وفاة المخرج السوري علاء الدين كوكش.. تعرف إلى عراب دراما البئية الشامية

وفاة المخرج السوري علاء الدين كوكش.. تعرف إلى عراب دراما البئية الشامية


08/12/2020

أعلن في العاصمة السورية، دمشق، الإثنين عن وفاة المخرج السوري، علاء الدين كوكش، عن عمر ناهز 78 عاماً، حيث شيع جثمانه أمس بحي المزة الدمشقي.

يعتبر “كوكش” عراب مسلسلات البيئة الشامية في الدراما السورية، وفيما يلي يعرض "مرصد مينا" بعضاً من تفاصيل حياته وأهم محطاتها، خاصة الفترة الأخيرة، التي شهدت اعتقال ابنته الفنانة، سمر كوكش، بعد اندلاع الثورة السورية.

النشأة والعائلة

ولد المخرج “كوكش” في حي القيمرية الدمشقي العريق، عام 1942، لعائلة دمشقية، وعلى اعتبار أن مسقط رأسه يعد من أقدم أحياء دمشق، فقد تأثر أسلوب عمله بتلك البيئة، لا سيما من ناحية التركيز على التفاصيل داخل البيت الدمشقي خلال الأعمال الفنية وجوانب الحياة في العاصمة.

مطلع الستينيات درس في قسم الدراسات الاجتماعية والفلسفية بجامعة “دمشق”، قبل أن يتم إيفاده إلى ألمانيا عام 1966 لخوض دورة في مجال الإخراج.

بدأ مسيرته مع الإخراج في سن مبكرة، “25” عاماً، حيث أخرج عام 1967 أول أعماله، والذي حمل عنوان “من أرشيف أبو رشدي”، وهو العمل الذي شكل انطلاقة حقيقية “لكوكش”، في المجال الفني.

جمع  “علاء الدين كوكش” بين حياته الخاصة وعمله، حيث أسس عائلة فنية كانت مكونة من زوجته، الفنانة السورية الراحلة، “ملك سكر”، والتي أنجبت منه، ابنته “سمر”، التي دخلت أيضاً عالم التمثيل، قبل اعتزالها، بالإضافة إلى شقيقه “رشاد كوكش”، الذي درس التمثيل والإخراج، وشقيقه “أسامة” الذي اتجه نحو العمل التقني كمهندس إضاءة في التلفزيون السوري.

وكتعبيرٍ عن تأثر أعماله بنشأته وخلطه بين الحياة الخاصة والنشأة والفن وتأثيرهم ببعضم، يقول “كوكش” في لقاءٍ سابقٍ معه: “البيت العربي يجعل الطبيعة داخل المنزل، لا خارجه، وأن هذا الأمر يترك أثراً اجتماعيا مختلفا عند من يولد ويكبر في ذلك المكان”.

الأعمال والجوائز

على الرغم من أن طفولته ونشأته كانت طبيعية جداً، ولم تشهد أحداثاً اسثنائية، إلا أن حياته الفنية كانت مختلفة تماماً، حيث كانت زاخمة بالأعمال والجوائز الفنية، خاصةً وأنه يعتبر من الناحية الدرامية، أول من تطرق إخراجياً لأعمال البيئة الشامية، ما جعله عراباً لها، وفاتح الباب أمامها إلى الوصول للشاشة الصغيرة.

كما يصنف “كوكش” بحسب عدد كبير من النقاد والمخرجين، كأحد مؤسسي الدراما السورية عموماً من خلال أعماله، حيث  أخرج مسلسلات عديدة حظيت بشهرة واسعة في سوريا، في مقدمتها مسلسل “أسعد الوراق” الشهير جداً، بطولة “منى واصف” والفنان الراحل، “هاني الروماني”، إلى جانب حارة القصر، ورأس غليص وأولاد بلدي، والهرّاس، والأميرة الخضراء، والذئاب، وهي الاعمال، التي يؤكد العديد من النقاد أنها كانت اللبنة الأولى للأعمال الدرامية السورية، كونها تناولت عدة مجالات وتوزعت بين البية الشامية والأعمال التاريخية والاجتماعية والبدوية.

لم يقتصر عمل المخرج الراحل على التلفزيون والسينما، وإنما كان له نشاط مسرحي وقصصي كبير، خاصة في فترة ثمانينيات القرن الماضي، حث دخل مجال كتابة المسرحية والقصة القصيرة منذ عام 1988، ونشر مسرحياته وقصصه في عدة مجلات وصحف محلية وعربية، كما أصدر مجموعة من مسرحياته المنشورة في كتاب “مسرحيات ضاحكة” وكتاب “إنهم ينتظرون موتك”.

في السياق ذاته، أخرج “كوكش” العديد من الأعمال المسرحية بينها “الفيل يا ملك الزمان” 1969، “حفلة سمر من أجل 5 حزيران”، وكليهما من تأليف “سعد الله ونوس”، ومسرحية “لا تسامحونا” و”الطريق إلى مأرب”.

نهاية مؤلمة سبقها حسرة الفراق القصري

بالرغم من أن خبر وفاة “كوكش” شكل حزنا كبيرا لدى محبيه وأصدقائه، إلا أنه كان نهاية لفترة مؤلمة بالنسبة له، بدأت مع اعتقال قوات النظام السوري، لابنته الفنانة، “سمر كوكش”، على خلفية معارضتها للنظام وانحيازها للثورة السورية، التي اندلعت عام 2011، وهو ما شكل حسرة كبيرة لديه، خاصةً في ظل حجم الانتهاكات والعنف الممارس في سجون النظام.

فصول المأساة، التي ختم بها “كوكش” حياته، لم تقف عند حد اعتقال ابنته، حيث تكشف المعلومات المتوفرة، أنه قضى آخر سنوات حياته في دار السعادة للمسنين، والتي دخلها عام 2014، بعد اعتقال ابنته الوحيدة “سمر”، والتي خرجت بعد ثلاث سنوات من الاعتقال.

اعتقل نظام الأسد، الفنانة سمر، ابنة المخرج الراحل، أواخر العام 2013، بسبب اعتناقها مبادئ الثورة السورية المطالبة بإسقاط النظام، ثم حكم عليها بالسجن، أوائل العام 2014، لمدة خمس سنوات، ثم أفرج عنها، عام 2017.

عن "مينا مونيتور"

الصفحة الرئيسية