مقبرة تجمع ما فرّقته الحياة!

مقبرة تجمع ما فرّقته الحياة!


30/04/2018

في خضم التطرف والإرهاب والانقسامات، والاختلافات السياسية، هناك مكان يلتقي فيه جميع الناس، على اختلاف انتماءاتهم ودياناتهم وعقائدهم، مكان يحتكم إلى الإنسانية، والمصير الواحد.
في إقليم الحدود الشمالية الغربية في باكستان الحدودية، التي تشهد أعمال عنف وعمليات انتحارية، تقبع مقبرة "منور شاه" في ديرا إسماعيل خان، التي أسِّست قبل 900 عام، على تقليد يقضي بعدم رفض دفن أي شخص فيها؛ حيث يدفن في تلك المقبرة انتحاريو طالبان وضحايا العمليات، كما يدفن، جنباً إلى جنب، المسلمون والهندوس والسيخ، وفق تعاليم وتقاليد كلّ طائفة، وفق فيديو بثته شبكة الـ "بي بي سي".

مقبرة منور شاه في باكستان يدفع فيها ضحايا الإرهاب والانتحاريين ويدفن فيها المسلمون والمسيحون والهندوس والسيخ

الفيديو عرض مقابلات لأهالي مواطنين دفنوا في تلك المقبرة، ولم يبد المسلمون أيّ استياء من دفن ضحايا العمليات الانتحارية، إلى جانب الانتحاريين من جماعة طالبان، أي أنّ الناس يدفنون أبنائهم واخوتهم بجوار الانتحاريين الذي نفّذو العمليات الانتحارية.
ومنذ أعوام طويلة، ما يزال الهندوس والسيخ ممتنين للمسلمين، لعدم اعتراضهم على دفن موتاهم في المقبرة ذاتها.

في مقبرة منور شاه يرقد الضحايا بسلام مع قاتليهم، كما يرقد المسلمون مع الهندوس مع السيخ مع المسيحيين؛ فهل يجمع الموت ما فرّقته الحياة؟


آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية