ليبيا وخطأ الاستقواء بالخارج

ليبيا وخطأ الاستقواء بالخارج


30/01/2020

ليلى بن هدنة

المشهد الليبي اليوم بكل تعقيداته يُظهر بعض التفاؤل بإمكانية حلحلة الوضع بسواعد عربية، فالأزمة الليبية التي نشأت عن مغامرة غير محسوبة العواقب أدت إلى الفوضى العارمة بسواعد غربية.

وشكلت في وقتها بروفة لتصنيع أزمات مماثلة في الشرق الأوسط، واليوم لن يتكرر الخطأ بالاستقواء بالخارج، سواء بالمرتزقة الأجانب، أو بدولٍ أجنبية لا تبحث سوى عن تأمين مصالحها المتضاربة في ليبيا، فلقد تم التوافق على أن يكون الحل عربياً محضاً ولا مجال لفرض وصاية خارجية على ليبيا.

إذا اتفقنا على أن التحالف أنقذ ليبيا من القذافي، فإنه يجب ألا نختلف في أنه أيضاً كان سبباً في الفوضى التي تشهدها ليبيا، حيث تحوّلت البلاد وبتآمر من بعض من يدعون أنهم من أبنائها لبؤرة تطرف جاذبة للإرهاب وللإرهابيين.

حيث إن تعدد هذه المليشيات المسلحة على الأراضي الليبية أفرز حالة صراع دائم فيما بينها أفضى إلى الوصاية الدولية على هذا البلد وإبقائه بكل مكوناتها يدور بفلك فوضوي طويل عنوانه العريض هو الفوضى.

بواقع جديد تغلبت حقائق الجغرافيا على دسائس الأجندات الخارجية، لأنّ المليشيات التي لا ثقافة خلفها تقتل ولا تحرر، تدمر ولا تبني، وقد حان الوقت لتحييدها وحلها بجعل الحل سياسياً بعيداً عن مهاترات أردوغان وفلسفات الدول الغربية في إبقاء الوضع على ما هو عليه لفرض خيارات بالقوة على المنطقة.

فالدول العربية أصبحت تدرك أن الوضع في ليبيا يحتاج إلى جهود حقيقية لمساندتها في تجاوز أزمتها، وقد بدأت التحرك فعلياً لفرض خيار تجريد المليشيات من أسلحتها، التي كانت سبباً في فقدان الليبيين الشعور بالأمن والاستقرار.

وقد آن الأوان لصياغة خريطة طريق لإنهاض هذا البلد وإبعاده عن تدخلات الغرب مع الحفاظ على حد أدنى من اللحمة بين مكونات المجتمع بفتح صفحة جديدة هدفها إرساء دولة القانون.

عن " البيان" الإماراتية



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية