسلحة عقب صدور قرارين من مجلس الوزراء اللبناني حينها بمصادرة شبكة الاتصالات التابعة لسلاح الإشارة الخاص بحزب الله وإقالة قائد جهاز أمن مطار بيروت الدولي العميد وفيق شقير.
وبعد اندلاع الثورة السورية في 2011 اصطف حزب الله مع النظام السوري وشارك الى جانب القوات الحكومة في قمع المعارضة في إطار تحالفات اقليمية مع ايران والمجموعات الشيعية العراقية المسلحة حيث ارتكب مقاتلوه جرائم طائفية ضد المدنيين ما عزز مخاوف اللبنانيين من الترسانة العسكرية للحزب الذي أصبح أكثر قوة من اجهزة الدولة.
ودائما ما يبرر قادة الحزب تورطهم في الصراعات الداخلية والإقليمية بوجود مؤامرة اسرائيلية تستهدفهم عبر ساحات جانبية فيما يؤكد اللبنانيون ان الجيش هو المؤسسة الوحيدة التي عليها حماية حدود البلاد.
وابان انطلاق الاحتجاجات اللبنانية للمطالبة بتحسين الظروف الاجتماعية وتغيير الطبقة السياسية تورط عناصر من الحزب في التهديد باستعمال السلاح مرة اخرى ضد المتظاهرين السلميين.
ورفعت الاحتجاجات الشعبية المختلفة في لبنان شعارات عديدة كان من بينها المطالبة بنزع سلاح حزب الله ليكون بذلك تيارا سياسيا مدنيا حقيقيا لا يفرض اجنداته ومشاريع حلفائه الإقليميين على الدولة باستعمال السلاح.

عن "ميدل إيست اونلاين"


آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية