هكذا وجه الرئيس الجزائري ضربة جديدة لمخططات أردوغان في ليبيا

هكذا وجه الرئيس الجزائري ضربة جديدة لمخططات أردوغان في ليبيا


05/07/2020

حذّر الرئيس الجزائري، عبد المجيد تبون، من انزلاق الأزمة الليبية إلى منحدر الصومال، في إشارة إلى الاقتتال الأهلي وآثاره الاجتماعية والاقتصادية، لافتاً إلى توافق الرؤية الجزائرية مع فرنسا نحو الأزمة.

وعُدّ موقف الجزائر المعلن أخيراً، بوضوح، من الأزمة الليبية، ضربة جديدة إلى مخططات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في ليبيا؛ حيث سعى أردوغان لتأمين تدخله في الدولة الأفريقية بالحصول على دعم الجارتين الجزائر وتونس.

وباءت محاولة أردوغان في استقطاب الدولتين لدعم الميليشيات المسلحة بالفشل، حيث سبق أن أعلن الرئيس التونسي، قيس سعيد، من فرنسا أنّ حكومة الوفاق ذات شرعية "مؤقتة"، ثمّ ردّد الرئيس الجزائري الحديث ذاته في مقابلة مع قناة "فرانس 24" أمس.

محاولة أردوغان لاستقطاب تونس والجزائر الجارتين لليبيا لدعم الميليشيات باءت بالفشل

وقد زار الرئيس التركي نظيره الجزائري في كانون الثاني (يناير) الماضي، كما زار رئيس حكومة الوفاق فايز السراج، الجزائر الشهر الماضي، في محاولات للتأثير المستمرّ على الموقف الجزائري، غير أنّه جاء أخيراً معلياً أمنه القومي.

ويمثل تمركز الميليشيات المسلحة والمقاتلين المحسوبين على بعض الفصائل السورية خطراً كبيراً على كلٍّ من الجزائر وتونس، وكذلك مصر، حيث تشترك تلك الدول بحدود تمتدّ لمئات الكيلو مترات، ما يجعل خطر المقاتلين عنها غير بعيد.

في غضون ذلك، قال تبون: الأمور في ليبيا قد تنزلق إلى ما يتجاوز النموذج السوري أو ما يحدث في سوريا حالياً، إذا لم يتمّ التوصّل لاتفاق وقف إطلاق النار، ووضع أسس لإعادة بناء الدولة على أسس الشرعية الشعبية، بحسب وكالة الأنباء الألمانية.

وأضاف تبون: الفاعلون أنفسهم، والمناهج المتبعة نفسها في سوريا، موجودة في ليبيا، ومن حسن الحظ أنّ القبائل تحلّت بالحكمة عكس ما يظنه الكثيرون، المرتزقة هم من ارتكبوا الانتهاكات.

وحذّر: لقد طفح الكيل، والقبائل ستبدأ بالدفاع عن نفسها وتسليح نفسها، وحينها لن يكون الحديث عن النموذج السوري بل النموذج الصومالي، ولا يمكن لأحد فعل أي شيء، والبلد يمكن أن يتحوّل إلى ملاذ للإرهابيين، والجميع سيرسل إرهابييه إلى ليبيا حتى يطهّر بلده.

وكان الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي قد أعلن عن استعداد بلاده لتسليح وتدريب القبائل الليبية للدفاع عن وطنها ضدّ الميليشيات والمخططات الطامعة في ثروات ليبيا، كما لوّح بالتدخل العسكري المباشر، إذا ما اجتازت الميليشيات خط "سرت ـ الجفرة".

وتابع الرئيس الجزائري: إنّ بلاده تقف على مسافة واحدة من جميع الفرقاء في ليبيا، مشيراً إلى أنّ رؤية بلاده لحلّ الأزمة الليبية تتوافق مع فرنسا وإيطاليا، وأنّ الكرّ والفرّ بين الجيوش ليس هو الحلّ النهائي.

وتنتهج فرنسا نهجاً تصعيدياً ضدّ التدخل التركي "العدواني" وغير المقبول في ليبيا، بحسب وصفها، وعلّقت المشاركة في إحدى عمليات الناتو لحين توقف تركيا عن إمداد الميليشيات بالأسلحة.

وشدّد تبون على أنّ "الحلّ النهائي يتطلب استشارة الشعب الليبي من خلال تنظيماته كالقبائل مثلاً، وتنظيم الانتخابات لمؤسسات تضمّ كل مكوّنات الشعب الليبي، إذا طلبوا منا، فالجزائر على استعداد لاستضافة الحوار الليبي-الليبي".

الصفحة الرئيسية