هل ستتوقف الحرب بين إسرائيل وحماس في غزة؟

هل ستتوقف الحرب بين إسرائيل وحماس في غزة؟

هل ستتوقف الحرب بين إسرائيل وحماس في غزة؟


19/10/2023

لعل الحقيقة المؤكدة حول حرب غزة منذ انطلاقها صبيحة 7 تشرين الأول (أكتوبر) الجاري، أنّها حرب تستبطن الكثير من التساؤلات أكثر من كونها تقدّم إجابات؛ لذا فإنّ مقولة إنّ كل ما يظهر من هذه الحرب لا يتجاوز رأس جبل الجليد الغارق في الماء بكل ما فيه من أسرار، تبدو مقولة تحظى بمشروعية، ولها ما يؤيدها من شواهد وأدلة، فهل كانت عملية "طوفان الأقصى" للدفاع عن الأقصى ولفكّ الحصار عن غزة؟ وما دور إيران ومقاربة وحدة المقاومة؟ ولماذا ما يزال الموقف الإيراني محطّ شكوك عميقة؟ وهل من  مؤشرات تؤكد تلك الشكوك؟ وكيف تعامل العرب، حكومات وشعوباً، مع حرب غزة؟ ولماذا هذا الموقف الأمريكي والأوروبي المنحاز لإسرائيل والدعم اللّامحدود لها عسكرياً وسياسياً وأمنياً؟ وما حقيقة مواقف روسيا والصين، في ظل نزاعات بين الصين وأمريكا وأوروبا، وصراعات مع روسيا؟ ورغم أنّه ليس من السهولة بمكان تقديم إجابات حاسمة عن كل تلك التساؤلات، إلّا أنّه يمكن الإشارة إلى المفاتيح والمحطات التالية التي يمكن أن تفكك المشهد الجديد، ليس في حرب غزة فحسب؛ بل تجاه القضية الفلسطينية والإقليم.

حرب تستبطن الكثير من التساؤلات أكثر من كونها تقدّم إجابات

 فعلى صعيد مرجعية الحرب، يتوالى الكثير من الأدلة، وعلى شكل تسريبات، ترجح أنّ حماس أطلقت عملية "طوفان الأقصى" بترتيبات وتنسيق وتخطيط مع إيران، وأنّ (3) من قياديي حماس كانوا على علم بالمخطط، وهم؛ صالح العاروري ويحيى السنوار والمسؤول العسكري لحماس في غزة محمد الضيف"، فيما لا يُعرف مدى اطلاع بقية قيادات (حماس) على المخطط، وقد ساعدت سياقات في الإقليم وبالداخل الإسرائيلي إطلاق العملية وتسويقها في ظل: حصار ظالم على قطاع غزة، وحكومة يمينية متطرفة في إسرائيل تنفذ خططاً للاستيلاء على المسجد الأقصى، وتوسيع الاستيطان وشرعنته، وبوادر تفكك في المجتمع الإسرائيلي على خلفية التعديلات القضائية، وتنامي التطبيع العربي- الإسرائيلي، وتهديدات إيرانية بإفشال هذا التطبيع، وتحريك الشعوب العربية والإسلامية، ومع ذلك مع استمرار الحرب والدور المفترض لإيران ووكلائها فإنّ ترجمات مقولة "وحدة جبهات المقاومة" بقيادة إيران أصبحت موضع شكوك عميقة، في ظل اقتصار هذه الترجمات على "مناوشات" محسوبة بدقة بين حزب الله وإسرائيل، وتأكيدات إيرانية كان أبرزها في الأمم المتحدة من قبل البعثة الإيرانية التي أكدت أنّ إيران لن تشارك بالحرب، إلّا إذا تم الاعتداء على طهران، وأنّ المقاومة قادرة "وحدها" على مواجهة إسرائيل، هذه الشكوك تنسحب على مواقف روسية وأخرى صينية، خاصة بالنسبة إلى روسيا، ومقاربات حماية المدنيين الفلسطينيين، في الوقت الذي تتهم فيه روسيا بممارسات مشابهة للممارسات الإسرائيلية ضد السوريين وفي أوكرانيا، أكدتها صفقات إعادة الأطفال الأوكرانيين الذين تم اختطافهم من أوكرانيا، ورفض القيادة الروسية فتح ممرات آمنة في أوكرانيا، فيما الرئيس الروسي مطلوب للجنائية الدولية بتهمة ارتكاب جرائم حرب، يضاف إلى ذلك أنّ روسيا لم تكن لها المواقف نفسها تجاه الغرب في حروب إبادة سابقة تعرضت لها غزة، قبل اندلاع الحرب مع أوكرانيا والغرب.

تحت عنوان "مكافحة الإرهاب" أخرجت إسرائيل مخططات قديمة متجددة حول التغيير الديموغرافي بتهجير سكان غزة إلى سيناء المصرية، وهو ما تعمل عليه منذ انطلاق الحرب

 

 لا شكّ أنّ الجيش الإسرائيلي أصبح بحالة انكشاف، إثر العملية التي تم تكييفها منذ اللحظات الأولى بوصفها عملية "إرهابية" تشبه عمليات (داعش) ومحارق النازية ضد اليهود، هذا التوصيف كان مدروساً بعناية، ومدعاة لتشكيل تحالف دولي بقيادة أمريكا والدول الأوروبية والإعلان عن تضامن ودعم غير مسبوق لإسرائيل، يحاكي التحالف الدولي الذي تشكل بعد 11 أيلول (سبتمبر) 2001، والذي أسفر عن احتلال أفغانستان والعراق، والقضاء على (القاعدة)، وهو ما يفسر مقولات إسرائيلية وغربية إنّ مدة هذه الحرب ستطول، لا سيّما أنّ المكوّنين؛ السياسي والعسكري في إسرائيل، حددا هدف هذه الحرب بالقضاء على (حماس)؛ سياسياً وعسكرياً.

لاا شكّ أنّ الجيش الإسرائيلي أصبح بحالة انكشاف

 وتحت عنوان "مكافحة الإرهاب" أخرجت إسرائيل مخططات قديمة متجددة حول التغيير الديموغرافي بتهجير سكان غزة إلى سيناء المصرية، وهو ما تعمل عليه منذ انطلاق الحرب، إذ تشير تسريبات إلى أنّ إسرائيل تطمح لتقسم غزة إلى (3) مناطق: الشمالية تحت سيطرة إسرائيل، والوسطى بإشراف أمريكا ودول الناتو، والجنوبية بإشراف مصري بالاشتراك مع قوى أخرى، قد يكون من بينها السلطة الوطنية الفلسطينية، ويبدو أنّ مفردة "التهجير" شكلت سبباً لاستفزاز مواقف مصرية وأخرى أردنية، لأنّ "نجاح" هذا المخطط على الجانب المصري يثير هواجس أردنية عميقة بتكرار تطبيقه بالضفة الغربية، وبالتالي تحقيق أهداف إسرائيل بشطب مشروع الدولة الفلسطينية، وهو ما يفسر التنسيق غير المسبوق بين القيادتين؛ الأردنية والمصرية.

ما يجدر التوقف عنده اليوم فيما إذا كانت غزة مجرد محطة أولى للحرب، ضمن مخطط غربي واسع يستهدف إنهاء تشكيلات تابعة لإيران في الإقليم، وفيما إذا ستواصل إيران الحرب في الأراضي العربية وبالدم العربي

 

بعيداً عن احتمالات التدخل البري الإسرائيلي، وتحول غزة من قضية تحرير واستقلال إلى قضية لجوء، بما في كل ذلك من جوانب ومعطيات إنسانية، فإنّ ما يجدر التوقف عنده اليوم فيما إذا كانت غزة مجرد محطة أولى للحرب، ضمن مخطط غربي واسع يستهدف إنهاء تشكيلات تابعة لإيران في الإقليم، وفيما إذا ستواصل إيران الحرب في الأراضي العربية وبالدم العربي، ما دامت قذائف المدافع والقصف الجوي لن تصل إلى الحدود والمدن الإيرانية.

مواضيع ذات صلة:

عن كثب-إسرائيل ومعضلة النهاية.. لا مؤشرات على خطة لما بعد الحرب في غزة

روسيا تُحذر من تحول الحرب في غزة إلى حرب إقليمية أو عالمية.. ما علاقة إيران وتركيا؟




انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية