لأول مرة في تاريخ أمريكا... إقالة رئيس مجلس النواب... ماذا يحدث في الكونغرس؟

في سابقة تاريخية، صوّت مجلس النواب الأمريكي لصالح إقالة رئيسه كيفن مكارثي من منصبه، الذي سيستمر فيه لتسيير العمل إلى حين انتخاب رئيس جديد.

 وأقيل مكارثي (جمهوري من كاليفورنيا) من منصبه، بعد أن انضمت مجموعة صغيرة من الجمهوريين في المجلس بقيادة مات غايتز (جمهوري من فلوريدا) إلى الديمقراطيين للإطاحة به، وجاء التصويت بواقع (216) مقابل (210) لصالح الإقالة، وفق ما نقلت وكالة (فرانس برس).

 وهذه هي المرة الأولى التي يصوت فيها مجلس النواب على إقالة رئيس مجلس النواب، وهو تطور تاريخي من شأنه أن يدفع المجلس إلى سباق فوضوي آخر على منصب رئيس البرلمان بعد الانتخابات الماراثونية التي جرت في كانون الثاني (يناير) الماضي.

 هذا وأعلنت الهيئة التشريعية في مجلس النواب، تعيين باتريك ماكهنري، النائب عن ولاية كارولاينا الشمالية، رئيساً مؤقتاً لمجلس النواب في الكونغرس الأمريكي.

وأوضحت الهيئة بعد التصويت الذي أدى إلى عزل كيفن مكارثي، من منصبه، أنه "وفقاً للقوانين، سيكون المسؤول المؤقت هو الشخص، الذي اقترحه الرئيس السابق نفسه، حيث سيتم تعيين الشخص الذي ذكره أولًا في القائمة".

وأعلن في المجلس، أول اسم في القائمة التي قدمها مكارثي، وهو باتريك ماكهنري، من شمال كارولينا.

وسيكون باتريك ماكهنري، الرئيس الرسمي المؤقت لمجلس النواب الأمريكي حتى انتخاب رئيس دائم.

 وجاءت الإطاحة بمكارثي أيضاً نتيجة لرغبة العديد من الديمقراطيين إلى حد كبير، الذين أعلنوا قبل ساعات من تصويت أمس أنّهم لن يحموا مكارثي من حفنة من مثيري الرعاع في حزبه، ولكنّ مكارثي قال إنّه لن يعقد صفقة مع الديمقراطيين لإنقاذ رئاسته.

 وبعد سويعات قليلة من التصويت التاريخي، دعا الرئيس الأمريكي جو بايدن إلى المسارعة لانتخاب رئيس جديد لمجلس النواب بعد عزل الجمهوري مكارثي من المنصب.

 وجاء في بيان للمتحدثة باسم البيت الأبيض كارين جان-بيار: "نظراً إلى أنّ التحدّيات الملحّة التي تواجه بلدنا لا تنتظر، يأمل (الرئيس) بأن ينتخب مجلس النواب رئيساً له سريعاً"، وفق وكالة "رويترز".

أقيل مكارثي من منصبه بعد أن انضمت مجموعة صغيرة من الجمهوريين في المجلس بقيادة مات غايتز إلى الديمقراطيين للإطاحة به

 وقاد التحرّك عضو الكونغرس مات غايتز الذي لطالما كان مناهضاً لمكارثي. وقدّم أول من أمس مذكرة لـ "شغور منصب رئيس مجلس النواب"، ممّا أفضى إلى التصويت المقرر في وقت لاحق أمس.

 وقد ساعدت الخطوة العديد من الديمقراطيين على اتّخاذ قرار بشأن إن كان عليهم إنقاذ رئيس المجلس الذي قضى جلّ ولايته في معارضة أجندتهم، وفتح مؤخراً تحقيقاً يرمي لعزل الرئيس جو بايدن.

وفي وقت سابق، قال مكارثي في مؤتمر صحفي في كابيتول هيل: "لن أترشح للرئاسة مجدداً، ربما خسرت تصويت اليوم، لكنّي قاتلت من أجل ما أؤمن به. وأنا أؤمن بأمريكا. وكان شرفاً لي أن أخدم"، وفق ما نقلت شبكة "سي إن إن".

 وشدد غايتز على أنّه واثق من توفر الأصوات الجمهورية التي يحتاجها لإزاحة مكارثي، طالما أنّ الديمقراطيين لم يتدخلوا لإنقاذه.

 وقال النائب عن فلوريدا: "لديّ ما يكفي من الجمهوريين لحدوث أمرين الأسبوع المقبل: إمّا أنّ كيفن مكارثي لن يكون رئيساً للمجلس، وإمّا أنّه سيكون رئيساً للمجلس يعمل لخدمة الديمقراطيين".

 وأضاف: "أشعر بالرضا حيال النتيجتين، إذ من حق الشعب الأمريكي أن يعرف من يحكمه".

 وتأتي المعركة الأخيرة في الكونغرس بعد أيام على إقرار مجلسي النواب الشيوخ إجراء لتجنّب إغلاق حكومي مكلف، بأغلبية كبيرة من الحزبين في كلا المجلسين، عبر تمديد التمويل الفيدرالي حتى منتصف تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل، ويتضمن المشروع تمويل حكومي مدته (45) يوماً، لا يتضمن مساعدات لأوكرانيا.

وسيحتاج مجلس النواب الآن إلى انتخاب رئيس جديد، ولا يوجد بديل واضح لمكارثي الذي قد يحظى بالدعم اللازم للفوز بالمطرقة (رئاسة المجلس)، ولكنّ السباق على خليفة محتمل بدأ بالفعل.

مكارثي: لن أترشح للرئاسة مجدداً، ربما خسرت تصويت اليوم، لكنّي قاتلت من أجل ما أؤمن به

 في 7 كانون الثاني (يناير) 2023 انتخب كيفين مكارثي (58 عاماً) رئيساً لمجلس النواب، بعد (15) جولة من التصويت، وهو نائب عن ولاية كاليفورنيا منذ العام 2007.

 ويتكون مجلس النواب من (221) نائباً جمهورياً، و(212) من الحزب الديمقراطي، بالإضافة إلى مقعدين شاغرين.