ماذا يريد الإخوان من الأردن؟

ماذا يريد الإخوان من الأردن؟

ماذا يريد الإخوان من الأردن؟


31/03/2024

يشهد الشارع الأردني في الوقت الراهن غلياناً غير مسبوق منذ نحو أسبوع بسبب تصاعد التظاهرات أمام السفارة الإسرائيلية، وأخذها منحى آخر بعيداً عن السلمية، ممّا ربطه الكثيرون بمحاولة الإخوان المسلمين تصعيد هذه الاحتجاجات لأهداف تتعلق تارة بتوجيهات خارجية، وتارة أخرى بمكاسب سياسية، وإظهار قوة الجماعة قبل فترة قصيرة من الانتخابات التي ستُجرى خلال العام الجاري.

ورغم أنّ الجماعة تحاول دائماً التبرؤ من أيّ أعمال فوضى أو شغب، إلا أنّ الأجهزة الأمنية الأردنية أكدت ضمنياً مسؤولية الإخوان عبر بعض الاعتقالات التي قامت بها أمس السبت، فقد ألقت القبض أمس على رئيس الهيئة العليا للقطاع الشبابي لحزب جبهة العمل الإسلامي (ذراع الإخوان المسلمين السياسية في الأردن)، معتز الهروط، وأمين سر القطاع حمزة الشغنوبي، كما ألقت القبض على العشرات من ناشطي الحراك، ومعظمهم من الإخوان المسلمين، وفق ما نقلت صحيفة (السبيل) المحسوبة على الجماعة. 

ووفق الكاتب الصحفي سمير الحباشنة في مقالة نشرتها صحيفة (الدستور)، فإنّ الإخوان يحاولون وضع المواطن في مواجهة مع دولته، لافتاً إلى أنّ مواقف إخوانية تقفز فوق الأردن ومبادئه السيادية ومبادئه الوطنية الثابتة في موضوع التهجير القسري والوطن البديل.

وقال الحباشنة: إنّ "إخوان الأردن" خسروا الشارع، وفشلوا في الاحتفاظ بكتلة سياسية وشعبية، بعد انكشاف مشاريع ومخططات الربيع العربي، التي ألحقت بهم هزائم سياسية متلاحقة في الأردن، ومصر، وتونس، وسوريا.

الإخوان يخوضون معركة لتحسين الصورة، واستعادة الحضور والعودة إلى الشارع من بوابة حرب غزة

وأضاف: لم يبقَ للإخوان المسلمين حزب ووجود سياسي إلا في الأردن، والجماعة تدرك أنّ الدولة الأردنية لم تستغل "فرطة السبحة" وانحصار موجة الإسلام السياسي وخساراتهم الاستراتيجية الكبرى في الكثير من الدول، بل إنّ الإخوان كانوا شريكاً ضليعاً في العملية الإصلاحية السياسية، وجلسوا على رأس طاولة الحوار الوطني، وكانوا شهوداً وشركاء على مدخلات ومخرجات لجنة الحوار الوطني.

فلماذا يعودون اليوم إلى توتير العلاقات مع الدولة الأردنية؟ والأردن ترك مجالاً فسيحاً ووافراً لإعادة تمكين الإخوان المسلمين سياسياً، لهذا أقترح على الإخوان التروّي، ومراجعة خطابهم وسلوكهم السياسي.

وختم مقاله بالقول: الإخوان يخوضون معركة لتحسين الصورة، واستعادة الحضور والعودة إلى الشارع من بوابة حرب غزة، وتحت ذرائع دينية وعاطفية تعبوية.

 

رغم أنّ الجماعة تحاول دائماً التبرؤ من أيّ أعمال فوضى أو شغب، إلا أنّ الأجهزة الأمنية الأردنية أكدت ضمنيّاً مسؤولية الإخوان عبر بعض الاعتقالات التي قامت بها. 

 

ووفق موقع (جفرا نيوز) الأردني، فإنّ الإخوان يريدون أن "تحلّ الفوضى" في الأردن، وكأنّ "أعوام الخريف العربي" لم تُعلمهم أيّ درس، ولم تدفعهم لأيّ مراجعة يقولون في إثرها إنّ "البلد" أهم من "الجماعة والمرشد"، وإنّ البلد مهما حصل داخله من "خلافات أو أخطاء" يظل أفضل بكثير من "خرابة تنعق فيها الغربان" كنتيجة حتمية للفوضى.

ونقل الموقع  عن أردنيين قولهم: جاء "الإخوان" إلى السلطة في عدة عواصم من بعد "هدير الحناجر" و"المسيرات"، فماذا كان برنامجهم السياسي أو الاقتصادي أو الصحي أو حتى الأمني، وما "النجاح" الذي حققوه بعد أن جلسوا في "السلطة" غير التبرير ودعوات الصبر والوعود الوهمية التي يعرف الأقلّ معرفة في الاقتصاد والتنمية أنّها غير قابلة للتحقق في بيئة إقليمية معقدة وسريعة الاشتعال؟

وقد أبرز الكثير من المقالات مخاوف الأردن الرسمي  من الفوضى والفتنة التي تسعى الحركة الإسلامية لتحريكها في بعض المدن الأردنية.

ووفق مقالة لمدير مؤسسة (الطريق الثالث للاستشارات الاستراتيجية) الجنرال المتقاعد عمر الرداد، فقد تحدث بصراحة عن "تحالف ينطوي على مخاطر بين إيران والإخوان المسلمين".

وأكد الرداد أنّ التصعيد الجديد في الأردن مدروس وبدقة، ويأتي ترجمة لخطة تم نسج خيوطها في طهران، هدفها جعل عمّان العاصمة العربية الخامسة تحت سيطرة إيران، بعد بغداد ودمشق بالإضافة إلى صنعاء وبيروت، وبصورة تتجاوز "الثلث المعطل".

أكد الرداد أنّ التصعيد الجديد في الأردن مدروس وبدقة

وأضاف أنّ التصعيد المفتعل من قبل جماهير "أردنية" في عمّان، ليس معزولاً عن الحشد الشعبي العراقي "الحرس الثوري العراقي" الذي يرابط على الحدود الأردنية العراقية، ولا هو معزول عن الطائرات الإيرانية المسيّرة "العمياء" التي تحاول اختراق الحدود الأردنية في الشمال، ولا معزولة عن شبكة منظمة من منصات إلكترونية في لندن وأمريكا، جعلت الأردن موضع شكوك في كل ما يقدمه لغزة، حتى لو أرسل جيشه ودباباته إلى غزة، ما فتئت تطالبه بالانفتاح على حماس والتحالف معها.

وقال الرداد في مقاله المنشور في عدة صحف إلكترونية: إنّ التصعيد الجديد ودور طهران يجيب عن تساؤلات عميقة حول أسباب تحريض الأردنيين، وجعل المملكة عنواناً مشتركاً في خطابات قادة حماس من الدوحة وبيروت ومن قطاع غزة، في الوقت الذي فتحت فيه السلطات الأردنية كل الأبواب للتعبير عن التضامن مع غزة.

وأوضح الرداد أنّ الإخوان المسلمين ينسجون حلفاً مع إيران لا تخسر فيه إيران قطرة دم، بعد أن أعلنت موقفها من "الطوفان"، وأنّها سترد على أيّ اعتداء فقط داخل حدودها الجغرافية، بل أفرجت أمريكا عن عشرات المليارات من الدولارات المحجوزة بالعقوبات لطهران، ومن هنا هل كان "مصادفة" أن يسمّي الإخوان  المسلمون تصعيدهم الجديد في الأردن بطوفان الأردن، وماذا يستهدف هذا الطوفان، هل هو ضد الاحتلال أم ضد الأردن؟.

وهناك من ربط حراك الإخوان بالانتخابات النيابية التي ستُجرى خلال العام الجاري، حيث إنّ الجماعة منذ 7 تشرين الأول (أكتوبر) الماضي تحاول هي وذراعها السياسية حزب جبهة العمل الإسلامي تحقيق أكبر قدر ممكن من المكاسب السياسية والحزبية، في واحدة من أكثر صور الانتهازية السياسية وأبشعها على الإطلاق، متكئين على استغلال عاطفة الأردنيين وقربهم التاريخي والديموغرافي مع فلسطين، وفق موقع (جراءة نيوز).

 

اعتقال رئيس الهيئة العليا للقطاع الشبابي لحزب جبهة العمل الإسلامي، وأمين سر القطاع، والقبض على العشرات من ناشطي الحراك، ومعظمهم من الإخوان.

 

آخر هذه المناورات المكشوفة، التلاعب بالرأي العام، وخلق أجواء ضبابية غير مفهومة حيال قرار مشاركتهم في الانتخابات البرلمانية من عدمه، وهي مناورة واضحة لممارسة الضغط على الحكومة ومحاولة ليّ ذراعها، واستعراض القوة عبر صناديق الاقتراع.

واليوم يناور الإسلاميون مجدداً عبر تسريبات تتحدث عن نيتهم مقاطعة الانتخابات البرلمانية المقبلة، والتي ستكون أول عرس ديمقراطي مختلف من حيث الشكل والمضمون، وأول فرصة حقيقية للأحزاب لإظهار قوتها وشعبيتها وحضورها في الشارع، كما أنّها أول انتخابات تعزز حضور الشباب والمرأة.

ووفق الموقع ذاته، فإنّ قادة الإخوان المسلمين يختبؤون خلف حرب غزة، لتمهيد وتبرير أيّ قرار مقبل بمقاطعة الانتخابات، ويرفعون شعار "حرب غزة حربنا"، في مزايدة رخيصة على الدولة التي تخوض منذ اليوم الأول معركة دبلوماسية وسياسية للنأي بالأردن عن أيّ تداعيات خطيرة لهذه الحرب، وتقديم يد العون للأهل في غزة ووقف الحرب ضدهم.

فهل يعني التعاطف مع فلسطين ومناصرة أهل غزة تعطيل الحياة السياسية والحزبية والاقتصادية في بلد كامل، الحقيقة أنّ هذه ليست إلا وصفة للخراب والدمار، لأنّ الأردن القوي الموحد، بجبهة داخلية متينة، واقتصاد قوي، يخدم غزة والقضية الفلسطينية بالدرجة الأولى. 

وكان محيط السفارة الإسرائيلية في العاصمة الأردنية عمّان قد شهد  مظاهرات حاشدة على مدى الأسبوع الماضي، تطالب بقطع العلاقات مع تل أبيب، وإلغاء اتفاقية السلام، وتخللت تلك المظاهرات اشتباكات ومناوشات بين الأجهزة الأمنية ومشاركين في التظاهرات، كما شهد  مخيم البقعة، وهو أكبر مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في الأردن، فوضى وأعمال شغب تصدت لها الأجهزة الأمنية.




انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية