ما أهمية اختيار الإمارات كمركز إنتاج إقليمي لـ"سينوفارم"؟.. "بلومبيرغ" تجيب

ما أهمية اختيار الإمارات كمركز إنتاج إقليمي لـ"سينوفارم"؟.. "بلومبيرغ" تجيب


29/03/2021

ستصبح الإمارات العربية المتحدة أول دولة تنتج لقاح سينوفارم الصيني في الخارج؛ في صفقة تعمّق نفوذ بكين في منطقة الخليج العربي، التي لطالما كانت معقلًا لقوة الولايات المتحدة، كما يذكر تقرير نشرته وكالة "بلومبيرغ" الأمريكية.

وقالت شركة الخليج للصناعات الدوائية أمس إنّها وقعّت عقداً لبدء تصنيع اللقاح اعتباراً من نيسان (أبريل) 2021، ما يجعل الإمارات أول دولة خليجية تنشئ منشأة لإنتاج لقاح فيروس كورونا، وهي بالتالي تعزز جهودها لتصبح مركز إمداد للقاح في الشرق الأوسط وما وراءه، بحسب "بلومبيرغ".

 

ستصبح الإمارات العربية المتحدة أول دولة تنتج لقاح سينوفارم الصيني في الخارج؛ في صفقة تعمّق نفوذ بكين في منطقة الخليج العربي

 

ولم تتضمن الاتفاقية المبرمة مع G42 تفاصيل حول عدد الجرعات التي سيتم تصنيعها. وقد ساعدت G42، وهي شركة إماراتية تصف نفسها على أنّها شركة ذكاء اصطناعي وحوسبة سحابية، في إطلاق تجارب لقاح سينوفارم في البلاد. وقد تمت الموافقة على لقاح سينوفارم، المدعوم من الدولة في الإمارات العام الماضي بعد أن أظهرت التجارب المحلية المتأخرة أنه فعال بنسبة 86٪ في الوقاية من العدوى. ومنذ ذلك الحين، أشرفت الإمارات على واحدة من أسرع حملات التلقيح في العالم، حيث تلقى عدد كبير من الناس في الإمارات اللقاح الصيني.

أبعاد الاتفاق ومعانيه

وتقول "بلومبيرغ" إنّ الاتفاق سيعزز علاقات الإمارات مع بكين، والتي تعمقت، بالفعل، منذ عام 2018 عندما زار الرئيس الصيني شي جين بينغ أبو ظبي ووافق على الارتقاء بالعلاقات إلى أعلى مستوى في الصين. وقال وزير الخارجية الصيني وانغ يي-الذي وصل الإمارات في زيارة رسمية أول من أمس-إنّ الدولتين ستسرّعان الإنتاج الثنائي للقاحات.

من جانبه، يقول جوناثان فولتون، الأستاذ المساعد في جامعة زايد بأبو ظبي والمتخصص في العلاقات الصينية الخليجية: "إنها إشارة واضحة حقاً إلى أنّ الإمارات العربية المتحدة هي الشريك الأكثر ثقة للصين في الشرق الأوسط، وأنّها تقيم روابط مع دول أخرى في المنطقة".

اقرأ أيضاً: الإمارات تعزز دبلوماسيتها بالوساطة بين الهند وباكستان وفي ملف سد النهضة

وتعمل بكين على بناء روابط أقوى مع الشرق الأوسط كجزء من مبادرة "الحزام والطريق"، وهي وقّعت أول من أمس اتفاقاً مدته 25 عاماً مع إيران يحدد العلاقات الاقتصادية والسياسية والتجارية، ويشكل ذلك، بحسب "بلومبيرغ"، تحدياً فورياً لإدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن في سعيها للضغط مع طهران بشأن إحياء الاتفاق النووي لعام 2015. ووصف فولتون الصفقة الإيرانية بأنّها طموحة. وقال: الشراكة "الإماراتية (مع الصين) ليست طموحة، فهم متعمقون في تنفيذها" وتابع: "هذا يدل على عمق واتساع المشاركة". بين البلدين.

 

تؤكد شبكة "بلومبيرغ" أنّ الإمارات حريصة على توسيع نفوذها في الصين وغيرها من الأسواق سريعة النمو في آسيا

 

وتؤكد شبكة "بلومبيرغ" أنّ الإمارات حريصة على توسيع نفوذها في الصين وغيرها من الأسواق سريعة النمو في آسيا. وكانت الصين ثاني أكبر شريك تجاري لدولة الإمارات في عام 2019 بعد الهند، حيث بلغ إجمالي التجارة 55.9 مليار دولار - أكثر من ضعف ما كانت عليه مع الولايات المتحدة في ذلك العام، وفقاً للبيانات التي جمعتها "بلومبيرغ".   

اقرأ أيضاً: مستقبل الزراعة في الإمارات.. روبوتات تحرث الأرض و"درون" ترش الحبوب

وفي حين وافقت الإمارات على لقاحات من شركة Pfizer Inc. و AstraZeneca Plc بالإضافة إلى Sputnik V الروسية، فإنّ برنامج التلقيح الخاص بها يعتمد على Sinopharm  نظراً للتوافر المبكر وإمكانية إنتاج الجرعات محلياً- وهو مفتاح لتطلعات دولة الإمارات العربية المتحدة في أن تصبح مركزاً للإمداد في المنطقة، بحسب الشبكة الأمريكية.

توزيع آمن وتركيز على الأسواق الناشئة

 وقد وافقت 27 دولة حول العالم على لقاح  شركة "سينوفارم"، الذي يمكن تخزينه في درجات تبريد عادية، مما يجعله مرشحاً للعالم النامي. من المقرر أن تصل الطاقة الإنتاجية السنوية للشركة إلى 3 مليارات جرعة ضد كورونا، حسبما قال رئيس مجلس إدارتها يو تشينغ مينغ هذا الشهر، من دون إعطاء إطار زمني.

في تشرين الثاني (نوفمبر) 2020، أطلقت أبو ظبي "ائتلاف الأمل"، وهو شراكة بين القطاعين؛ العام والخاص تتخذ من دولة الإمارات العربية المتحدة مقراً لها وتهدف إلى الإشراف على تنسيق عملية التوزيع الآمن لمليارات الجرعات من لقاح (كوفيد-19) حول العالم. وتصف "بلومبيرغ" الائتلاف بأنّه "تجمع لوجستي قادر على توزيع أكثر من ستة مليارات جرعة لقاح. ويضم الكونسورتيوم دائرة الصحة بإمارة أبوظبي، والاتحاد للطيران، ومجموعة موانئ أبوظبي، وغيرها. وفي إمارة دبي، شكلت شركات من بينها طيران الإمارات وموانئ دبي العالمية ومطارات دبي تحالفاً لنقل ملياري جرعة من اللقاحات حول العالم هذا العام، مع التركيز على الأسواق الناشئة.

الحزام والطريق

وكان وزير الخارجية الصيني وانغ يي أكد أنّ علاقات الشراكة الإستراتيجية الشاملة بين الصين ودولة الإمارات تزداد قوة ومتانة. وبيّن في حوار مع وكالة أنباء دولة الإمارات (وام) أنّ النمو المستمر في علاقات الشراكة الإستراتيجية الشاملة بين البلدين يستند إلى ثلاثة جوانب أساسية تشمل الثقة السياسية المتبادلة القوية بين قيادتي البلدين، والتعاون الرائد والمبتكر، والأساس الشعبي المتين في العلاقات بين دولة الإمارات والصين.

اقرأ أيضاً: الإمارات ترسخ مكانتها عالمياً في توفير لقاحات كورونا... مؤشر يوضح ترتيبها

وقال السبت: "سعيد للغاية بزيارة دولة الإمارات مرة أخرى، فدولة الإمارات اسم مشهور في الصين، ويقدر الشعب الصيني استكشاف دولة الإمارات نمط تحديث فريد بإرادتها المستقلة، وهو نمط يجمع بين التقاليد والحداثة وبين الانفتاح والتسامح، ويحقق التعايش والوئام بين مختلف الحضارات".

وأكد الوزير أهمية زيادة تعزيز التعاون في بناء "الحزام والطريق" بجودة عالية وحسن تنفيذ المشاريع النموذجية في إطار التعاون في بناء "الحزام والطريق"؛ مثل رصيف الحاويات في المرحلة الثانية لميناء خليفة في أبوظبي، والمنطقة النموذجية الصينية الإماراتية للتعاون في الطاقة الإنتاجية ومحطة حصيان لتوليد الكهرباء بالفحم النظيف.



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية