ورشة للكتابة للطفل في تونس بدعم إماراتي لتبني المواهب الواعدة

تونس

ورشة للكتابة للطفل في تونس بدعم إماراتي لتبني المواهب الواعدة


24/10/2018

اختتمت ورشة الكتابة للطفل أعمالها مؤخراً العاصمة تونس بمشاركة أحد عشر متدرباً ومتدربة تابعوا الورشة التكوينية التي أشرفت عليها الكاتبة التونسية الدكتورة وفاء المزغني على مدى خمسة أشهر بمعدل يومين في الشهر.

وتندرج الورشة ضمن برنامج دبي الدولي للكتابة الذي أطلقته مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة في العام 2013، التي تسعى لتعميم هذه التجربة في أكثر من بلد عربي بعد النجاح الذي حققته في دولة الإمارات العربية المتحدة.

الكتابة للطفل.. مجال مهمل

وركزت الورشة على خصوصيات الكتابة للطفل وعناصر بناء قصة للأطفال، وأبرز المواضيع التي يمكن التطرق إليها وتوجيهها إلى هذه المرحلة الحساسة من العمر، خصوصاً أنّ هذا اللون من الكتابة لا يلقى ما تلقاه الكتابة للكبار من عناية واهتمام، على صعوبته وحاجته إلى التطوير والدراسة.

اقرأ أيضاً: حقوق الطفل في تونس.. وسائل التواصل تفجر المسكوت عنه!

وقال المدير التنفيذي لمؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة جمال بن حويرب، في تصريح سابق لصحيفة "البيان" الإماراتية، إنّ الهدف من الورشة هو "دعم وتبني المواهب العربية الشابة الواعدة، خارج نطاق دولة الإمارات، وتحديداً في مجال الكتابة للطفل وترسيخ دور المؤسسة في توفير الفرص لقطاع الشباب للإسهام في عمليات صناعة ونشر المعرفة".

الكاتبة التونسية الدكتورة وفاء المزغني

وأضاف أنّ الورشة ستهتم بـ"جيل من الكتّاب الشباب العرب المبدعين، وستعمل المؤسسة بعد استكمال البرنامج على طباعة ونشر نتاجهم الإبداعي بمجال كتب الأطفال، بالتعاون مع أهم دور النشر العربية، وقنديل للطباعة والنشر التابعة للمؤسسة".

أدب الطفل العربي من المحلية إلى العالمية

من جهتها، قالت المدربة الدكتورة وفاء المزغني، إنّ من أبرز أهداف الورشة "تنمية المواهب الشابة في حقل الكتابة للطفل، ودعم المؤلفين والوصول بهم إلى العالمية، بتدريب الموهوبين المشاركين في البرنامج على أدب الطفل، وتحفيز طاقة الإبداع لديهم، ومساعدتهم على إنجاز مشاريعهم الإبداعية في مجال أدب الطفل".

مايزال مجال الكتابة للطفل في تونس بحاجة إلى مراقبة وتنظيم واهتمام وإلى رؤية مستقبلية ترتقي به

وأكدت الدكتورة المزغني، في تصريح لـ"حفريات" أنّ "تفاعل المشاركين كان إيجابياً"، معتمدة على جملة من المؤشرات منها "الحضور الملتزم والتفاعل في النقاشات، والالتزام بالأنشطة والتمارين الي أنجزناها في الورشة". ولم يقتصر التفاعل على أيام الورشة فقط، بل تجاوزه إلى منصات التواصل الاجتماعي التي كانت مهداً دائماً للتفاعل وتبادل الخبرات.

وأضافت الدكتورة المزغني أنّ المشاركين قد عبروا "عن سعادتهم بالورشة لما وفرته لهم من تعرف على تقنيات تساعدهم على الكتابة للطفل، بالإضافة إلى الاحتكاك بتجارب أخرى وتكوين نواة من الكتاب في هذا الاختصاص، كما كان التفاعل أيضاً بقراءة تجارب القصاصين وتقديم المقترحات والنقد استناداً إلى معايير موضوعية والاستفادة من تجارب البعض".

نصوص جيدة

ومنذ البدء كان مقرراً للورشة أن ينتج المشاركون فيها نصوصاً تعهدت مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم بنشرها بالتعاون مع دار "قنديل" للنشر، وقدم كل مترشح تصوراً أولياً لقصة للأطفال تم الاشتغال عليها خلال أيام الورشة لتدقيقها ونقدها والاشتغال عليها، وفق ما يتطلبه جنس أدب الطفل من شروط. وهذا ما بلغته الورشة في يوميها الختاميين، إذ أفرزت 11 نصاً قصصيا للأطفال ترى الدكتورة المزغني أنها "في أغلبها جيدة".

المشاركون في ورشة الكتابة للطفل في تونس

وتوضح الدكتورة المزغني أنّ "النصوص التي انتهينا إليها ترتقي في أغلبها إلى المستوى المطلوب، وتستجيب في أغلبها إلى المعايير التي ذكرناها سابقاً، ولكن مع هذا فإنها تحتاج إلى مزيد الاشتغال، وستكون جاهزة نهاية الشهر الجاري كي ترسل إلى الرسامين وإلى دار النشر: مؤسسة قنديل التي تمثل الجناح التجاري لمؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة التي ستكفل بطباعة المخطوطات وإصدارها".

تهدف الورشة لتنمية المواهب الشابة في حقل الكتابة للطفل ودعم المؤلفين والوصول بهم إلى العالمية

وأعربت الدكتورة المزغني عن ارتياحها لما بلغته الورشة من أهداف، فقد "حققت الورشة أهدافها: لدينا وجوه شابة لم تخض تجربة الكتابة للأطفال سابقاً وبدأت الآن تهتم به، وتمكنا بذلك من خلق لبنة أولى من الكتاب الذي قد تكون لهم مشاريع إبداعية مستقبلية في هذا المجال"، وهو الهدف الأهم بالنسبة إلى الورشة.

قطاع مهمّش

وفي تونس مايزال مجال الكتابة للطفل في حاجة إلى مراقبة وتنظيم واهتمام، رغم جائزة مصطفى عزوز لأدب الطفل التي تعد واحدة من الجوائز الوطنية المحترمة. ولعل ورشة دبي لأدب الطفل ستساهم في لفت الانتباه إلى هذا اللون من ألوان الكتابة وخصوصياته، وحاجته إلى التطوير، وستسمح لأصوات تونسية بالمنافسة على جوائز أدية عربية تولي هذا الجنس الأدبي الصعب مكانته وقيمته، وهو ما لاحظه الكاتب عماد الجلاصي؛ أحد المشاركين في الورشة؛ إذ قال لـ "حفريات" إن الورشة "مثلت فرصة مهمة لتأسيس قاعدة لأدب الطفل في تونس، وهو قطاع مهمش يعانيمن الفردانية وغياب إطار يجمع بين كتاب هذا الأدب. وتعد خاصة فرصة جمعت بين مهتمين به بين مغرم مستجد ومتمرس خبير، فكان التفاعل طيباً".

اقرأ أيضاً: أنصار الأدب الإسلامي يقيدون الإبداع بأحكام أخلاقية تلجم الخيال

وأضاف الجلاصي أنّ "إسناد تدريب هذه المجموعة إلى أكاديمية مقتدرة متخصصة أعطى البرنامج عمقاً وثراء. لقد كانت الورشة عملاً دؤوباً يجمع بين الاطلاع والتدريب، ويهدف إلى إنتاج أعمال فردية صارت هي محور اللقاءات الأخيرة فبدت ثمرة هذا المجهود. لقد كانت ورشة استثنائية عرفت تضحيات المشاركين خاصة من الذين تنقلوا من مسافات بعيدة وفي ظروف طبيعية قاسية أحياناً حراً وقراً".

الجلاصي: مكنتنا الورشة من الاطلاع على نماذج متميزة من أدب الطفل العربي

انفتاح على تجارب عربية

ويرى مثقفون ومتابعون أنّ أدب الطفل في تونس والعالم والعربي يحتاج إلى رؤية مستقبلية ترتقي به ليواكب طفل القرن الحادي والعشرين الذي تتناهشه المستجدات التكنولوجية والتقنية ووسائل الإعلام من كل جانب، مما يجعل الرهان على لفت انتباهه إلى الكتاب وتوطيد علاقته به أمراً أصعب من ذي قبل، خصوصاً أنّ المنافسين كثيرون. ومن شأن ورشات أدب الطفل ترسيخ هذا الجنس الأدبي لدى الكتاب وتوسيع معرفتهم به تقنياً ومعرفياً، وهو ما يؤكده الجلاصي الذي رأى في ورشة أدب الطفل في تونس "مشروعاً متداخل الأطراف لا إنتاجاً فردياً منعزلاً. وهذا درس للمبدع العربي الذي قد تصوره نرجسيته بأنه فريد عصره، فيتعالى عن الأخذ بملاحظات غيره".

اقرأ أيضاً: هل تونس أمام ثورة ثقافية وتشريعية؟

يضيف الجلاصي أن "الورشة مكنتنا من الاطلاع على نماذج عربية متميزة من أدب الطفل العربي المتوجة والتي لا تصل إلى تونس، وهذا يسهم في تطوير أعمالنا المحلية وتمكينها من المنافسة والتطلع إلى التتويج".


آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية