حزب العدالة والتنمية خلّف تصدعات اجتماعية خطيرة خلال حكمه

حزب العدالة والتنمية خلّف تصدعات اجتماعية خطيرة خلال حكمه


09/09/2021

أشار الكاتب التركي شينول كالوج في مقال له في صحيفة قرار التركية، اليوم الأربعاء، إلى أنّه خلال السنوات الطويلة من حكم حزب العدالة والتنمية، أصيب المجتمع بجروح خطيرة بهذا المعنى نتيجة للهجمات المتبادلة. كانت هناك تصدعات في حياته السياسية قبل عام 2002، ولكن على الأقل لم تكن السياسة المركزية بعيدة عن بعضها البعض. وقال إنّه الآن، يتم رسم خطّ باللونين الأبيض والأسود بحيث تكون إما معنا أو معهم.

ولفت إلى أنّ من حاول الابتعاد عن هذا الخط منذ البداية يمكن أن يتعرض للقمع والإسكات من كلا الجانبين، وكأنه السبب الرئيسي لكل المشاكل والمتاعب في البلاد هذه الأيام. أولئك الذين انخرطوا في السياسة في السنوات الأولى لحزب العدالة والتنمية والذين، على حد تعبير الحزب الحاكم، في المستقبل، "ينزلون من القطار" و"هذا لا يكفي، لكن نعم" يتعرضون لهجوم مستمر.

كما ذكر الكاتب أنّه إذا تراجعنا قليلاً وتذكرنا ما حدث؛ بينما كان حزب العدالة والتنمية يحاول القيام بخطوات من أجل الديمقراطية سعياً وراء دعم الولايات المتحدة ومنطلقات الاتحاد الأوروبي في سنواته الأولى، أظهرت الدوائر التي تشكو من ديكتاتورية الحكومة اليوم معاداةً رهيبة للاتحاد الأوروبي. هذه الجماهير، التي تنكر معايير كوبنهاغن وأمستردام لمواطنيها، الذين يتعاونون عن قصد أو عن غير قصد مع مراكز قوة الوصاية القائمة على الوضع الراهن، ويدعون الآخرين باستمرار إلى أداء الواجب ويحاولون مقاطعة كل خطوة إيجابية، يلعبون لعبة "قلنا ذلك". إذا لم يساهموا بأي شيء في عملية الاستبداد اشتكوا منه.

واكّد الكاتب كالوج أيضاً أنّه إذا كنت تريد الديمقراطية حقًا وتريد المزيد، فبدلاً من محاولة منع التطورات حول الاتحاد الأوروبي، فإن الجماهير الكبيرة من الناس الذين يشكون اليوم لم يكن ليتجمعوا حول حزب العدالة والتنمية وأردوغان كثيرًا. لقد أساء حزب أردوغان فهم الرسالة التي وجهها الشعب في انتخابات 7 يونيو وتسبب في الوضع الحالي. لا أعضاء حزب العدالة والتنمية السابقين ولا أولئك الذين يقولون "هذا ليس كافيًا، لكن نعم" ليسوا مذنبين كما لو كانت هناك جريمة في هذا الصدد.

وتأسف الكاتب وهو يقول إذا كانت الكوادر التي لا تزال تدير المعارضة اليوم لا يمكن أن تكون بديلاً جادًا للسلطة ولا يمكنها جذب نفس القدر من الاهتمام الذي قد يقوله أحد أعضاء العالم الإجرامي، فعليهم وضع قبعاتهم أمامهم والتفكير.

نوّه الكاتب إلى أنّ الردود على البيان السياسي المنشور على تويتر من قبل ريحا جامورو أوغلو، التي خدمت في السنوات الأولى لحزب العدالة والتنمية، تظهر أن قسمًا من المعارضة قد فقد تمامًا اتساقه العقلي والمنطقي. أود أن أضيف مشاركات جامورو أوغلو كما أراها مهمة تمامًا. واستشهد الكاتب ببعض التعليقات، منها القول "إنّه عندما أنظر إلى أولئك الذين يقولون، "بصفتك عضوًا سابقًا في حزب العدالة والتنمية، فأنت مسؤول عن وضع اليوم"، أرى أن هؤلاء الأشخاص ليس لديهم أدنى منطق.

وقال إنّ حزب العدالة والتنمية لعام 2002 وحزب العدالة والتنمية اليوم لا علاقة لهما بالسياسة التي يدافعان عنها، ولا من حيث كوادرهما. وفي غضون ذلك، فإنّ نظام البلاد قد تغير، على الرغم من اعتراض بعض أعضاء العدالة والتنمية، كما أن 12 سبتمبر، الذي مهد الطريق للإسلاموية في تركيا، فعل ذلك باسم "الكمالية"؟ على سبيل المثال، هل ينبغي القول إن أولئك الذين أصبحوا ملازمين ونقباء وعقداء في القوات المسلحة التركية في 12 سبتمبر مسؤولون عن هذه الأيام؟

تحدث كذلك عن مقولة: "يسقط الغرب!" وقال: هل كان "أتاتورك" يعتقد بقوله "الحضارة المعاصرة" أنه يقصد الصين عندما يقول "الحضارة المعاصرة"؟ هل أولئك الذين يعارضون ويذهبون إلى الناخبين ويطلبون التصويت يدركون أن غالبية سكان هذا البلد قد صوتوا لحزب العدالة والتنمية مرة واحدة على الأقل؟ أصوات من ستغير الحكومة؟ هل تعرف طريقة أخرى غير الانتخابات؟

ونسب الكاتب إلى العضو السابق في العدالة والتنمية القول: لقد كنت مجنونا مناهضا للاتحاد الأوروبي بين عامي 2002 و 2011، لذلك اكتشفت المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان اليوم.. في ذلك الوقت، كان حزب العدالة والتنمية حزبًا جماهيريًا واعتقدنا أن خطه في ذلك الوقت سيكون مفيدًا لتركيا، لذلك انضممنا. نحن مسؤولون عما نقوله، ومسؤولون عن الأصوات التي نعطيها أو لا ندلي بها، وما نفعله.

وفي النهاية قال الكاتب: "ألم تروا أن حزباً إسلامياً سيأتي إلى هذه الأيام؟" مثل هذا الاعتراض يأتي في كثير من الأحيان. أولاً، اسمحوا لي أن أكرر أن "الإسلاموية" لا تتوافق مع خط سياسي واحد. ثانيًا، إنها ليست مسألة رؤية أو عدم رؤية. وختم بالقول: بالطبع رأينا الناس اليوم ونراهم الآن. هل من الصعب للغاية أن نفهم أن هناك آراء وتجمعات مختلفة داخل الحزب، لكن ساد أولئك الذين أوصلوه إلى الحاضر..

عن "أحوال" تركية

الصفحة الرئيسية