عبد المحسن القطان يرحل تاركاً أرض البرتقال الحزين ومعانقاً الخلود

عبد المحسن القطان يرحل تاركاً أرض البرتقال الحزين ومعانقاً الخلود


05/12/2017

غيّب الموت أمس إحدى أهم قامات فلسطين الثقافية والسياسية، رجل الأعمال عبد المحسن القطان الذي وافته المنية في لندن، عن 88 عاماً بعد معاناة مع المرض. وكان القطان رئيساً للمجلس الوطني الفلسطيني في نهاية ستينيات القرن العشرين، وأحد أبرز رجال الأعمال الوطنيين، علاوة على دوره البارز في دعم الثقافة والمثقفين والإبداع الفلسطيني، عبر المؤسسة التي حملت اسمه منذ عام 1994، وتعمل على تعزيز حضور الثقافة والفنون على كامل الجغرافيا الفلسطينية وخارجها.

وتمثل سيرته الشخصية نموذجاً من نماذج الإرادة والنضال الوطني، كما أفادت صحيفة "الحياة"؛ فهو خرج مهجّراً من يافا عام 1948، وبنى نفسه بنفسه متنقلاً بين عمّان، والكويت، وبيروت، ولندن، وغيرها من عواصم العالم، حاملاً القضية الفلسطينية على كتفيه أينما حلّ، ولم يكتف بوضع الحلم الفلسطيني بالعودة والتحرر نصب عينه؛ بل عمد إلى تجسيد العمل من أجل هذا الحلم على أرض الواقع بنشاطه السياسي والاقتصادي والثقافي.

برحيل عبد المحسن القطان خسر الشعب الفلسطيني وخسرت فلسطين رجلاً مناضلاً مخلصاً لوطنه وأبناء شعبه

في آذار (مارس) 2011، خصّص ربع ثروته لإنشاء صندوق لضمان استدامة المؤسسة التي تحمل اسمه واستقلاليتها، واستمرارها في إحداث التغيير المجتمعي المطلوب، كما أعلن دعم تأسيس معهد دراسات استراتيجية مستقل، يقدّم دراسات في زوايا متعددة ذات علاقة بالقضية الفلسطينية.

أهم المؤسات الثقافية العربية
وبجهوده، باتت مؤسسة عبد المحسن القطان واحدة من أهم المؤسات الثقافية العربية، علاوة على كون الراحل قدم الدعم لعدد من المؤسسات، من بينها مؤسسة التعاون، ومؤسسة الدراسات الفلسطينية، والجامعة الأميركية في بيروت، ومركز دراسات الوحدة العربية، وجامعتا بيرزيت والنجاح، وغيرها.
ونعاه الرئيس الفلسطيني محمود عباس، قائلاً: "بوفاة القطان خسرت فلسطين رجلاً مناضلاً وهامة وطنية شامخة، وواحداً من أكبر الداعمين لفلسطين من خلال مؤسسات تنموية خاصة". كما نعته وزارة الثقافة الفلسطينية ووصفته بـ "صاحب الدور البارز في التاريخ السياسي والاقتصادي والثقافي الفلسطيني".

خصّص القطان عام 2011 ربع ثروته لإنشاء صندوق لضمان استدامة المؤسسة التي تحمل اسمه واستقلاليتها

وأكدت وزارة الثقافة أنه "لا بد من استلهام كثير من النقاط المضيئة في مسيرة القطان، والبناء عليها في مواصلة المسيرة نحو التحرير والدولة المستقلة، وبث روح الصمود التي تصنعها الثقافة، التي هي من أهم وسائل التصدي للاحتلال وسياساته الرامية إلى سلب ونهب الهوية والرواية الفلسطينيتين، بتأكيد حيوية الثقافة الوطنية القادرة على تثبيت نفسها كعنصر للصمود والمقاومة في مواجهة رواية الاستعمار الصهيوني على أرض فلسطين".
ونعى رئيس المجلس الوطني الفلسطيني سليم الزعنون، الرئيس الأسبق للمجلس عبد المحسن القطان. وقال "برحيل الفقيد القطان خسر الشعب الفلسطيني وخسرت فلسطين رجلاً مناضلاً مخلصاً لوطنه وأبناء شعبه، تسلم رئاسة المجلس عام 1968 في أحلك الظروف، واستمر عطاؤه المخلص لقضيته وشعبه على مر السنين إلى أن لقي وجه ربه راضياً مرضياً".
وأشاد الزعنون بمناقب الراحل الحميدة؛ حيث توجه الفقيد إلى العمل الاجتماعي والخيري، وكان داعماً سخياً وسنداً قوياً للشعب الفلسطيني من خلال دوره البارز في مجال المساعدة وتبني الطلاب الفلسطينيين في أماكن تواجدهم كافة، من خلال مؤسسة عبد المحسن القطان التي غدت اليوم إحدى أهم المؤسسات التعليمية والثقافية في العالم العربي.

 


آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية