ميزتان للعلاقات بين الإمارات وروسيا.. كيف تجَلتا في لقاء عبد الله بن زايد ولافروف؟

ميزتان للعلاقات بين الإمارات وروسيا.. كيف تجَلتا في لقاء عبد الله بن زايد ولافروف؟


10/03/2021

تتميز العلاقات الإماراتية-الروسية بأنّها إلى جانب أبعادها الأفقية والشعبية التي تنسجها المؤسسات والشركات والاستثمارات والسائحون من كلا البلدين، فإنّها تتميز بقوة العلاقات على المستوى العمودي/ القيادي، فوليّ عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد أنشأ علاقة شخصية طيبة مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. أما الميزة الثانية فهي ما لفت إليه الوزير الإماراتي السابق أنور قرقاش بقوله إنّ "العلاقات مع روسيا يجب أن تكون متنوعة وليست فقط علاقات سياسية".

اقرأ أيضاً: روسيا تعتقل 19 متطرفاً... ما التهم الموجه إليهم؟

ويبدو أنه تمّ تأكيد هذه المعاني بشكل شديد الوضوح في المحادثات التي أجراها أمس في أبوظبي وزير الخارجية والتعاون الدولي الإماراتي الشيخ عبدالله بن زايد، مع نظيره الروسي، سيرجي لافروف.

شريك إستراتيجي

 وزير الخارجية الإماراتي قال إنّ روسيا شريك إستراتيجي لدولة الإمارات العربية المتحدة، واصفاً محادثاتهما بأنّها ودية ومبنية على الثقة المتبادلة. وأضاف الشيخ عبد الله "أنا وسيرجي صديقان حميمان، وكثيراً ما نقارن الملاحظات ليس فقط في السياسة ولكن في كثير من الأمور والقضايا الأخرى"، مؤكداً أنّ العلاقة تجاوزت الحديث الدبلوماسي. واستشهد باتفاقية الشراكة الإستراتيجية بين البلدين كمثال على ذلك؛ حيث أصبحت الإمارات أول دولة في مجلس التعاون الخليجي توقع مثل هذه الاتفاقية مع روسيا.

روسيا شريك إستراتيجي لدولة الإمارات العربية المتحدة

من جانبه، أخبر لافروف نظيره أنّ الوقت قد حان لتعزيز التعاون بين البلدين على المستويات الاقتصادية، والتكنولوجيا الفائقة، والأمن، كما نقلت صحيفة "ذا ناشونال". وقال لافروف، الذي شغل منصب وزير خارجية روسيا منذ عام 2004: "نتقاسم أرضية مشتركة بشأن مجموعة واسعة من القضايا ونقدر شراكتنا الإستراتيجية".

 

وزير الخارجية الإماراتي: عودة سوريا إلى جامعة الدول العربية في مصلحتها ومصلحة البلدان الأخرى في المنطقة

 

وفيما حازت إيران على الكثير من الاهتمام في محادثات البلدين، قال لافروف إنّ روسيا ترحب بالتوجه الأمريكي نحو العودة إلى الاتفاق النووي لعام 2015 مع طهران. وأضاف "هناك أصوات متزايدة تقول إنّ هناك حاجة لمزيد من المناقشة، وإنّ برنامج الصواريخ الإيراني بحاجة إلى التوقف، وإنّ أنشطة إيران الإقليمية بحاجة إلى التوقف". وتابع: إنّ الصفقة الإيرانية تحتاج إلى التعامل معها بشكل منفصل، ولا ينبغي أن ندمج أي عناصر أو مخاوف أخرى مهما كانت خطورتها. نعتقد أنّ على الأطراف معالجة القضية الإيرانية بخطوات متزامنة.

المسألة السورية

ومع مرور 10 أعوام على الحرب في سوريا، قال الشيخ عبد الله إنّه يجب أن تعود سوريا إلى الحظيرة العربية، لكن "على النظام السوري والجامعة العربية بذل المزيد من الجهود". وأضاف، بحسب "ذا ناشونال"، أنّ "العقبة الرئيسية أمام التنسيق مع سوريا تمثلت في قانون قيصر الأمريكي"، وهو أحدث جولة من العقوبات الأمريكية المفروضة على دمشق. وأردف يقول: "من الصعب للغاية التعاون مع سوريا في بعض القضايا بسبب هذا القانون، ليس فقط على مستوى الدولة ولكن بالنسبة للقطاع الخاص أيضاً". وكشف الشيخ عبد الله: "لقد عبرنا عن رأينا بصراحة للولايات المتحدة".

اقرأ أيضاً: احتدام الأزمات في مناطق الإدارة الذاتيّة.. هل ينذر بمواجهة بين واشنطن وروسيا لإعادة ترتيب المنطقة؟

وأضاف أنّ عودة سوريا إلى جامعة الدول العربية في مصلحتها ومصلحة البلدان الأخرى في المنطقة، كما ذكرت وكالة "رويترز" للأنباء.

وخضعت سوريا بالفعل لعقوبات أمريكية وأوروبية جمّدت أصول الدولة ومئات الشركات والأفراد. وتحظر واشنطن بالفعل الصادرات والاستثمار إلى سوريا من قبل الأمريكيين، وكذلك المعاملات التي تنطوي على النفط والمنتجات الهيدروكربونية. والعقوبات الجديدة يمكن أن تجمد أصول أي شخص يتعامل مع سوريا، بغض النظر عن الجنسية، وأن تغطي العديد من القطاعات الأخرى، وهي تستهدف أيضاً أولئك الذين يتعاملون مع كيانات من روسيا وإيران، الداعمين الرئيسيين للأسد. وتلقي السلطات السورية باللوم على العقوبات الغربية في المعاناة الواسعة بين السكان العاديين، حيث انهارت قيمة الليرة السورية، كما تذكر "ذا ناشونال".

عاصمة أساسية

ويبدو أنّ الدبلوماسية الإماراتية تستشرف بهذا الحديث أنّ المنطقة تمر بإعادة ترتيبات إستراتيجية تتطلب تفعيل العمل الدبلوماسي العربي، وأنّه ليس من الحكمة والواقعية السياسية أن تكون إحدى الاستجابات لتلك الترتيبات الغياب العربي عن عاصمة عربية أساسية، وتكرار سيناريو عراق ما بعد صدام حسين.

وقد أسفرت عشر سنوات من الحرب  في سوريا عن مقتل أكثر من 387 ألف شخص واعتقال عشرات الآلاف، ودمار البنى التحتية، واستنزاف الاقتصاد ونزوح وتشريد أكثر من نصف سكان سوريا.

وكانت جامعة الدول العربية علقت عضوية سوريا في تشرين الثاني (نوفمبر) 2011 بينما قامت دول عدة كانت تراهن على سقوط نظام بشار الأسد، بقطع العلاقات الدبلوماسية مع سوريا، بحسب ما أوردت "وكالة الصحافة الفرنسية".

وأعادت الإمارات والبحرين فتح سفارتيهما في العاصمة السورية في كانون الأول (ديسمبر) 2018.

الدبلوماسية الإماراتية تستشرف بحديثها أنّ المنطقة تمر بإعادة ترتيبات إستراتيجية تتطلب تفعيل العمل الدبلوماسي العربي

وقد جاءت الخطوة الإماراتية في ظلّ دعوات إماراتية متكررة منذ سنوات بضرورة تعميق الحضور العربي في سوريا؛ بهدف منع التغولات الإيرانية والتركية في المسألة السورية، والحيلولة دون استفراد طهران وأنقرة في إعادة رسم المستقبل السياسي في سوريا.

وقد أبدى وزير الخارجية الروسي أيضاً رغبة بلاده في أن تستخدم الإمارات لقاحات Sputnik V كجزء من حملتها الوطنية لمكافحة وباء كورونا.  كما تطرق الوزيران إلى التعاون الفضائي الأخير ومهمة الإمارات إلى المريخ والتجارة الثنائية، وناقشا كذلك القضايا الإقليمية، حيث قال لافروف إنّ روسيا تقف على أهبة الاستعداد للعمل مع الإمارات للمساعدة في حل الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي.



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية