قصة سيدتين.. مديحة وصباح راهبة وواعظة

قصة سيدتين.. مديحة وصباح راهبة وواعظة


08/11/2017

في محافظة الفيوم المصرية التي تتعدى مساحتها  ستين ألف كيلومتر مربع، وتحوي 3700 مسجد، إضافة إلى 24 كنيسة وبعض الأديرة، اختارت كل من الراهبة في كنيسة مار جرجس مديحة ثابت، والواعظة الإسلامية صباح عبادة، حياً صغيراً من بين أحياء الفيوم، لتتحدثا إلى النساء هناك، حول أهمية التسامح ونبذ التطرف.
حملة "طرق الأبواب"، التي اتحدت المرأتان لأجلها، قادتهما إلى الحديث للنساء من عضوات المجلس القومي للمرأة في المحافظة، إضافة إلى التحدث مع بائعات الخضار والعاديات في السوق؛ إذ قالت صباح عبادة في تقرير مدته دقيقتان نشرته قناة الحرة على موقعها الإلكتروني "الناس عاطفيون ودينيون، لذا نحن ندعوهم إلى التسامح من خلال الدين، سواء كانوا مسلمين أم مسيحيين".
أما الراهبة مديحة ثابت، فأشارت إلى أنّ "جوهر الأديان واحد، وهو المحبة، وأقرب من ندعوه إلى المحبة هو المرأة التي تربي وتنشئ الأبناء".


وفي محافظة يتجاوز تعداد سكانها ثلاثة ملايين إنسان وفق آخر إحصاء  عام 2014، لم يظهر الإحصاء تعداد السكان المسيحيين "الأقباط" فيها، الذين يتواجدون هناك منذ القرن الثاني الميلادي، وفق دراسة منشورة في الموقع الرسمي للأبرشية القبطية على شبكة الإنترنت.

وبالرغم من تصنيف السكان إلى فلاحين وريفيين كما تذكر المعلومات الإحصائية عن المدينة، إلا أنّ الشأن الإسلامي المسيحي كان حاضراً بشكل دائم في مجتمع المحافظة؛ إذ تعرضت كنيستان هما  مارجرجس وكنيسة القديسة دميانة لأكبر اعتداء عام 2013 من سكان مسلمين، على خلفية العنف الذي تعرضت له كنائس في مختلف أنحاء مصر بتحريض من جماعة الإخوان المسلمين عقب فض اعتصامهم في ميدان رابعة العدوية ذلك العام.
أحداث أخرى شهدها مجتمع المدينة، منها مقتل فتاة عام 2015 بعد اتهامها باعتناق المسيحية والزواج من مسيحي، حيث قامت أجهزة الأمن المصرية بعد الحادثة بإجلاء عدد من المسيحيين من منطقة الحادث "طامية الفيوم".
النساء اللواتي قابلتهم كل من مديحة وصباح، تحدثن عن غياب الأمن وقلة فرص العمل وبطالة الشباب وانتشار التشدد، إضافة إلى مطالبات بحماية الأطفال في مدينة تعاني الفقر والتهميش، لكن هذا كله، بحسب مديحة وصباح، لايمنع من نشر "قيم الاحترام بين الأديان ومحاربة التطرف"، هذا ما دفعهما لتبدآ من حي صغير من مدينة كبيرة في بلد مثل مصر، شهد أول اعتداء ديني على كنيسة منذ العام 1972.

النساء اللواتي قابلتهم كل من مديحة وصباح، تحدثن عن غياب الأمن وقلة فرص العمل وبطالة الشباب وانتشار التشدد

ويذكر أنّ آخر اعتداءات على الكنائس في مصر، كانت بحق كنيستين في مدينتي الإسكندرية وطنطا بشهر مايو (أيار) 2017؛ إذ تسببت تفجيرات طالت الكنيستين بمقتل 43 شخصاً وإصابة العشرات.
وكانت مبادرة أطلقها المركز القومي للمرأة في مصر منذ إبريل (نيسان) 2017، اعتمدت أسلوب طرق الأبواب لأجل الوصول إلى المرأة المصرية التي بحسب مديرة التدريب والتوعية في المركز إيزيس محمود، هي "صانعة المستقبل"، وكانت أضافت خلال لقاء معها على قناة النهار المصرية ضمن برنامج آخر النهار "أن المرأة مفتاح للتأثير في المجتمع، ومربية مؤثرة ومؤسسة، في مواجهة العنف الديني ومنع الظروف والأسباب التي ربما تصنعه لاحقاً".

 

 


آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية