ميليشيات إيران تحيل أرض العراق إلى مقابر جماعية

ميليشيات إيران تحيل أرض العراق إلى مقابر جماعية


23/01/2021

باهرة الشيخلي

أعاد بيان أصدره الأسبوع الماضي شيوخ ووجهاء عشائر الإسحاقي بمحافظة صلاح الدين حول العثور على مقبرة جماعية في ناحية الإسحاقي للمغيّبين والمفقودين من منطقتهم، حديث المقابر الجماعية إلى الواجهة في الشارع العراقي.

وحسب ذلك البيان، فقد تم العثور على المقبرة الجماعية المذكورة في ناحية الإسحاقي الجزيرة، جنوب مدينة تكريت، وعلى وجه التحديد في منطقة “جالي”، وهي تضم العشرات من جثث المغيبين في حقبة تحرير تلك المناطق من احتلال تنظيم داعش الإرهابي سنة 2014.

ويحمل هذا الكلام اتهاما واضحا ومباشرا إلى الميليشيات الموالية لإيران والقوات الحكومية بأنها هي التي نفذت الإعدامات بأبناء تلك المناطق ودفنتهم في مقابر جماعية. وقد حدّد شيوخ ووجهاء عشائر الإسحاقي بمحافظة صلاح الدين، وحسب المعلومات المتوفرة عن الجثث التي عثر عليها في مقبرة جالي، أنها تعود إلى العوائل المغيّبة قسريا من قبل الميليشيات الولائية. واستندوا في ذلك إلى ما قامت به في 25 مايو 2015، عندما داهمت قرية الخاطر واعتقلت العشرات من سكانها، ثم هجّرت ما تبقى من السكان في الثاني من يونيو من السنة نفسها، ولم يظهر أثر لمن اعتقل إلا في المقابر الجماعية.

وفي منطقة الدجيل استوقفت القوات الأمنية الماسكة للأرض التابعة إلى اللواء 17 واعتقلت العديد من أبناء القرية، كما فعلت ميليشيات الحشد الشعبي ذلك أيضا.

الواقع، أن هذه المقبرة ليست الوحيدة التي عثر عليها في العراق، بل هي آخر ما عثر عليه، ففي آخر تقاريرها عن المقابر الجماعية في العراق (6 نوفمبر 2018) وثّقت بعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق ومفوضيّة الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان، اكتشاف 202 مقبرة جماعية تضم رفات الآلاف من الضحايا الذين أعدمهم تنظيم داعش خلال سيطرته على ثلث مساحة العراق سنة 2014.

التقرير الأممي وثق زمن تلك المقابر، ومواقعها، وأعداد من دُفنوا فيها، وهوياتهم. وبين عامي 2014 و2017 غيّب تنظيم داعش كلّ من لا يؤمن بخلافته في الأرض، وكان يقتل الجميع بلا رحمة، وشن “حملة واسعة من العنف، وارتكب، بصفة منظمة، انتهاكات جسيمة للقانون الدولي لحقوق الإنسان والقانون الإنساني الدولي. وهي أعمال قد ترقى إلى مستوى جرائم الحرب، والجرائم ضد الإنسانية وربما أيضا إلى مستوى الإبادة الجماعية”.

في 15 ديسمبر 2019 في محافظة الأنبار، وتحديدا في قرية الفياض التابعة لمدينة الفلوجة، كان أحد المزارعين قد عثر على مقبرة جماعية عندما كان يشق قناة مائية. وقالت السلطات المحلية في الأنبار حينها إنّها ستتحقق من هويات المدفونين فيها من خلال فحص الحمض النووي وتحفّظت على التصريح بأعداد الجثث التي عثر عليها في تلك المقبرة.

خلال الأسبوع نفسه عثر أيضا على مقبرتين جماعيتين إضافيتين، كان موقع إحداهما بالقرب من سيطرة الصقور، حيث المنفذ الرئيس بين بغداد والأنبار، وهي المنطقة التي لم يستطع تنظيم داعش دخولها طيلة وجوده في محافظة الأنبار، وكانت تلك المنطقة خاضعة لسيطرة الجيش والشرطة وميليشيات الحشد الشعبي.

وقريبا من موقع المقبرة الجماعية تلك، التي تضم رفات 643 ضحية تقع ناحية الصقلاوية، وهذه ناحية سيطرت عليها ميليشيات الحشد الشعبي واقتادت 743 مدنيا من أبنائها إلى جهة مجهولة، ولم يُعرف مصيرهم حتى هذه اللحظة، بينما يسود اعتقاد الآن، خصوصا لدى ذوي المفقودين، أنَّ أبناءهم الذين ينتظرونهم منذ أربع سنوات، هم ضمن رفات عثر عليها عمال إنشاءات مصادفة، وما زالت السلطات العراقية تتكتّم على أي تفاصيل تتعلق بتلك المقبرة الجماعية.

عن "العرب" اللندنية



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية