أصوات من باريس تطالب باجتثاث السرطان الحوثي من اليمن

اليمن والإرهاب

أصوات من باريس تطالب باجتثاث السرطان الحوثي من اليمن


29/03/2018

بعد مماطلاتٍ أهمل العالم من خلالها صرخات الألم التي تصدر عن اليمن وشعبه، تعود الأزمة اليمنية إلى الواجهة العالمية مجدداً، وذلك في أعقاب ندوة موسعة عقدت أول من أمس في العاصمة الفرنسية باريس تحت عنوان "مكافحة الإرهاب والإرهابيين في اليمن".

وشهدت الندوة، التي استضافها منتدى باريس للسلام والتنمية، مشاركة عربية تصدرتها دولة الإمارات العربية المتحدةِ، ومشاركة دولية برز فيها كل من الجهادي السابق "ديفيد فالات" والخبير الأممي "الطاهر بوميدرا"؛ حيث كثف المشاركون الحديث حول إرهاب ميليشيات الحوثي، وإرهاب الدول الداعمة لها مثل إيران، دون أن تهمل خطر التنظيمات الإرهابية الأخرى كداعش والقاعدة.

محاور من أجل اجتثاث الإرهاب

"الشعارات الحوثية المحملة بالموت والفتاوى المضللِة المرتبطة بالنظام الإيراني" شكلت، وفق تقرير نشره موقع بوابة العين الإخباري، محوراً رئيساً للنقاش أثناء الندوة التي ركزت أيضاً؛ على سبل محاربة التشدد والتطرف والإرهاب في اليمن والدول المحيطة، واستنهاض الجهود العربية والعالمية في هذا السبيل.

وتحت إعلان الندوة أنّ "ميليشيا الحوثي وفرت بدعم من نظام الملالي الإيراني حاضنة وبيئة مناسبة لتنظيمي داعش والقاعدة الإرهابيين في اليمن"، قال نائب رئيس أكاديمية ربدان بالإمارات العربية المتحدة الدكتور فيصل العيان إنّ "الجميع على يقين من عدم صمود جماعات الحوثي لولا الدعم الإيراني".

وأكد العيان، على أهمية ما فعلته دول التحالف العربي في اليمن، من خلال الدور الرئيسي للإمارات والسعودية الشقيقتين في التصدي للقوى الخارجية التي حاولت إسقاط الشرعية في اليمن، مبيناً أنّ "إستراتيجيات الإمارات في اليمن طويلة الأمد، وذلك لتحقيق التطوير والاستقرار السياسي والاقتصادي والأمان".

وأشار العيان إلى الدعم المادي والاقتصادي والإنساني، الذي قدمته الإمارات لليمن، إضافةً إلى الدعم العسكري من خلال عملياتٍ ضد الإرهابيين في شبوة وحضرموت ومناطق أخرى، معظمها فعالٌ وقائم حتى اليوم. داعياً إلى دعمٍ دوليٍ منظم وقرارات سريعة من أجل وقف العدوان الحوثي في اليمن.

أشاع الحوثي التدمير والقتل في اليمن باسم الانتقام والمَظلمة التاريخية الكربلائية، التي قام نظام الملالي بتوريثها لكل أتباعه

وخلص العيان إلى أنّ "دول التحالف تعلم تماماً حجم الخطر الكبير على اليمن من داعش والقاعدة وكل الجماعات المتطرفة، لهذا لا تستكين حتى تضمن يمناً موحداً محرراً من كل هذه التنظيمات التي لا همّ لها سوى أن تكون اليمن مركز انطلاقها لتخريب المنطقة والعالم". كما تحدث عن خطر تنظيم داعش الإرهابي ومناطقه الجغرافية ومصادر تمويله، منبّهاً إلى أنه خطرٌ ما يزال يتهدد اليمن والعالم.

وكشفت الندوة، خلال وقائعها، أنّ الإرهاب الحوثي وغيره في اليمن، ليس وليد الأمس، بحسب ما رآه سفير اليمن في فرنسا الدكتور رياض ياسين؛ حيث قال "الإرهاب ليس من اليوم ولكن منذ سنوات، حينما تم احتضان الإرهابيين الذين جاؤوا من أفغانستان ودول أخرى، ثم انتقلنا إلى مرحلة ما يسمى بالإرهاب الجمعي لمليشيات الحوثيين".

وحضر في الندوة، الخبير والعضو في الأمم المتحدة الدكتور طاهر بوميدرا، الذي شدد بدوره على ضرورة "عدم نسيان إرهاب الدولة الذي يوفر حاضنة للميليشيات الإرهابية، منوهاً إلى الدستور الإيراني كمثال؛ حيث يؤسس هذا الدستور للإرهاب بجعله فكرة نشر الثورة الإيرانية من خلال التدخل في الخارج جزءاً من الدولة في إيران".

وكان الجهادي السابق، ديفيد فالات، قال خلال الندوة "إن الإرهابي كالمريض بمرض مزمن لا شفاء منه، لذا يتصرف من خلال أفكاره المغلوطة المضللة كشخص يعرف أنه سيموت في نهاية المطاف، لهذا لا يبالي بأي مشاعر إنسانية".

من جهته، تحدث عضو المجلس الانتقالي الجنوبي باليمن أحمد بن فريد، عن امتلاك ميليشيا الحوثي الإرهابية تكنولوجيا وقدراتٍ إرهابية "حاولت استثمارها في تدريب الجماعات الإسلاموية الإرهابية بمنطقة شبوة اليمنية كما استثمرتها في خطف مدنيين يمنيين وأجانب".

فيصل العيان: الجميع على يقين من عدم صمود جماعات الحوثي لولا الدعم الإيراني

الإرهاب ضد مستقبل اليمن

ويمكن تناول ما أشار إليه رئيس منتدى باريس للسلام والتنمية جمال العواضي خلال الندوة بقوله إنّ "الحوثيين يقتلون كل من يختلف معهم" ووضعه في إطار الحدث الأخير الذي تكرر سابقاً، ويتمثل في إطلاق الصواريخ الباليستية على المملكة العربية السعودية من جهة، وقتل الاختلاف والتعددية في اليمن.

اقرأ أيضاً الرسائل الإيرانية في الصواريخ الحوثية على السعودية

عمليات القتل والاختطاف والتدمير للبنى التحتية والخدماتية، إضافةً إلى إيقاف أجيالٍ من اليمنيين عن التقدم في حياتهم بأمان، ووضع كثيرين منهم قتلى في القبور، غير أولئك الجرحى الذين وصل الأمر بميليشيات الحوثي الاستيلاء على أدويتهم ومساعداتهم أو استخدامهم كدروعٍ بشرية، لم تمنع النظام الإيراني من نشر أوامره ودعمه العسكري بضرب دولةٍ عربية، تشكل في النهاية بعداً إستراتيجياً وجغرافياً حامياً لليمن، لمجرد أن لها دوراً فعالاً في محاولات وقف السرطان الحوثي الإيراني من التمدد في اليمن.

أما قتل الاختلاف والتعددية، فيفتح النقاش حول الإرهاب الحوثي في اليمن، من خلال قراءة تاريخ التطرف الحوثي، الذي ارتبط منذ العام 1979 بالثورة الإيرانية، وتأجج العام 2004 تحديداً (عام مقتل قائدهم حسين الحوثي) بحالةٍ تقوم على إشاعة العنف والتدمير والقتل في اليمن، باسم الانتقام والمَظلمة التاريخية الكربلائية، التي قام نظام الملالي بتوريثها لكل أتباعه.

إستراتيجيات الإمارات في اليمن طويلة الأمد، وذلك لتحقيق التطوير والاستقرار السياسي والاقتصادي ونشر الأمان

وتجيء الأحداث في اليمن ومحيطها العربي، لتلقي الضوء على الجرائم التي يتم ارتكابها، من أجل صنع مذبحةٍ كبيرة لا تتوقف، ولا يبدو الهدف منها حسم مسائل عديدة، حتى تلك المتعلقة بالسلطة، بقدر ما تتعلق بتجريف اليمن وتحطيمه. من خلال شعاراتٍ لا يمكن تحقيقها من هناك، مثل تحرير فلسطين، والانتقام من أمريكا، ومن قتلة الحسين!

وهي شعاراتٌ لا تستهوي دولةً مثلما تستهوي إيران، التي هي المصدر الأصلي لها، وصنعتها من أجل التحشيد والسيطرة على المنطقة بإظهار نفسها كقوةٍ دولية عمياء، تعتاش قواها على نشر أمراض البشرية من تطرف وقتلٍ وعنف.

 

 


آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية