مواقع التواصل الاجتماعي: تركيا وإيران تقتل العراقيين عطشاً

مواقع التواصل الاجتماعي: تركيا وإيران تقتل العراقيين عطشاً


05/06/2018

هاجم كثير من النشطاء العراقيين على مواقع التواصل الاجتماعي تركيا وإيران، بسبب استحواذهما على كميات كبيرة من مياه الأنهار، معتبرين أنّ "هناك مخططاً لتعطيشهم"، وفق وصفهم.

العراق كان يشترك مع إيران من خلال 45 رافداً مائياً لم يبق منها اليوم سوى ثلاثة أو أربعة فقط

بدأت آثار ملء سدّ "أليسو" التركي، الذي سيحجب نحو نصف كميات المياه عن نهر دجلة في العراق، تظهر في العاصمة بغداد ومدينة الموصل الشمالية، بانخفاض مناسيب المياه إلى حدٍّ كبير.

إلى ذلك كشف مهدي رشيد، مستشار وزير الموارد المائية، "قيام إيران بتغيير مجرى نهر الكارون بالكامل، وإقامتها لثلاثة سدود كبيرة على نهر الكرخة"، كانا يمثلان مصدرين رئيسين للعراق.

وأشار إلى أنّ العراق كان يشترك مع إيران من خلال 45 رافداً مائياً، لم يبق منها اليوم سوى ثلاثة أو أربعة فقط.

وأضاف: "الأمطار تشكل 30 في المئة من موارد العراق المائية، فيما تشكل مياه الأنهار الممتدة من إيران وتركيا 70 في المئة الباقية".

ودشّن العراقيون كثيراً من الهشتاغات التي تدعو إلى مقاطعة المنتجات التركية والإيرانية، وانتشرت على الشبكات الاجتماعية هاشتاغات على غرار: "#تركيا_تقتل_العراقيين_عطشا" و"#إيران_تقتل_العراقيين_عطشا"، و"#الماء_مقابل_الاستيراد"، و"#دجلة_يحتضر"، و"#دجلة_ينعبر_مشي".

نشطاء يدشنون الكثير من الهاشتاغات لإنقاذ دجلة من الحرب التي أعلنتها تركيا وإيران مطالبين الحكومة العراقية بوقف الاستيراد من البلدين

وأكّد مغردون، أنّ "إيران وتركيا والحكومة يقتلون العراقيين"، فيما نشر عراقيون في مواقع التواصل الاجتماعي هاشتاغات بالإنكليزية: " #SaveTigris (أنقذوا نهر دجلة)"، معتبرين أنّ افتتاح سد "أليسو" التركي، وسدود إيران، وتحويل مسارات 42 نهراً تصبّ في دجلة، يعدّ حرباً معلنة، مطالبين حكومة العراق التي تستورد من الجارتين المسلمتين، بما مجموعه 35 مليار دولار بوقف الاستيراد.

من جانبه، ذكر مقتدى الصدر، زعيم التيار الصدري وكتلة سائرون الفائزة بالانتخابات التشريعية الأخيرة، في تغريدة له: أنّه "على يقين بأنّ قطع الماء والكهرباء على الشعب لن يركعه".

وعلق السفير التركي في العراق، فاتح يلدز، عبر سلسلة من التغريدات في موقع تويتر قائلاً: "أرى شكاوى أصدقائنا العراقيين بخصوص الماء، أقبل رسائلكم جميعاً، شكاويكم ورسائلكم جميعها سأنقلها إلى عاصمتي".

وأضاف: "تركيا لن تخطو خطوة واحدة دون أن تستشير جارتها، وكيف يمكنها أن تقدم المساعدة بشأن ذلك؟ وجاءت خطوتها هذه باستشارة جارتها، ودرست الخطوات المشتركة ما بعد هذه المرحلة كذلك".

ولم تبقَ الصحافة العربية بمنأى عن أزمة المياه، لا سيما في العراقي، بعد أن أثار انخفاض المنسوب المائي لنهر دجلة مخاوف العراقيين.

وتناولت بعض الصحف لقطات من مقاطع فيديو يظهر فيها انخفاض منسوب مياه نهر دجلة في كلّ من مدينتي بغداد والموصل، بشكل غير مسبوق، ولدرجة بات من الممكن معها عبور النهر سيراً على الأقدام.

ووصفت صحف الأزمة بأنّها "ناقوس الخطر"، و"نذير بالجفاف"، في الوقت ذاته، يرى بعض الكتاب أنّه لا بدّ للعراق من "اتخاذ آليات جديدة" لحلّ الأزمة.

وتقول صحيفة "البيان" الإماراتية: إنّ "العراق يدق ناقوس الخطر، بسبب أزمة المياه"، التي وصفتها بأنها "خانقة".

ونقلت الصحيفة، عن وزير الموارد المائية العراقي قوله: "إنّ الحكومة التركية بدأت بملء سدّ "إليسو"؛ الذي أُنشئ على نهر دجلة، وهو ما لوحظ مباشرة على النهر في الجانب العراقي بانخفاضِ منسوب مياهه".

أما صحيفة "المصري اليوم" المصرية، فتشير إلى الاتهامات التي وجهها سياسيون عراقيون لتركيا "بسرقة مياه نهر دجلة".

وتقول: "طالب النائب العراقي، رعد الدهلكي، بتدويل أزمة المياه، محمِّلاً دول الجوار مسؤولية الكارثة الإنسانية التي ستتعرض لها بلاده إثر جفاف النهر وروافده، جراء سد إليسو، الذي أقامته تركيا على النهر، وآخر أنشأته إيران على نهر الزاب".

من جانبها، تقول "المشرق" العراقية: إنّ "أزمة المياه نذير الجفاف، حيث إنّ 70 في المئة من السكان مهددون بالهجرة بسبب شحّ المياه".

ويقول عبد الرزاق عبد الحسين في جريدة "العالم" العراقية: "لم نقف بعد على حافة الهاوية في شأنِ أزمة المياه، لكنّنا لسنا بعيدين عن هذه الحافة، ينبغي الشروع الفوري بآليات جديدة مع أزمة المياه، باتخاذ إجراءات عملية مباشرة، منها تشغيل الدبلوماسية، واعتماد الضغط الدولي".

 وعن منشأ الأزمة، يقول علي شمخي في "الصباح الجديد" العراقية: "شهد ملف المياه والثروة المائية اهتماماً متزايداً، مع بروز الخلافات السياسية بين العراق وسوريا، والعراق ودولتي المنبع لنهري دجلة والفرات وروافدهما إيران وتركيا، خلال السبعينيات والثمانينيات".

ومن جانب آخر، يرى غسان شربل في صحيفة "الشرق الأوسط": أنّ "أزمة المياه من الملفات الصعبة التي تنتظر الحكومة العراقية الجديدة".

ويقول: "مثال على تلك المشكلات المعقدة؛ ما أثير عن تفاقم أزمة المياه بعد بدء تركيا تشغيل سد "إليسو" على نهر دجلة، الذي تحول في بغداد إلى شبه ساقية".

ويضيف: "وفق ما قاله أحمد الجبوري، عضو لجنة العلاقات الخارجية في البرلمان العراقي، فإن ما يجري يعدّ مؤشراً خطراً على حرب مياه مقبلة، الأمر الذي يتطلب من الحكومة العراقية التحرك إقليمياً ودولياً والدخول في مفاوضات جادة مع الأتراك".

ويعبّر حازم الأمين، في "الحياة اللندنية"، عن تشاؤمه من حجم "الكارثة"، قائلاً: "صورة نهر دجلة مخترقاً مدينة الموصل المدمرة، وتوقفه عن الجريان بفعل بدء تركيا تشغيل سد "إليسو"، الذي يحجب أكثر من نصف مياه النهر عن العراق، هي صورة مذهلة في كشفها عن تراكب الكوارث وتعاقبها على ذلك البلد".

ويضيف: "أمريكا غزت المدينة عام 2003، وما يُعرف بتنظيم داعش عبر النهر عام 2014، وقاسم سليماني وقف بدوره عند ضفة دجلة ومارس عبوراً مضاداً عام 2016، واليوم أتى دور أنقرة، فالموصل مخلَّعة الأبواب، كما العراق كله، وما أكثر الزوار غير المحبين، وما أكبر الكارثة وما أسرعها في قيظ هذا الصيف".

يذكر أنّ وكالة الفضاء الأمريكية "ناسا"، حذرت في دراسة جديدة من تناقص المياه العذبة بشكل ملحوظ، في 19 منطقة حارة حول العالم، ولا سيما في العراق وسوريا، وأضافت الوكالة في تقرير لها صدر أخيراً، أنّ تزايد اعتماد البلدين على المياه الجوفية خلال الأعوام الأخيرة، جاء نتيجة اثنين وعشرين سداً، أقامتها تركيا على نهري دجلة والفرات خلال العقود الثلاثة الماضية، الأمر الذي جعل الإقليم من بين أكبر المناطق سخونة في العالم".

 

 



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية