كيف تُهدّد إيران الأمن السيبراني العالمي؟

كيف تُهدّد إيران الأمن السيبراني العالمي؟


10/02/2021

تستمر الجمهورية الإيرانية في ممارسة إرهابها بشتى الطرق والوسائل الممكنة؛ فلم يتوقف إرهاب نظام الملالي عند حد زعزعة أمن واستقرار المنطقة بواسطة ميليشياتها المُسلّحة، بل يتعداه إلى الفضاء الإلكتروني والأمن السيبراني العالمي، الذي تهدده طهران بواسطة مجموعات متخصصة في التجسس وقرصنة المعلومات.

جنّدت طهران مجموعات متخصّصة بالقرصنة الإلكترونية، لتنفيذ حملة اختراقات واسعة استهدفت أكثر من 12 ألف شخص، لكنّها نجحت في التجسّس على أجهزة 600 شخص منهم

وكشف تقرير صدر مؤخراً عن شركة "تشيك بوينت"، للتكنولوجيا، أنّ مجموعات متخصصة بالقرصنة ترتبط بالسلطات الإيرانية، نفذت عمليات تجسس ضد مئات الأشخاص، بينهم أكاديميين، ومسؤولين، ورجال أعمال، وناشطين يعيشون في الولايات المتحدة وأوروبا.

وبحسب التقرير الذي نقلته صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية؛ فإنّ طهران جندت مجموعات متخصصة بالقرصنة الإلكترونية، لتنفيذ حملة اختراقات واسعة استهدفت أكثر من 12 ألف شخص، لكنها نجحت في التجسس على أجهزة 600 شخص منهم. 

وتتضمن عمليات التجسس؛ تتبّع المكالمات الهاتفية والرسائل النصية والصور الموجودة على أجهزة هؤلاء، فضلاً عن تحديد مواقعهم جغرافياً.

وأوضح التقرير أنّ التقنيات التي تستخدمها هذه المجموعات تُظهر مقداراً عالياً من الجهد والموارد، كلها تنتهك خصوصية أشخاص يستهدفهم النظام الإيراني؛ إذ إنها تنشر نسخاً "مزيفة" من تطبيقات وبرامج مختلفة، تتيح لهم اختراق الهواتف وأجهزة الحاسوب، لتثبيت تطبيقات تسمح لهم بالولوج بسهولة إلى الأجهزة المستهدفة وجمع البيانات المطلوبة منهم.

الأساليب ذاتها

وتمكّن خبراء التكنولوجيا في "تشيك بوينت" من رصد مجموعات القرصنة هذه من خلال الأساليب التي يستخدمونها، والتي تتشابه تماماً مع مجموعات مختلفة تم رصدها سابقاً ولها ارتباطات مع طهران.

اقرأ أيضاً: إيران رهينة الانتظار

وتستخدم هذه المجموعات أسماء مختلفة منها؛ "دوميستك كيتن" و"إنفي"، وهي من بين نحو 12 مجموعة مختلفة ترتبط بالحكومة الإيرانية، تم رصدها خلال الـ 15 عاماً الماضية؛ إذ إنّهم يقومون بعمليات وهجمات سيبرانية بوتيرة ثابتة تستهدف خصوم إيران.

وكان تقرير سابق صدر عن وزارة الخارجية الأمريكية قد أكّد أنّ إيران "جهة تهديد رئيسية في الفضاء السيبراني، حيث تستخدم التجسس والأنشطة السيبرانية الأخرى للتأثير على الأحداث العالمية وتهديد أمن الدول الأخرى".

وعلى غرار نفيها لدعم المنظمات الإرهابية في العالم، تُنكر طهران أنشطتها السيبرانية الخبيثة، ما يجعل إثبات هذه الأنشطة أمراً صعباً، ومع ذلك، توجد أدلة قوية على نشاط النظام في الفضاء الإلكتروني.

اقرأ أيضاً: مليشيات إيران تطارد العراقيين.. روايات مؤلمة من القتل والتعذيب

وبحسب التقرير الأمريكي؛ فقد طوّرت إيران قدراتها السيبرانية بقصد مراقبة خصومها والإضرار بهم، وهو ما يتعارض مع المعايير الدولية لسلوك الدولة المسؤول ويهدّد الاستقرار الدولي. 

لا تقتصر على معارضيها

ولا تقتصر عمليات التجسس الإلكتروني الإيرانية على معارضيها في الخارج فحسب؛ فهي تلاحق أيضاً الباحثين والصحفيين الغربيين، وعادة تحاول استغلال أحداث سياسة لتنفيذ هجماتها.

وزارة الخارجية الأمريكية: إيران جهة تهديد رئيسية في الفضاء السيبراني، حيث تستخدم التجسّس والأنشطة السيبرانية الأخرى للتأثير على الأحداث العالمية وتهديد أمن الدول الأخرى

وتشير التقارير إلى أنّ النظام الإيراني أجرى عمليات إلكترونية استهدفت الحكومات والكيانات التجارية ومؤسسات المجتمع المدني في الولايات المتحدة وإسرائيل والسعودية وقطر وغيرها من الدول خلال العقد الماضي. 

القطة الصغيرة.. مجموعة قراصنة نشطت في أعياد الميلاد 

وشهدت أعياد الميلاد هجمات ببرامج خبيثة للتجسس على موظفين رفيعي المستوى تعتبرهم الاستخبارات الإيرانية أهدافاً لها في الولايات المتحدة الأمريكية، وأوروبا، والشرق الأوسط، وفق تقرير صادر عن شركة الأبحاث الأمنية "CERTFA".

ويشير التقرير إلى حملة احتيال إلكتروني حدثت في شهر كانون الأول (ديسمبر) نهاية العام الماضي، نفذّتها خلية قراصنة تعرف باسم "القطة الصغيرة" من خلال رسائل مزيفة ظاهرها التهنئة بأعياد الميلاد وباطنها برامج تجسس خبيثة.

اقرأ أيضاً: كيف حاولت إيران تجنيد جواسيس لها ضد أمريكا بالعراق؟

وأرسلت المجموعة رسائل جاء فيها "عيد ميلاد سعيد" و"سنة سعيدة" عبر البريد الإلكتروني، ووراء كل تهنئة دعوة للنقر للوصول إلى عرض كتاب إلكتروني.

وينقل التقرير ما جاء في إحدى الرسائل "قررت هذا العام أن أسعد أصدقائي بكتابي الأخير، ها هي هدية عيد الميلاد آمل أن تستمتع به".

وتؤكد الشركة المختصة بالأبحاث الأمنية أنّ خلية القرصنة مرتبطة بالحكومة الإيرانية، وتعرف بعملياتها التي تستهدف جمع المعلومات الاستخباراتية من خلال حملات ضد الدبلوماسيين ومسؤولي الدفاع الأمريكيين.

رصدت شركة فيسبوك قراصنة إيرانيين يشتبه بضلوعهم في إرسال رسائل تهديد للناخبين الأمريكيين للتأثير على مجرى العملية الانتخابية في الولايات المتحدة

كما أشار التقرير إلى أنّ الخلية استهدفت هذه المرة عدداً كبيراً من الموظفين رفيعي المستوى، بما في ذلك "أعضاء مراكز الفكر ومراكز البحوث السياسية وأساتذة الجامعات والصحفيين والناشطين البيئيين"، وفق ما أورد موقع "الحرة".

ويوضح التقرير أنّ القراصنة المرتبطين بالنظام الإيراني ينشطون على شبكة الإنترنت ويتنكرون أحياناً بصفة صحفيين ونشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي.

العبث بالانتخابات الأمريكية

وكانت شركة فيسبوك أعلنت في تشرين الأول (أكتوبر) الماضي رصدها قراصنة إيرانيين يشتبه بضلوعهم في إرسال رسائل تهديد للناخبين الأمريكيين للتأثير على مجرى العملية الانتخابية في الولايات المتحدة.

وفي هذا السياق، وجّه مسؤولون أمريكيون أصابع الاتهام نحو إيران، أواخر العام الماضي، لضلوعها في إرسال آلاف الرسائل الإلكترونية، هدّدت فيها الديمقراطيين منتحلة اسم مجموعة أمريكية تنحاز للحزب الجمهوري.

وهو الأمر الذي أكّدته شركة "مايكروسوفت"، مشيرة إلى أنّ القراصنة الذين نفذوا عمليات الاختراق كانوا متواجدين في إيران، وهاجموا أيضاً حسابات شخصية لأفراد محيطين بحملة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.

الجدير بالذكر أنّ إيران تصنّف ضمن أكثر 4 دول ينشط فيها القسم الأكبر من قراصنة المعلومات إلى جانب كل من روسيا وكوريا الشمالية والصين، وفق خبراء غربيين.



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية