علم داعش يُرفع في مخيم الهول.. ماذا يحدث؟

علم داعش يُرفع في مخيم الهول.. ماذا يحدث؟


30/07/2019

 يشهد مخيم الهول، الذي تحتجَز فيه عائلات تنظيم داعش الإرهابي، في شمال شرق سوريا، الكثير من الممارسات التي تعكس واقع تلك العائلات وقناعاتها الراسخة بمبادئ التنظيم الإرهابي، وعدم استسلامها، حتى بعد القضاء عليه في العراق وسوريا.

 ففي مخيم الهول؛ النساء يطعنَّ الحراس، ويحاولن الهرب، والأطفال يرشقون قوات الأمن والعاملين الإنسانيين بالحجارة، ويهتفون ويرفعون راية تنظيم داعش، مما يضاعف صعوبات مهمة القوات الكردية، وفق تقرير أوردته وكالة "فرانس برس".

النساء في مخيم الهول يطعنّ الحراس ويحاولن الهرب والأطفال يرشقون قوات الأمن بالحجارة

فخلال ساعات النهار؛ لا تتوقف الحركة في المخيم الذي يؤوي أكثر من سبعين ألف شخص، نساء ورجال يشترون من بسطات موزعة هنا وهناك، أطفال يلهون ويصرخون بين الخيم، وسكان يحملون عبوات بلاستيكية للتزوّد بالمياه، في ظلّ حراسة مشدّدة ودوريات لقوات أمنية مسلحة تجوب المخيم ذهاباً وإياباً.

لكنّ هذه الزحمة لا تخفي حالة التوتر الكامن، وإذا كانت الشكوى من قلّة المساعدات وسوء الرعاية الطبية تتردّد على كلّ لسان، فإن نساء كثيرات يسارعنّ فور رؤية الكاميرا إلى تحية زعيم تنظيم داعش، أبي بكر البغدادي، والتأكيد على أنهنّ ينتظرن أوامره للعودة إلى "أرض الخلافة" وترفع بعضهن إشارات ذات دلالات دينية.

وتتهم أم صهيب (23 عاماً) قوات الأمن الكردية "الأساييش"، المسؤولة عن أمن المخيم، بالتضييق على "المهاجرات"، وهي تسمية تطلق على زوجات الأجانب من مقاتلي التنظيم المتطرف.

وتقول بغضب، وإلى جانبها تقف نساء أخريات: إنّ قوات الأمن تجري "مداهمات خلال الليل على (خيم) الأخوات، لماذا يأخذونهن؟"، وتقرّ بأنّه" تمّ طعن الأساييش لمرتين أو ثلاثة، والمهاجرات هنّ من يقمن بذلك".

وأم صهيب؛ عراقية وأم لثلاثة أطفال، قدمت إلى سوريا قبل أعوام، وتزوجت من "أبو صهيب"، مقاتل تونسي في صفوف التنظيم، تقول إنّه عمل في زرع العبوات الناسفة، وقُتل خلال عملية "انغماسية" نفّذها ضدّ قوات سوريا الديموقراطية في بلدة الباغوز.

وشكّلت الباغوز الجيب الأخير للتنظيم في شرق سوريا، قبل أن تطرده منها قوات سوريا الديموقراطية (قسد)؛ إثر هجوم بدعم من التحالف الدولي بقيادة واشنطن.

وخرج عشرات الآلاف من المدنيين، بينهم أفراد عائلات مقاتلي التنظيم وأنصاره، مع تقدم العمليات العسكرية التي استمرت أشهراً، بينما أوقفت قوات سوريا الديموقراطية الآلاف من مقاتلي التنظيم، من سوريين وعراقيين وأجانب، من جنسيات عدة.

لم ترَ أم صهيب أهلها منذ نحو ثلاثة أعوام، لكنّها لا تأبه لذلك، وتقول إنّ ما تريده اليوم هو أن "تعود الخلافة وأن نعود إليها".

وتضيف "البغدادي أوصانا ألّا ننزع هذا الخمار، وأوصانا بالدين والشرف والعقيدة، ونحن لن نخلف وعده، ولم نأتِ إلى المخيم إلا بأمره".

النساء في مخيم الهول يحيين زعيم تنظيم داعش ويؤكدن أنهنّ ينتظرن أوامره للعودة إلى "أرض الخلافة"

في أنحاء المخيم؛ من الممكن رؤية كاميرات مثبتة على أعمدة إنارة لمراقبة المخيم، نهاراً وليلاً، ويرافق عناصر الأمن النساء الأجنبيات أثناء خروجهن للتسوق، أو زيارة العيادات الطبية، خشية من هروبهنّ، بعدما تكررت المحاولات في حوادث متفرقة.

ويقول مسؤول قوات الأساييش في المخيم، عامر علي: "ينظرون إلينا بعين العداء، وينجم عن ذلك مشاكل كثيرة، تحاول قواتنا التصدّي لها ضمن إمكانياتها".

ويوضح علي؛ "التنظيم يريد أن ينشر أفكاره عبر نسائه، اللواتي يردّدن دائماً أنهنّ يتبعن البغدادي، وعندما رُفع العلم في المخيم قلن ذلك أيضاً".

وحذّر مسؤولون أكراد مراراً من أنّ أطفال الإرهابيين في المخيمات هم عبارة عن "قنابل موقوتة"، إذا بقوا محاصرين، وهم يكبرون على تعاليم التنظيم من أمهاتهم.

ويقول علي: "الأطفال يرمون القوات الأمنية بالحجارة بتحريض من أمهاتهنّ، اللواتي يقلن لهم عنّا: "هؤلاء قتلوا آباءكم ودمروا منازلنا"."

وتؤوي مخيمات شمال شرق سوريا 12 ألف أجنبي من عائلات الإرهابيين، هم: أربعة آلاف امرأة وثمانية آلاف طفل، غالبيتهم في مخيم الهول المكتظ.

 

 

 

الصفحة الرئيسية