إسرائيل تستغل الأراضي الفلسطينية لزراعة مخدر القنب الهندي

الاحتلال الصهيوني

إسرائيل تستغل الأراضي الفلسطينية لزراعة مخدر القنب الهندي


02/06/2019

بداعي استخدامها في الأغراض الطبية صادق مجلس الوزراء الإسرائيلي على قانون يسمح بزراعة وتصدير القنب الهندي الذي تستخرج منه مادة الماريجوانا المخدرة.
وجاء القرار، المتخذ أوائل العام الحالي، لتعزيز زراعة هذه الآفة المخدرة وزيادة الصادرات الإسرائيلية إلى الدول الأوروبية، لتدفع إسرائيل نفسها بقوة في منافسة الدول المصدرة للقنب الهندي عالمياً، رغم معارضة بعد المشرعين الإسرائيليين من أنّ التوسع في زراعة هذه المادة المخدرة من شأنه أن يؤدي إلي زيادة تعاطيها في الأماكن العامة بداخل المناطق العبرية.

المتحدث باسم الشرطة الفلسطينية العقيد لؤي ارزيقات: ألقينا العام الماضي القبض على 2567 شخصاً مشتبهاً بتجارة وتعاطي المخدرات

ويتخوف الجانب الفلسطيني من القانون الإسرائيلي، والذي قد تستغله السلطات الإسرائيلية للاتفاق سراً مع تجار فلسطينيين للتوسع في زراعة القنب الهندي بداخل أراضيها الواقعة في المنطقة (ج)، والتي تخضع للسيطرة الأمنية والإدارية الإسرائيلية، وتقع على مقربة من المستوطنات الصهيونية والأراضي الفلسطينية عام 1948، والتي لا يسمح لقوات الأمن الفلسطينية بدخولها إلا بعد تنسيق مسبق مع السلطات الإسرائيلية.

وتبين وزارة الصحة الإسرائيلية، مدعومة بقوانين، بأنّ القنب هو "مخدر خطير"، قبل الاعتراف بالقنب الطبي، وكانت الوزارة تنظر إلى القنب الطبي على أنه "ليس دواء، وهو ليس مسجلاً كدواء ونجاعته وسلامة استخدامه لأهداف طبية لم تثبت حتى الآن، ورغم ذلك، ثمة أدلة على أنّ القنب يمكن أن يساعد مرضى يعانون من أوضاع صحية معينة بتخفيف معاناتهم، وأية تسوية تتعلق باستخدام القنب لأغراض طبية، يتعين على الدولة الالتزام بأن تنفذ بحرص وبموجب أوامر قانون المخدرات الخطيرة".

"السلطات الإسرائيلية تستغل الأراضي الفلسطينية الواقعة في المنطقتين (ب،ج) لزراعة القنب الهندي

استغلال إسرائيلي للأراضي الفلسطينية
مدير مركز حماية لمكافحة المخدرات والكحول، منذر صافي، يقول لـ "حفريات" إنّ "السلطات الإسرائيلية تستغل الأراضي الفلسطينية الواقعة في المنطقتين (ب،ج) لزراعة القنب الهندي، ويستعيض التجار الإسرائيليون بهذه المناطق لمناسبتها لهذه الزراعة، وتوفر التقنيات الحديثة، وسهولة نقلها وترويجها بداخل الأراضي الفلسطينية والإسرائيلية، لغياب الرقابة على المعابر، وعدم إمكانية أجهزة الأمن الفلسطينية من ملاحقة مزارعيها، والذين يحصلون على مبالغ مالية باهظة لزراعتها والعناية بها لحين حصادها".

اقرأ أيضاً: انتشار زراعة الماريجوانا سراً في المنازل بالضفة الغربية

وهناك مناطق واسعة بالضفة الغربية تعيش ظروفاً صعبة في زراعة مستنبتات القنب الهندي والتي تعرف بالماريجوانا، "وأصبحت هذه الظاهرة تدق ناقوس الخطر بعد انتشارها بشكل واسع في المناطق الفلسطينية وبين الشباب والمراهقين، بعد ضبط الأجهزة الفلسطينية المختصة للعشرات من مستنبتات القنب الهندي والتي جرى تزويدها بأساليب تكنولوجية حديثة، الأمر الذي يهدد بانهيار القيم الأخلاقية والاجتماعية في داخل المجتمع في ظل غياب الرقابة الأمنية، نظراً للظروف السياسية التي أنتجتها اتفاقية أوسلو والتي قسمت الضفة الغربية إلي ثلاث مناطق يسيطر الاحتلال الإسرائيلي على أكثر من 61% منها".

اقرأ أيضاً: لماذا يتعاطى الجنود الإسرائيليون المخدرات؟

القنب الهندي مخدر شديد الخطورة، وتستخدم أوراقه وزهوره وبذوره في إنتاج أخطر أنواع المخدرات في العالم والمعروفة "بالماريجوانا" ويطلق عليه في بعض الدول الأخرى باسم الحشيش والبانجو، ويتم استخدام المخدر من خلال حرقه واستنشاقه أو تدخينه، ويؤدي تعاطيه إلى إصابة الشخص بأمراض جسدية ونفسية خطيرة، وتغيير سلوكياته سلباً لارتكاب الجرائم المتنوعة.
القنب الهندي مخدر شديد الخطورة

مخدر خطير

واستدرك صافي أنّ "القنب الهندي الطبي والذي أعلنت عنه السلطات الإسرائيلية والذي من المتوقع أن تبدأ عمليات تصديره إلي الخارج في غضون 9 أشهر، لا يختلف عن القنب المخدر، والذي يؤدي تعاطيه إلى تحسين المزاج العام، وتخفيف الآلام، والشعور بالنشوة، وهي نفس الأعراض التي يشعر بها الشخص المتعاطي للماريجوانا، حيث جاءت المصادقة على القانون للالتفاف على خطورة هذا المخدر بدعوى استخدامه في الأغراض الطبية، ولا يتم صرفه إلا بواسطة طبيب مختص وعبر موزعين معتمدين له، ويقوم المريض بتناوله كما الشخص المتعاطي بواسطة الاستنشاق والتدخين".

اقرأ أيضاً: هكذا تُغيث أموال المخدرات بنوك العالم!

وحسب تعليمات وزارة الصحة الإسرائيلية، يجب على المرضى الذين يستنشقون القنب الهندي والذين يعانون من أمراض نفسية والتهابات مزمنة وبعض أنواع السرطانات المختلفة من تدخين هذا المخدر في غرفة جيدة التهوية ودون تواجد أي شخص بداخلها، وهو ما يدلل عن أنّ القنب الهندي هو مخدر خطير جداً للأشخاص المرضى والأصحاء على السواء، "حيث تسعى إسرائيل بالدرجة الأولي لتصدير القنب إلي الخارج بهدف تحقيق عوائد اقتصادية ضخمة، تقدر بمليار شيكل، ومن المتوقع أن تصل خلال الأعوام القليلة المقبلة إلى 10 مليار شيكل سنوياً".

عمليات بيع المخدرات تتم على مرأى من قوات الاحتلال الإسرائيلي

هجمة إسرائيلية شرسة

وأشار صافي إلى أنّ "المادة (12) من قانون المواد المخدرة الإسرائيلي ينص على أنّ "السماح باستخدام مخدر خطير لغرض العلاج يتوجب أن يتم باستخدام صيدلي، أو طبيب بيطري، أو أن يتم تزويده بموجب رخصة طبية لذلك، في ظل موافقة الحكومة على اقتراح يلغى بموجبه تجريم متعاطي الماريجوانا في إسرائيل، من خلال لجوء القضاء لفرض غرامة مالية على المتعاطي تقدر بـ 1000 شيكل إسرائيلي، بدلاً من القبض عليه وزجه بداخل السجن، وتتضاعف الغرامة المالية في حال تم القبض عليه لمرة ثانية وثالثة متلبساً بتعاطي القنب الهندي أو الماريجوانا، وفي حال جرى القبض على المتعاطي في المرة الرابعة فإنه سيلقى تهمة جنائية بتعاطي مادة مخدرة، وهي أسباب مجتمعة تؤكد خطورة التمادي في تعاطي مخدر القنب لآثاره السلبية الكبيرة على صحة الإنسان".

اقرأ أيضاً: حزب الله يبسط سيطرته على البقاع عبر المخدرات واسترضاء القبائل

عمليات بيع المخدرات تتم على مرأى من قوات الاحتلال الإسرائيلي، بحسب صافي "وخاصة في مدينة القدس المحتلة، دون قيامها بإلقاء القبض عليهم، ليكون المجتمع الفلسطيني أمام هجمة إسرائيلية شرسة تهدف إلى ترويج المواد المخدرة بين أفراده بواسطة التجار العرب والذين يحملون الهوية الإسرائيلية الزرقاء، ولا يسمح لقوات الأمن الفلسطينية بإلقاء القبض عليهم واتخاذ إجراءات عقابية ضدهم أو التحقيق معهم، ويكتفي فقط بتسليمهم إلى الجهات الإسرائيلية".

ودعا صافي إلى "ضرورة اتخاذ إجراءات قانونية صارمة بحق مروجي ومزارعي المواد المخدرة، وعلى السلطة الفلسطينية أن تعمل على تأسيس وإقامة مراكز مؤهلة لعلاج مدمني المواد المخدرة بأفضل الأساليب الطبية العالمية".

المجتمع الفلسطيني أمام هجمة إسرائيلية شرسة تهدف إلى ترويج المواد المخدرة بين أفراده

ماذا تقول الشرطة الفلسطينية؟
المتحدث باسم الشرطة الفلسطينية، العقيد لؤي ارزيقات، يقول إنّ "هناك محاولات من جهات إسرائيلية لزراعة القنب الهندي في الأراضي الفلسطينية الواقعة في المنطقة (C)، كون هذه المناطق بعيدة عن أنظار أجهزة الأمن الفلسطينية وقريبة علي الداخل الفلسطيني، لسرعة هروب تجار ومروجي المواد المخدرة داخل المناطق التي يسيطر عليها الاحتلال الإسرائيلي، حيث تشدد السلطات الإسرائيلية من إجراءاتها في منع زراعة هذه المواد المخدرة بداخل الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948م".

اقرأ أيضاً: ما العلاقة بين المخدرات والإرهاب العابر للحدود؟

وأبلغ ارزيقات "حفريات" أنّ "زراعة المواد المخدرة كالماريجوانا تعتمد على الوسائل التكنولوجية الحديثة، وتجهيز المستنبتات بالتربة المناسبة والإضاءة وتقنيات أخرى عالية المستوى، بالإضافة إلى تمويه أماكن زراعتها من خلال استغلال تجار المخدرات لأراضي بعض المواطنين ومنازلهم أو اللجوء لزراعتها في آبار تحت الأرض".

عقوبات صارمة
ويضيف أنّ "أجهزة الأمن المختصة تمكنت خلال العام 2018، من إلقاء القبض على 2567 شخصاً مشتبهاً بتجارة وتعاطي وترويج المواد المخدرة بزيادة قدرها 34%، عن العام 2017، من بينهن 29 أنثى كان لهن دور في تجارة وترويج المواد المخدرة، وكانت مدينة القدس هي الأعلى ضبطاً للمواد المخدرة فيها وبلغت 17،4%، إضافة لضبط ما يزيد عن 262 كيلوغراماً من القنب الهندي المهجن "الهايدرو"، و 16 كيلوغراماً من الحشيش، وضبط 33 ألف شتلة من المواد المخدرة في 47 مستنبتاً، تم بناؤها وتشييدها بالمعدات اللازمة من قبل عصابات وتجار المخدرات".

"يديعوت أحرنوت": إسرائيل تعتبر أحد رواد أبحاث الماريجوانا الطبية في العالم رغم أنّ سوقها المحلية الصغيرة

ولفت ارزيقات إلى أنّ لهذه المواد القدرة الكبيرة للتأثير بشكل مباشر علي الجهاز العصبي المركزي في جسم الإنسان، إضافة إلى التأثيرات النفسية الخطيرة التي تحدثها وتدفع متعاطيها لارتكاب الجرائم كالسرقة والقتل وغيرها، "وبناء على ذلك جرى تشديد عقوبة المخدرات في الأراضي الفلسطينية لمحاربة هذه الظاهرة، وقد نصت المادة (18) لسنة 2015، يعاقب بالأشغال الشاقة المؤقتة لمدة لا تقل عن عشر سنوات وبغرامة لا تقل عن عشرة آلاف دينار أردني ولا تزيد على عشرين ألف دينار أردني أو ما يعادلها بالعملة المتداولة قانوناً، كل من ارتكب أي فعل من الأفعال التالية بقصد الاتجار".

إسرائيل تعتبر أحد رواد أبحاث الماريجوانا الطبية في العالم

عدم تجريم متعاطي الماريجوانا
وزير الأمن الداخلي العام، جلعاد أردان، الذي قاد هذا الاقتراح، قال إنّ "موافقة الحكومة على المقترح، تعتبر خطوة إضافية نحو تنفيذ سياسة جديدة فيما يتعلق باستخدام الماريجوانا، وسيتم تداول مقترحات حول هذه السياسة مستقبلاً"، بحسب صحيفة "هآرتس" العبرية.

اقرأ أيضاً: غسيل الأموال والمخدرات مصادر تمويل حزب الله في فنزويلا
ونقلت الصحيفة عن النائب، تمار زاندبيرج (عن حزب ميرتس اليساري)، وهي رئيسة اللجنة الخاصة بالمخدرات وتعاطي الكحول في الكنيست، قولها: "هذه الخطوة مهمة للتأكيد على أنّ نحو مليون إسرائيلي يستخدمون الماريجوانا، ليسوا مجرمين". وأشارت الصحيفة إلى أنّ الغرامة على مدخن "الماريجوانا " في الأماكن العامة قد تصل إلى (271 دولاراً أمريكياً).
من جانبها، لفتت صحيفة "يديعوت أحرنوت" إلى أن "إسرائيل تعتبر أحد رواد أبحاث الماريجوانا الطبية في العالم، رغم أنّ سوقها المحلية صغيرة، موضحة أنّ "23 ألف شخص في إسرائيل يملكون تصاريح من وزارة الصحة بشراء الماريجوانا الطبية من 9 موردين مرخصين".

 

الصفحة الرئيسية