لماذا لا يستطيع أردوغان لعب دور الوسيط بين حماس وإسرائيل؟

لماذا لا يستطيع أردوغان لعب دور الوسيط بين حماس وإسرائيل؟

لماذا لا يستطيع أردوغان لعب دور الوسيط بين حماس وإسرائيل؟


21/04/2024

 

في وقت ترجح فيه دوائر مقربة من أنقرة بأنها يمكن أن تستقبل قادة حماس وأن تقود الوساطة في ظل تلويح قطر بالتخلي عن وساطتها، لم تحمل تصريحات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بعد لقائه رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية جديدا بالنسبة إلى الفلسطينيين، كما أنها لا تحمل إشارات يمكن أن يلتفت إليها الإسرائيليون.

فقد تحدث أردوغان في الشأن الفلسطيني بعمومياته بالدعوة إلى الوحدة وبشأن غزة عن إيصال المساعدات، وذكّر أردوغان أيضا بأن بلاده فرضت “عددا من العقوبات على إسرائيل، بينها قيود تجارية” منذ التاسع من نيسان/أبريل.

ويرى مراقبون للملف الفلسطيني أن تركيا لا تقدر على الوساطة ولا على استقبال قادة حماس في ما لو طلب الأميركيون من الدوحة طردهم، وأن أقصى ما يمكن أن يقدمه أردوغان هو استضافة مؤقتة لقادة الحركة قبل انتقالهم النهائي إلى إيران.

وقلل المراقبون من قدرة تركيا على لعب دور الوسيط لاعتبارات منها أن أردوغان لم يدخل في موضوع غزة وظل يطلق تصريحات عامة لتسجيل الموقف والهجوم على إسرائيل ورئيس الوزراء بنيامين نتنياهو. ومن الصعب على وسيط أن يبدأ مهمته بتشبيه الإسرائيليين بهتلر والنازية، بحسب تقديرات صحيفة "العرب".

والاجتماع هو الأول بين أردوغان ووفد لحماس يرأسه هنية منذ بدء إسرائيل هجومها العسكري في قطاع غزة. وتأتي زيارة هنية إلى تركيا بعد ثلاثة أيام من لقائه بوزير الخارجية التركي هاكان فيدان في الدوحة.

هذا ولا يثق الفلسطينيون، بمن في ذلك قادة حماس، في أردوغان الذي يتسم موقفه بالمزاجية، ولا ينسون خطابه القوي ضد إسرائيل في فترة من الفترات ثم عودته لبناء علاقات متينة معها على كل المستويات وسعيه لفتح الباب أمام مرور الغاز الإسرائيلي عبر بلاده باتجاه أوروبا.

وارتفعت الصادرات التركية إلى إسرائيل بنسبة 35 في المئة خلال فترة الحرب الإسرائيلية على غزة، ووفقًا لبيانات وزارة التجارة في تركيا بلغت الصادرات التركية إلى إسرائيل 319.5 مليون دولار في نوفمبر، وارتفعت في الشهر الثاني من الحرب على غزة بنسبة 34.8 في المئة خلال كانون الأول/ديسمبر إلى 430.6 مليون دولار.

ويسعى الرئيس التركي خلال الفترة الحالية لتطوير علاقة بلاده بالولايات المتحدة من أجل تحصيل صفقة أف – 16، ولا يمكن بأيّ شكل أن يقبل أيّ التزام تجاه حماس يمكن أن يثير غضب واشنطن فما بالك باستضافة قادتها وحمايتهم والدفاع عن أفكار الحركة.

وذكرت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأميركية، السبت، أن القيادة السياسية لحماس تبحث احتمال نقل مقرها إلى خارج قطر، بعد تزايد ضغوط أعضاء الكونغرس على الدوحة بشأن الوساطة التي تقوم بها بين إسرائيل والحركة، لافتة إلى أن الحركة تواصلت مع دولتين اثنتين على الأقل في المنطقة بشأن إذا كانتا منفتحتين على انتقال قادتها السياسيين.

ولم يلمّح الرئيس التركي في لقائه بهنية من قريب أو بعيد لموضوع استقبال قادة حماس، وهي خطوة ستزيد من توتير علاقاته مع أوروبا أيضا.

 




انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية