"زايد والمبشر كيندي": حنكة الأب المؤسس في إنقاذ الإنسان

"زايد والمبشر كيندي": حنكة الأب المؤسس في إنقاذ الإنسان


03/06/2018

اختار الروائي والمخرج السينمائي منصور اليبهوني الظاهري العودة إلى زمن الأجداد، وغاص في الماضي حتى استخرج منه لآلئ الزمن الجميل، بكل أفراحه وأتراحه، فأصدر رواية بمناسبة عام زايد، واحتفاءً بيوم زايد للعمل الإنساني سمّاها "زايد والمبشّر كيندي" تحمل أبعاداً إنسانية مهمة في توفير الحياة الكريمة من خلال العناية الصحية التي عمل مؤسس دولة الإمارات المغفور له الشيخ زايد آل نهيان، لأجل توفرها، وأولاها جل اهتمامه.

تكشف الرواية جوانب العناية الصحية التي عمل على توفيرها مؤسس الإمارات الشيخ زايد آل نهيان

تناولت الرواية، الصادرة عن دار "نبطي" في الإمارات، والمكوّنة من 128 صفحة بالقطع المتوسط، قصة الطبيب كيندي وزوجته مريان، اللذين استقدمهما الشيخ زايد، إلى مدينة العين من أجل إنشاء أول مشفى طبي لإنقاذ أهل مدينة العين من الأمراض الفتاكة التي كانت تقضي عليهم، خاصة النساء اللاتي كن يفقدن حياتهن أثناء الولادة نتيجة الاعتماد على "المولّدة" (سيدة متخصصة في توليد النساء) بالطرق البدائية القائمة على الخبرة لا أكثر. وبالتالي كانت الأمهات يفقدن حياتهن أثناء الولادة، وإن نجين كن يفقدن صغارهن وهم في المهد قبل أن يتنفسوا نسمات الحياة.

غلاف الرواية

السرد الرشيق

وقد اعتمد الروائي منصور الظاهري في أسلوبه على السرد الرشيق الذي يحلق بالقارئ في سماء مدينة العين بأجوائها المنعشة وطبيعتها الساحرة، في مشاهد تقترب كثيراً من الواقع، كما اعتمد في أسلوبه على اللغة الرصينة والوصف المستفيض والغوص في أعماق الشخصيات، وتطورها وفقاً للأحداث بشكل منطقي وسلس.

رصدت الرواية واقع الحياة في مدينة العين من خلال الأحداث والمفاجآت التي باحت بكل أسرارها كشهادة للتاريخ

وألقى الظاهري، بحسب تقارير إخبارية، الضوء على دور الشيخ زايد، في جلب هؤلاء الأطباء والممرضات، ليشهد العين إنشاء أول مشفى في المنطقة بأسرها، مع ذكر قصة هذا المشفى منذ بدايته، وكيف كان يقصده الناس من كل مكان، من دبي والشارقة وحتى سلطنة عمان، ليسهم المشفى في إنقاذ المرضى وحمايتهم من الجهل الذي كان يسيطر عليهم، والركض خلف الوصفات الشعبية والأعشاب التي لا تجدي.

خلطة روائية اجتماعية تاريخية

نجح الظاهري في إبداع خلطة روائية اجتماعية تاريخية، لا تخلو من عناصر الدهشة التي تجذب القراء، وتضعهم على مائدة الوالد زايد بحكمته ورؤيته الثاقبة، وحنكته وبُعد نظره، في إنقاذ الإنسان من الجهل والمرض، والاستثمار في مستقبله بالعلم والحياة الصحية السليمة.

أما أحداث الرواية، فقد اعتمدت على التشويق والإبحار في تلك الحقبة الزمنية التي تعود إلى أوائل القرن الماضي، منذ ولادة سلطان بطل الرواية، مروراً بحكم الوالد زايد لمدينة العين، قبل قيام الاتحاد، حيث رصدت الرواية واقع الحياة في هذه الفترة الزمنية من خلال الأحداث والمفاجآت التي تدهش القارئ، والتي باحت بكل أسرارها كشهادة للتاريخ.



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية