مؤتمر المانحين لليمن... السعودية والإمارات أكبر المساهمين

مؤتمر المانحين لليمن... السعودية والإمارات أكبر المساهمين


02/03/2021

جمع المؤتمر الدولي للدول والجهات المانحة للاستجابة للأزمة الإنسانية في اليمن نحو 1.7 مليار دولار فقط، من أصل 3.85 مليار دولار مطلوبة لدعم 16 مليوناً من اليمنيين المهدّدين بالمجاعة.

 وتعهّدت المملكة العربية السعودية بتقديم 430 مليون دولار، لتكون المساهم الأكبر، وأعلنت وزيرة التنمية الدولية الإماراتية ريم الهاشمي تعهد بلادها بمبلغ 230 مليون دولار لخطة الاستجابة لليمن هذا العام، وفق ما نقلت صحيفة "الشرق الأوسط".

 

المؤتمر الدولي للدول والجهات المانحة للاستجابة للأزمة الإنسانية في اليمن، يجمع 1.7 مليار دولار

وخلال اليوم الطويل للمؤتمر الذي عُقد عبر الفيديو وتوالى على الكلام فيه أكثر من 50 متحدثاً، قال الأمين العام للأمم المتحدة: إنه "من المستحيل المبالغة في شدة المعاناة" التي يشهدها اليمن، حيث "يحتاج أكثر من 20 مليون يمني إلى المساعدة الإنسانية والحماية"، علماً بأنّ "النساء والأطفال هم الأكثر تضرراً"، وهذا يعني أنّ اثنين من كل 3 يمنيين بحاجة إلى مساعدات غذائية أو رعاية صحية أو أي دعم آخر منقذ للحياة من المنظمات الإنسانية، متوقعاً أن "يعاني أكثر من 16 مليون شخص من الجوع هذا العام"، وأنّ نحو "50 ألف يمني يموتون جوعاً بالفعل في ظروف شبيهة بالمجاعة"، مضيفاً أنّ "4 ملايين شخص في كل أنحاء اليمن أجبروا على ترك منازلهم".

وحذّر غوتيريش من أنّ هجوم الحوثيين على مأرب "يهدد بتهجير مئات الآلاف غيرهم".

السعودية تتعهّد بتقديم 430 مليون دولار، والإمارات تتعهد بمبلغ 230 مليون دولار، لخطة الاستجابة لليمن

وأفاد بأنّ "أطفال اليمن يتضوّرون جوعاً"، متوقعاً أن "يعاني نحو نصف الأطفال دون سن الـ5 في اليمن من سوء التغذية الحاد". ونبّه إلى أنّ "400 من هؤلاء الأطفال يواجهون سوء تغذية حاداً ويمكن أن يموتوا دون علاج عاجل" من أمراض يمكن الوقاية منها، مثل الكوليرا والدفتيريا والحصبة.

 وشدّد على أنّ الحرب "يجب أن تتوقف"، مذكّراً بأنه "لا يوجد حل عسكري في اليمن".

وشرح رئيس الوزراء اليمني معين عبد الملك الظروف التي تمرّ بها بلاده، في ظلّ تفشي جائحة (كوفيد - 19) التي جعلت عام 2020 "أكثر قسوة على اليمنيين"، مؤكداً التزام الحكومة اليمنية بتسهيل عمل المنظمات الإنسانية في اليمن. وتحدّث أيضاً عن "الأزمة الحادة" التي يمرّ بها الاقتصاد اليمني، شاكراً للمملكة العربية السعودية تدخلها في أكثر من مناسبة لمساعدة اليمنيين ولجم التدهور الاقتصادي والمعيشي في البلاد.

معين يعبّر عن شكره للسعودية لتدخلها في أكثر من مناسبة لمساعدة اليمنيين ولجم التدهور الاقتصادي والمعيشي في البلاد

من جهته، أعلن وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن تقديم مساعدة مالية إضافية من الولايات المتحدة لجهود الإغاثة في اليمن تقدر بـ191 مليون دولار، ليصل حجم هذه المساعدات المقدّمة من بلاده خلال العام المالي الحالي إلى أكثر من 350 مليون دولار، علماً بأنّ الولايات المتحدة قدّمت أكثر من 3.4 مليار دولار للمساعدات الإنسانية في اليمن منذ بدء الأزمة قبل 6 أعوام.

ودعا كلّ الأطراف إلى التوقف عن تعطيل إيصال المساعدات الإنسانية، معتبراً أنّ شحّ الوقود في الوقت الراهن يؤدي إلى تدهور الوضع الإنساني، لافتاً إلى أنه "لا يمكننا إنهاء الأزمة الإنسانية في اليمن إلّا بإنهاء الحرب".

ولفت إلى أنّ المبعوث الأمريكي الخاص لليمن السفير تيم ليندركينغ "يفيد بأنّ السعوديين وحكومة الجمهورية اليمنية ملتزمون وحريصون على إيجاد حل للصراع"، داعياً الحوثيين إلى "مقابلة هذا الالتزام بالمثل"، علماً بأنّ "الخطوة الأولى الضرورية تتمثل بوقف هجومهم على مأرب، المدينة التي يعيش فيها مليون نازح، والانضمام إلى السعوديين والحكومة في اليمن في اتخاذ خطوات بنّاءة نحو السلام"، وأمل في "الاستئناف السريع لمحادثات السلام الهادفة إلى وضع حد لهذا الصراع".

بلينكن: يجب وقف هجوم الحوثيين على مأرب، والانضمام إلى السعوديين والحكومة اليمنية في اتخاذ خطوات بنّاءة نحو السلام

بدوره، أعلن المشرف العام على مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية في السعودية عبد الله الربيعة تعهّد المملكة بتقديم 430 مليون دولار لدعم خطة الاستجابة الإنسانية في اليمن خلال العام الحالي، التي تُنفذ عبر وكالات الأمم المتحدة والمنظمات الدولية ومنظمات المجتمع المدني المحلية والإقليمية.

 وقال: إنّ "اليمن يشهد أزمة إنسانية تُضاف إليها تحديات اقتصادية وصحية وسياسية ناجمة عن جائحة (كوفيد - 19)"، في ظلّ "تصعيد كبير للأزمة من قبل الحوثيين"، خصوصاً في محافظة مأرب التي كانت مكاناً آمناً للنازحين، علماً بأنّ الحوثيين صعّدوا أيضاً "أعمالهم الإرهابية لتهديد الدول المجاورة".

هذا، وتحدّث الشيخ أحمد ناصر الصباح وزير خارجية الكويت عن تعهد بلاده بـ20 مليون دولار لمدة عامين، وأعلن وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة تقديم بلاده مساهمة قيمتها مليون دولار في إطار هذا الجهد التضامني الدولي لليمن، وكان نائب الرئيس رئيس وزراء سويسرا أغنازيو كاسيوس قد تعهّد بأن تسهم بلاده بـ15 مليون دولار لليمن هذا العام.

من جهتها، حذّرت وزيرة الخارجية السويدية آن ليند من أنّ الأزمة الإنسانية اليوم دفعت اليمن لأقرب نقطة من المجاعة، مبينة تخصيص السويد 31 مليون دولار للعام الحالي للاستجابة الإنسانية في اليمن، ستتبعها تخصيصات أخرى في الأعوام المقبلة.

وطالب المندوب الفرنسي الدائم لدى الأمم المتحدة نيكولا دو ريفير بـ"وقف الأعمال العدائية، لا سيّما الهجوم الذي يقوده الحوثيون في مأرب، حيث يوجد نحو مليون نازح، وكذلك الضربات على الأراضي السعودية"، معلناً أنّ بلاده ستسهم في الاستجابة الإنسانية في اليمن بما لا يقلّ عن 11 مليون يورو.


آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية