قرقاش: ينبغي لأوروبا ألا تساعد إيران على اختراق الموقف الأمريكي

إيران

قرقاش: ينبغي لأوروبا ألا تساعد إيران على اختراق الموقف الأمريكي


21/05/2018

قال وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية، أنور قرقاش، لـ"سكاي نيوز عربية"، السبت (19/5/2018)، إنّ إيران استخدمت الاتفاقية النووية الموقعة مع دول (5+1) للتمدد إقليمياً، مطالباً الدول الأوروبية بعدم مساعدة إيران على اختراق الموقف الأمريكي، وأكد أنه كلما كان هناك موقف واحد في الغرب (أوروبي-أمريكي) وليس موقفين، فإننا نستطيع إرسال رسالة سريعة لإيران، ونتمكّن من بلورة تصور جديد حيال المسألة النووية الإيرانية، وهذا ما دفع دولة الإمارات العربية المتحدة إلى تأييد الإجراءات الأمريكية الأخيرة بشأن إيران، على حد قوله.

الإمارات تحتل المركز الأول في العالم العربي في استقطاب الكفاءات والخبرات والعمالة الوافدة

وأضاف قرقاش، على هامش مشاركته في حلقة نقاشية في منتدى غلوبسك 2018 (Globsec2018) في براتيسلافا بسلوفاكيا، أنّ النظام الدولي الجديد "متحول"، وأن مقاربة دولة الإمارات تعتمد على تطوير القدرة الذاتية، وبلورة شراكات إقليمية وعربية؛ لأن تحقيق الاستقرار في المنطقة هي مسؤولية عربية وليست مهمة أمريكا أو أوروبا، وفقاً للوزير الإماراتي.

لا حوار مع إيران بسبب صواريخها وتدخلاتها

واستبعد قرقاش إجراء أي حوار مع إيران في ظل إرسالها صواريخ للحوثيين لإطلاقها صوب الأراضي السعودية، وقال "إن الإمارات تفضّل الدبلوماسية وزيادة الضغط لحل الأزمات"، مشيراً إلى أن "المنطقة الآن تشهد أحداثاً سيئة على الأرض تتطلب رد فعل سريعاً".

وأوضح الوزير الإماراتي، كما نقلت صحيفة "البيان" الإماراتية (19/5/2018) أن طهران في وضعها الراهن -وهي تواجه العقوبات التي أعادها الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، عقب انسحابه من الاتفاق النووي- أضعف بكثير منها في عامي 2014 و2015 بسبب مشاكلها الاقتصادية. وأكد أنّ لدى إيران سجلاً حافلاً بالتمويه والكذب والطموح لبناء قنبلة نووية، ما يصعّب علينا تصديق التأكيدات الإيرانية بنياتهم السلمية. وعدّ قرقاش التفسير الإيراني لخطة العمل الشاملة المشتركة (الاتفاق النووي الإيراني) على أنه اعتراف بهيمنتها الإقليمية، ما دفعها لاستغلال الاتفاقية لتوسيع نفوذها عبر أساليب عنيفة، وهو ما يمثل تهديداً مباشراً لاستقرار المنطقة.

واشنطن تحاول طي صفحة الاتفاق النووي الايراني

وبعد انسحابها من الاتفاق النووي الإيراني، تحاول واشنطن طي الصفحة باقتراحها بناء "تحالف" ضد "كل التهديدات" التي تطرحها إيران، لكنها يمكن أن تصطدم بتصميم الأوروبيين على إنقاذ النص الذي وقّع في تموز (يوليو) 2015، كما أفادت "وكالة الأنباء الفرنسية"، التي أضافت أن وزير الخارجية الأمريكي، مايك بومبيو، سيقدم الإثنين (21 أيار/ مايو الجاري) "الإستراتيجية الجديدة" للولايات المتحدة بشأن إيران. وقد بدأت الإدارة الأمريكية-التي تلتزم الصمت منذ إعلان الرئيس ترامب في الثامن من أيار (مايو) الانسحاب من الاتفاق- كشف بعض عناصر "خريطة الطريق الدبلوماسية من أجل هندسة أمنية جديدة" و"اتفاق أفضل". وقالت الناطقة باسم وزارة الخارجية الأمريكية، هيذر نويرت، الخميس الماضي إنّ "الولايات المتحدة ستبذل جهوداً شاقة لبناء تحالف" ضد "النظام الإيراني" و"نشاطاته التي تزعزع الاستقرار"، في محاولة للتعبير عن قبول التعددية بعد الانسحاب بقرار أحادي، وفق "الفرنسية".

تعزيز الجوهر العربي والإمارات مكان لمن يرفض الطائفية

من جانبه، شدد الوزير قرقاش على ضرورة التركيز على إخراج تركيا وإيران من المنطقة وتعزيز الجوهر العربي، لافتاً إلى أن هناك تنظيماً تقوده تركيا وتموله قطر، وهو تنظيم "الإخوان"، كما يوجد تحالف تسيطر عليه إيران والرئيس السوري بشار الأسد و"حزب الله" اللبناني ومجموعات عراقية كجزء من عملائهم. وأكد أن الاستقرار أمر مهم جداً لدولة الإمارات، وأن قادتها عملوا بجهدٍ لتحقيقه، لافتاً النظر إلى أنه "من النادر أن ترى دولة فعالة واقتصاداً فعالاً لم تعصف به رياح العولمة، لكن الإمارات استفادت منها وأصبحت أفضل تعليماً، وأكثر تجانساً مع عالم أكبر، ومكاناً مريحاً لمن يرفض الطائفية"، كاشفاً عن أنّ دولة الإمارات استضافت ما يقرب من 20 مليون سائح خلال عام واحد.

تعزيز التحالفات والشراكات الحقيقية

وأشار قرقاش إلى أن الإمارات تحتل المركز الأول في العالم العربي في استقطاب الكفاءات والخبرات والعمالة الوافدة، لافتاً إلى الحاجة إلى حلول سلمية لمشاكل المنطقة العديدة. وتابع: "عندما ننظر حولنا نجد الصواريخ الباليستية الإيرانية، وإراقة الدماء في سوريا، والعنف في غزة، والوضع المضطرب في العراق وليبيا، والميليشيات المتطرفة في اليمن، والتوتر الكبير في لبنان". وشدد على ضرورة تعزيز التحالفات التي لدينا في المنطقة؛ في إشارة إلى العلاقات مع السعودية والأردن والبحرين ومصر وحلفاء آخرين من الدول العربية، معرباً عن أمنيته أن تتوسع لضم باقي الجيران العرب جميعهم؛ بشرط أن تكون هناك شراكة حقيقية.

استقرار منطقتنا ليست مهمة أمريكا أو أوروبا

وتابع وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية قائلاً إن "تحقيق الاستقرار في المنطقة هي مهمة لا نستطيع تركها للولايات المتحدة أو أوروبا كي تتوليا أداءها لنا، وإنما يتعين علينا نحن دول المنطقة أن نتولى المسؤولية بأنفسنا عن تأمين مستقبل منطقتنا. وفي ظل هذا النظام العالمي المضطرب، يجب أن نتجاوز خوفنا. لدينا مسؤولية يجب أن نتحملها وهي إقرار الأمن والسلم في منطقة الشرق الأوسط"، مؤكداً أن الإمارات لا تقبل تدخلات لقوى إقليمية مثل إيران وتركيا، والتي تزعزع الاستقرار من أجل تحقيق مصالحها.

خريطة طريق دبلوماسية بشأن إيران

على صعيد آخر، صرح مسؤول كبير في وزارة الخارجية الأمريكية، الجمعة، إن بلاده تريد التوصل إلى نتيجة دبلوماسية مع إيران تعالج التهديدات الناجمة عن برنامجها النووي وأنشطتها الإقليمية المزعزعة للاستقرار.

وقال بريان هوك، وهو مستشار بارز للسياسات، إن جهودنا تستهدف ممارسة كل الضغوط اللازمة على إيران لتغيير سلوكها، وللسعي إلى إطار عمل جديد يمكن أن يبدد مخاوفنا. وأضاف قبيل خطاب من المقرر أن يلقيه الوزير بومبيو اليوم: "نريد بشدة أن يكون لدينا نوع من الدبلوماسية النشطة، دبلوماسية مركزة وصلبة لتحقيق أهدافنا المتعلقة بالأمن القومي". ولفت المسؤول الأمريكي النظر إلى أنّ بومبيو سيقدم خريطة طريق دبلوماسية بشأن إيران، مشيراً إلى أنّ الولايات المتحدة تسعى لوضع إطار عمل يتناول جميع التهديدات الإيرانية.



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية