محال تجارية تشوه اللغة العربية

محال تجارية تشوه اللغة العربية


20/12/2017

تغنّى بها الأدباء والشعراء، وخصّها الله بالتكريم، فكانت النبع العذب للعطشى، والمرتع الخصب للمسافر، فتحت جناحها انضوت الأمم، والأنساب، والأعراق، من شتى البقاع والأصقاع، هذه لغة الضاد التي تواجه، في وقتنا الحالي، أكبر تحدّ تفرضه عليها تقنيات التواصل الاجتماعي، واللهجات المحلية، وبعض "التقليعات" الشبابية؛ كلهجة "الأرابيزي" التي تعتمد على دمج كلمات من اللغة الإنجليزية بالكلمات العربية، لتنتج عبارات مفهومة لدى مستخدمي تلك اللغة، الدارجة بين الشباب في كثير من الدول العربية.

هل نجحت تقنيات التواصل الاجتماعي بمسخ لغة الضاد؟

في جولة سريعة على أسماء المحال التجارية، في وسط العاصمة المصرية القاهرة، نجد صورة مختصرة عن الحال الذي وصل إليه الاستخدام العام للغة العربية في تلك المدينة.

ولا يقتصر الأمر على وسط القاهرة وحدها؛ بل يمتد أيضاً إلى ضواحيها وأحيائها البعيدة، ففي حي المهندسين غرب القاهرة، وهو أحد الأحياء الراقية، نادراً ما تصادف محلاً تجارياً يحمل اسماً عربياً، حسبما ورد في صحيفة "العرب".

أصحاب المحال التجارية في مصر يختارون الأسماء العصرية والغربية بدل استخدام اللغة العربية لتسمية محلاتهم

هناك من يرى أن سبب تزايد الاعتماد على الحروف اللاتينية في الشارع المصري، هو المواقع الاجتماعية؛ إذ يحبّذ الكثيرون استخدام اللغة الإنكليزية في التواصل على هذه المواقع. حتى أن هناك ظاهرة جديدة بدأت مع انتشار هذه المواقع، وهي ظاهرة الـ "فرانكو آراب"؛ وهي لغة هجينة تتم فيها كتابة الكلمات العربية بحروف لاتينية، وكلها طبعاً عوامل مؤثرة في الثقافة العامة للشارع المصري، رغم أنّ أول قانون لحماية اللغة العربية صدر في مصر عام 1942، وكان يتضمن عقوبات وغرامات على أصحاب المحال التجارية، الذين يستخدمون الحروف اللاتينية في كتابة أسماء محالهم، وقد أعقبت هذا القانون عدة قوانين أخرى، لكنّها لم تفعّل.

تجار في عمّان يختارون كلمات عامية وعبارات دارجة باللهجة العامية تثير السخرية والفكاهة لتسمية محالهم

وبعيداً عن القوانين، تظهر، بين الحين والآخر، عدد من المبادرات الهادفة لحماية اللغة العربية، وتوجيه المواطنين لكتابة لغتهم بشكل صحيح.

أما في العاصمة الأردنية عمّان؛ فقد استخدم التجار، إلى جانب الكلمات الإنجليزية، عبارات محلية، وكلمات عامية، في تسمية محالهم التجارية، معتمدين مبدأ الفكاهة والسخرية في الترويج لمحالهم، بعيداً عن اللغة العربية الفصيحة.


في المقابل، طالبت أحزاب مغربية، قائد الائتلاف الحكومي، باعتماد اللغة العربية في الحياة العامة، والإدارة والتجارة الداخلية، وجميع الخدمات العامة في المملكة.

أحزاب مغربية، تطالب باعتماد اللغة العربية في الحياة العامة والإدارة والتجارة الداخلية

وجاء ذلك في مشروع قانون تقدّمت به الكتلة النيابية للحزب إلى مجلس النواب المغربي، أمس الثلاثاء، لـ "حماية وتطوير تنمية استعمال اللغة العربية"، وفق ما أوردته وكالة "الأناضول".

وينص المشروع على أن تعمل الدولة على حماية اللغة العربية وتطويرها، وتتجلى هذه المهمة في الحفاظ على سلامة اللغة العربية، كتابة ونطقاً، وصيانتها من كل التأثيرات الأجنبية.

كما ينصّ على أن: "تنخرط الدولة في كل الاتفاقيات والمؤسسات الدولية المعنية بحماية اللغة العربية وتطويرها، وتساهم فيها مساهمة فعالة وإيجابية، وأن تضع الدولة برامج ومخططات لحماية اللغة العربية، والرفع من مستواها، وتعميم استعمالها".


وفي التعليم أيضاً، دعا المشروع إلى ضرورة أن تكون اللغة العربية مادة أساسية في جميع مراحل التعليم، وفي جميع المؤسسات التعليمية الحكومية والخاصة، وأن تكون لغة الامتحانات، والمباريات، والأطروحات الجامعية، والمذكرات، باستثناء الحالات التي يفرض فيها القانون تدريس لغة أخرى أو التدريس بها.


 


آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية