ما الأبعاد الإنسانية والعسكرية لتحرير الحديدة؟

ما الأبعاد الإنسانية والعسكرية لتحرير الحديدة؟


14/06/2018

يترقب اليمنيون تحرير مدينة الحديدة ومينائها على الساحل الغربي، لما تشكّله هذه العملية من خطوة مفصلية على طريق تدفق المساعدات الإنسانية إلى الملايين في محافظات عدة، إضافة إلى أهميتها على صعيد العودة إلى مسار الحلّ السياسي، عبر دفع الحوثيين إلى طاولة المفاوضات بعد خسارة منفذهم البحري الوحيد.

باتت تلوح في الأفق رايات النصر وقرب خلاص أهل الحديدة من القبضة الحوثية التي عاثت فساداً في المدينة

الانتصارات التي حققتها المقاومة اليمنية المشتركة، بدعم ومشاركة القوات الإماراتية العاملة ضمن التحالف العربي، على جبهة الساحل الغربي، لا تقتصر على الجانب العسكري؛ فقد حملت إنجازات إنسانية، وهذا ما لمسه اليمنيون في المناطق المحررة، في انتظار الحسم النهائي المتمثل بدحر ميليشيات إيران من مدينة الحديدة.

إنّ معركة الساحل الغربي، ستتوج بتحرير الحديدة، التي باتت المقاومة اليمنية على مشارفها، حيث تلوح في أفقها رايات النصر وقرب خلاص أهلها من القبضة الحوثية، التي عاثت فساداً في المدينة وحولت ميناءها إلى مصدر لتمويل أنشطتها الإرهابية، ومنفذاً لاستقبال الأسلحة الإيرانية المهربة، والتحكم بالمساعدات الإنسانية.

ولتحرير الحديدة أهداف عدة، تتنوع بين العسكرية والإنسانية والسياسية، لتشكل مجتمعة نقلة إيجابية في مسار الأزمة، التي اندلعت عقب سقوط اليمن بقبضة ميليشيات الحوثي الساعية إلى تنفيذ الأجندة الإيرانية، قبل أن يقف التحالف العربي، بقيادة السعودية، سداً منيعاً في وجه هذا المشروع، ليستعيد بمشاركة القوات الشرعية أكثر من 80% من مساحة البلاد.

سيطرة الشرعية على ميناء الحديدة سيؤدي إلى تدفق المساعدات الإغاثية وبالتالي تخفيف المعاناة الإنسانية لملايين اليمنيين

الصعيد الإنساني

على الصعيد الإنساني، سيتابع التحالف بعد إعادة الشرعية اليمنية للحديدة، نهج الحزم والأمل الذي طبقه خلال العمليات السابقة، المتمثل بتحرير المحافظات من السطوة العسكرية لميليشيات إيران، لتبدأ بعدها مرحلة إعادة الأمن والاستقرار إلى هذه المناطق، وتقديم الدعم الإنساني للأهالي، إضافة إلى إعمار ما دمرته حرب الحوثي العبثية.

وبسط سيطرة الشرعية على ميناء الحديدة سيؤدي حتماً إلى تدفق غير مسبوق للمساعدات الإغاثية، بالتالي؛ تخفيف المعاناة الإنسانية لملايين اليمنيين، سيما أنه منذ سيطرتها على المدينة ومينائها، عام 2014، عمدت ميليشيات الحوثي إلى قطع الطريق أمام عشرات السفن المحملة بمساعدات إنسانية للشعب اليمني واحتجازها.

ويعدّ ميناء الحديدة شريان الحياة لأكثر من 8 ملايين يمني، فعبره تمر معظم الواردات وإمدادات الإغاثة، للملايين في محافظات الحديدة وتعز وصعدة وصنعاء.

تحرير الحديدة سيساهم في وقف عمليات تهريب الأسلحة والصواريخ التي تستخدمها الميليشيات في تدمير اليمن وتهديد دول الجوار

الصعيد العسكري

إنّ تحرير المدينة سيخدم الجانب العسكري في أوجه عدة، فسيساهم في وقف عمليات تهريب الأسلحة والصواريخ التي تستخدمها الميليشيات في تدمير اليمن وتهديد دول الجوار، إضافة إلى حصر الميليشيات في حيّز جغرافي ضيّق، الأمر الذي سيؤدي حتماً إلى إجبارهم للعودة إلى طاولة المفاوضات، أي دفع عملية السلام ودعم جهود الحل السياسي.

وبينما تحتاج أية مفاوضات سياسية إلى موقف عسكري واضح على الأرض، فإن استعادة المدينة الإستراتيجية، وحرمان المتمردين من أهم مصادر تمويلهم وتسليحهم، سيدفعهم إلى طاولة المفاوضات، سيما أنه منذ انقلابهم على الشرعية، كانوا قد أفشلوا مساعي الأمم المتحدة، معتمدين على الدعم الإيراني المتمثل في الإمدادات اللوجستية والأسلحة المهربة.

الصفحة الرئيسية