"طوفان الأقصى"... حينما نطقت القاعدة وتكلم داعش

"طوفان الأقصى"... حينما نطقت القاعدة وتكلم داعش

"طوفان الأقصى"... حينما نطقت القاعدة وتكلم داعش


17/10/2023

مع اليوم الأول لبدء عمليات "طوفان الأقصى"، تكلم تنظيم (داعش)، ثم نطقت (القاعدة) في اليوم الأخير، وبينما كان يسعهم السكوت، وينفعهم التعاطف مع المستضعفين، أفتوا بأنّ استهداف المحتلين لا يجز، ولا يتم خلف أيّ فصيل مرتد.

إصدارات حول طوفان الأقصى

أصدر تنظيم داعش في اليوم الأول من عملية "طوفان الأقصى" إصداراً مرئياً، من إنتاج مؤسسة (البتار) الإعلامية، بعنوان "يا أهل فلسطين، هذا الحَلُّ الوَحيد"، اعتبر فيه أنّ الجهاد هو الطريق الأوحد لتحرير فلسطين، وأنّ هذا الجهاد لا يجوز شرعاً خلف فصائل مرتدة!

وكنهج التنظيم القديم المعروف، اعتبر الإصدار أنّ (9) رصاصات للمرتدين، وواحدة فقط للكافرين، وأنّ كل الفصائل التي تحارب في قطاع غزة، وعلى رأسها (حماس والجهاد الإسلامي)، هي منحرفة عن الطريق القويم للعقيدة الإسلامية.

يرى الإصدار أنّ الحل الوحيد لتحرير فلسطين يكمن في مبايعة أمير التنظيم، ثم قتال المرتدين أوّلاً، وهذا من أعجب الأعاجيب؛ إذ إنّه تغافل عن الأحداث الجسام التي يمرّ بها شعب فلسطين، ورأى فقط أنّ مكمن المشكلة لا يكمن في وجود إسرائيل، ورفضها لكل دعوات السلام، بل هو فقط في الحكّام، والفصائل، والشعوب المرتدة.

في اليوم الثالث لعملية "طوفان الأقصى"، أعاد تنظيم داعش رفع إصدار بعنوان: صنم القضية الفلسطينية، تحدث فيه عن حكّام إيران، وتركيا، ودول الخليج، ومصر، وقال: إن أطعتموهم، فإنّكم مشركون، وإنّ القضية الفلسطينية أصبحت مثل صنم يُعبد من دون الله، وإنّ على الشعوب ألّا تتبع حكامها، لأنّهم خوارج مارقون، وفق التنظيم.

 تنظيم داعش

اعتبر تنظيم داعش في إصداره أنّ كل الفصائل التي تنصر القضية الفلسطينية هي حركات رافضية، وأنّ المعادلة الحقيقية لتحرير الأرض هي تشكيل جيوش إسلامية جديدة، وأنّ إعلان الخلافة جاء وفق هذه الخطة، ليواجه دعوات الانتصار لقطعة أرض، بل الانتصار للدين ذاته.

يرى تنظيم القاعدة أنّ قتال العدو البعيد أولى من القريب، وأنّ عليه أن يقاتل أمريكا أوّلاً، بينما يرى تنظيم داعش أنّ قتال المرتدين أولى من قتال الكفار الأصليين

أمّا تنظيم القاعدة، فقد سكت، ولم يصدر أيّ بيان، أو أيّ إصدار مسموع أو مرئي، لكن في اليوم الثالث أصدر فرعه بشرق أفريقيا، (حركة الشباب الصومالية)، بياناً قالت فيه: إنّ سبب نكبة فلسطين هي الديمقراطية، وإنّ الصليبيين قد اجتمعوا بالتعاون مع حكام العرب، وجرموا البطولات الماجدة ووصموها بالإرهاب والتطرف، وإنّ قتال اليهود وهؤلاء الحكام ليس من باب دفع الصائل، بل هو جهاد ومقاومة.

وأكد التنظيم في بيانه سعادته بـ "طوفان الأقصى"، والمفاجأة التي أحدثتها العمليات لـ "إسرائيل"، التي لم تتوقع هذه الضربة القوية، وهذا يدلّ على هشاشة جنودها، مؤكداً أنّ الحركة تقاتل في شرق أفريقيا، وعينها على القدس.

لماذا لا يقاتلون إسرائيل؟

الملاحظ في إصدارات (داعش والقاعدة) أنّ الفروق بينهما تتعلق بالرؤية كاملة، إذ يرى تنظيم داعش عدم جواز القتال خلف فصائل مرتدة، معتبراً أنّ (حماس والجهاد) يؤمنان بالعملية الديمقراطية، ويتعاونان مع إيران والرافضة، بينما تنظيم القاعدة يرى جواز القتال خلفهما.

ويتفق تنظيما (داعش والقاعدة) في أنّ القضية المركزية لهم هي حرب أمريكا والحكام العرب، وأنّ قتال الحكام هو الأولى لتحرير القدس، وهو الطريق المثلى لذلك.

كما يتفق كلٌّ منهما أنّهما لن يقاتلا إسرائيل الآن، وأنّهما يؤجلان المعركة معها إلى حين!، وهو موقف قديم ملتبس لكل من التنظيمين، اللذين لم يثبت أنّ أيّاً منهما فكّر في قتال إسرائيل، سوى في عملية (غزوة الحبيب) التي قام بها تنظيم (بيت المقدس)، على يد مؤسسه توفيق فريج زيادة، ومن بعدها لم يشكّل تنظيما (القاعدة وداعش) أيّ خطر على إسرائيل.

وبينما يسعى البعض لتضخيم خطر تنظيم داعش على إسرائيل، يؤكد عدد من الخبراء والمتابعين لشؤون الجماعات الإسلامية المتطرفة، أنّه ليس هناك وجود حقيقي لتنظيم داعش في إسرائيل، مع إقرارهم بوجود أنصار لهذا التنظيم ممّن سافروا أو حاولوا السفر إلى الخارج من أجل الالتحاق بصفوف تنظيم داعش.

اعتبر تنظيم داعش في إصداره أنّ كل الفصائل التي تنصر القضية الفلسطينية هي حركات رافضية، وأنّ المعادلة الحقيقية لتحرير الأرض هي تشكيل جيوش إسلامية جديدة

ويرى تنظيم القاعدة أنّ قتال العدو البعيد أولى من القريب، وأنّ عليه أن يقاتل أمريكا أوّلاً، بينما يرى تنظيم داعش أنّ قتال المرتدين أولى من قتال الكفار الأصليين، ولذا اجتمع التنظيمان معاً في مسألة عدم قتال إسرائيل، التي هي ليست عدوّاً من المرتدين، أو هي عدوٌّ بعيد.

وفي الختام، وبغضّ النظر عن مرجعية التنظيمين، الفقهية والشرعية، التي أوقعتهما في تناقض شديد، فإنّهم قدّموا قتال الشعوب على أيّ قتال آخر، وأخّروا قتال إسرائيل، ورفضوا البدء في قتالها، وتكلم تنظيم داعش بالتفصيل في هذا الأمر




انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية