هذه الأمور تكشف عنصرية الصينيين ضد الأفارقة

هذه الأمور تكشف عنصرية الصينيين ضد الأفارقة


28/11/2018

تناولت العديد من الصحف الكينية قضية "التفرقة العنصرية"، التي يمارسها العمال الصينيون ضدّ زملائهم الكينيين، العاملين في المرحلة الأولى من إنشاء خطّ سكك حديد  "Madaraka Express"؛ الرابط بين العاصمة نيروبي ومدينة مومباسا الساحلية، الواقعة شرق البلاد.

يرى المحللون، وفق ما نقلت وكالة الأنباء الألمانية؛ أنّ سياسة الهوية الصينية الواحدة، والثقافة الصينية الواحدة التي فرضها الحزب الشيوعي الحاكم على مواطنيه، عامل جوهري في ممارسة الصينيين التفرقة العنصرية ضدّ الأفارقة، لافتين الى أنّ مشاريع واستثمارات الصين في القارة الإفريقية لا ينتج عنها فقط درّ الأموال للجمهورية الشعبية؛ بل أيضاً تأجيج صراع بين الآسيويين والأفارقة، بسبب ممارسة بعض العمال الصينيين التفرقة العنصرية ضد نظرائهم من الأفارقة.

سياسة الهوية والثقافة الصينية الواحدة، التي فرضها الحزب الحاكم عامل جوهري في ممارسة الصينيين العنصرية

وأرجعت إليزابيث هورليمان، إحدى العاملات الكينيات، السبب في هذا النهج العنصري للصينيين إلى ثقافتهم، قائلة: "إنهم يرفضون أن يضعوا في حسبانهم الاختلافات الثقافية، هم ضيوفنا، لكنّهم متمسكون بشدة بفكرهم، وهو ما يأزم الأمور".

وأضافت "الصينيون ليسوا ضيوفاً فقط، لكنّهم يجنون الأموال أيضاً"، مستطردة "الشعور لدى العديد من الكينينين ليس جيداً، فيراودهم الخوف من أنهم يبيعون أراضيهم للصينيين."

ويقول ستيف تاسانج، المحلل السياسي ومدير معهد الشؤون الصينية في جامعة "SOAS" البريطانية، في حوار له مع :"DW" "الصينيون دائماً ما يعملون دون توقف، وعقولهم هرمية التفكير؛ حيث يقولون "افعل ما يقوله لك الرئيس""، وتابع "الصينيون أنفسهم يعملون في ظروف صعبة في المناجم الإفريقية، أو في قطاع الصناعات الثقيلة في إفريقيا، وهو في حدّ ذاته قد يكون أحد العوامل في إشعال الصراع بين الطرفين".

وذكر أيضاً أنّ التلقين العقائدي السياسي الذي تفرضه الحكومة الصينية على الشعب في الصين، قد يكون له دور في هذا التوجه، قائلاً: "في تلك اللحظة، لم يقم الحزب الصيني الشيوعي الحاكم بنشر مفهوم تعدد الثقافات؛ بل يقوم الحزب بنشر مفهوم هوية صينية واحدة، وثقافة صينية واحدة."

وتعدّ الصين واحدة من أكبر البلدان التي تتميز بأحادية التجانس في العالم؛ حيث تشكل مجموعة الهان العرقية 92% من حجم السكان الحالي، و0.4% من السكان مولدون في الخارج.

ويقول تاسانج: "إذا تمّ تلقينك إجبارياً سياسة الهوية الصينية الواحدة، والحضارة الصينية الواحدة، والثقافة الصينية الواحدة، فهذا يعني أنه يتم توجيهك نحو كراهية الأجانب بشكل جوهري."

ويشير تاسانج إلى أنّ الحكومة الصينية لا تتخذ إجراءات قوية ضدّ عنصرية مواطنيها، قائلاً: "النخبة في الحكومة الصينية ليس لديها حافز قوي يدفعها لتتعامل مع أسلوب مواطنيها، بل يتركون الأمر للحكومات الإفريقية."

وتابع "الإبلاغ عن حالات التفرقة العنصرية التي تتسم بالخزي، قد يدفع السلطات إلى اتخاذ أمر جديّ حيال هذا الشأن، ويدفع الصينيين أنفسهم في كينيا إلى أن يتقبلوا ثقافات الآخر".

 

 



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية