جو بايدن: سياسي محنك أم أشيب طاعن في السن؟

جو بايدن: سياسي محنك أم أشيب طاعن في السن؟

جو بايدن: سياسي محنك أم أشيب طاعن في السن؟


03/05/2023

ترجمة وتحرير: محمد الدخاخني

رامي البيسبول الأسطوريّ ساتشيل بيج لَعِبَ آخر مباراة كبرى له في الدوري الأمريكيّ وهو في التّاسعة والخمسين من عمره، وسجّل رقماً قياسياً - لا يزال مستمرّاً - بوصفه لاعب البيسبول الأكبر سنّاً.

وتُنسَب إليه حكمة عن التّقدّم في العمر تقول: «العمر عبارة عن حالة ذهنيّة بشأن الواقع - إذا كنت منفتحاً ذهنيّاً، فإنّ الواقع لن يهمّ كثيراً».

يبدو أنّ هذا هو شعار الرّئيس جو بايدن الذي يسعى إلى ولاية ثانية في البيت الأبيض. يُعدّ بايدن، وهو في الثّمانين من عمره، بالفعل أكبر رئيس أمريكيّ سنّاً، وسوف يبلغ من العمر ستّة وثمانين عاماً في نهاية ولايته الثّانية - إذا فاز العام المُقبل.

بايدن موضوع تفحّص مكثّف بسبب عمره. ويُعدّ انتقاد صحّته العقليّة الآن خطّ الهجوم المفضّل لدى الحزب الجمهوريّ، ولدى العديد من الدّيمقراطيّين، على الرّغم من أنّ دونالد ترامب يبلغ من العمر ستّة وسبعين عاماً.

نيكي هايلي، الحاكمة السّابقة لولاية كارولينا الجنوبيّة والتي سوف تترشّح للرّئاسة، أعلنت الأسبوع الماضي أنّ بايدن لن يصمد لفترة ولاية ثانية.

رامي البيسبول الأسطوريّ ساتشيل بيج

في ليلة السّبت، احتضن بايدن المسألة بشكل صريح، وسَخِر من حقيقة أنّ استطلاعات الرّأي تُظهِر أنّ معظم الأمريكيّين لا يريدون له أن يُرشّح نفسه مرّة أخرى، وكَوْن المخاوف بشأن عمره من بين الأسباب الرّئيسة.

عشاء "جمعيّة مراسلي البيت الأبيض"

في كلمته في حفل عشاء «جمعيّة مراسلي البيت الأبيض»، وهو احتفال سنويّ يجمع 2,600 من السّياسيّين والإعلاميّين في واشنطن معاً، أشاد بايدن بالتّعديل الأوّل للدّستور الأمريكيّ، الذي كتبه الأب المؤسّس جيمس ماديسون عام 1789 لضمان حرّيّة التّعبير.

قال بايدن: «أؤمن بالتّعديل الأوّل - ليس فقط لأنّ صديقي العزيز جيمي ماديسون كتبه»، في إشارة مازحة إلى تقدّم ماديسون في العمر أثناء تولّيه الرّئاسة.

قال جو بايدن: "تصفونني بالطّاعن، وأَصِفني بالمُحنّك. تقولون إنّني عتيق، وأقول إنّني حكيم. تقولون إنّني مَدْثور، بينما قد يقول دون ليمون إنّني رجل في أوجه"

وضمن التّعليقات اللاذعة التي ألقى بايدن بها على شبكة «فوكس نيوز» اليمينيّة، التي ترى فيه بُعبُعاً، انتقد مالك القناة روبرت مردوخ، البالغ من العمر اثنين وتسعين عاماً.

قال بايدن: «اصغوا، أفهم أن السّنّ مسألة وجيهة تماماً. إنّه في أذهان الجميع. قد تعتقد أنّ روبرت مردوخ لا يروق لي. هذا ببساطة ليس صحيحاً. فكيف لي أن أكره الرّجل الذي يجعلني أبدو مثل هاري ستايلز؟».

ضحك العديد من موظّفي «فوكس نيوز» بسبب هذه المزحة، لكنّهم كانوا أقلّ ابتهاجاً عندما ألقى بايدن مزحة عن اضطرار شبكتهم إلى دفع 787.5 مليون دولار في شكل تعويضات بعد أن نشرت - عن علم - معلومات خاطئة عن الشّركة المُصنّعة لآلات التّصويت.

انتقاد فوكس نيوز

قال بايدن: «في العام الماضي، تمكّن مراسلو «فوكس نيوز» المفّضلين لديكم من الحضور لأنّهم تلقوا التّطعيمات وكذلك الجرعات التّعزيزيّة. هذا العام، مع تسوية بقيمة 787 مليون دولار، هم هنا لأنّهم لم يتمكّنوا من قول لا لوجبة مجانيّة».

كما ألقى مُزحة استهدفت شبكة «سي إن إن» ومضيفها السّابق دون ليمون، الذي طُرِدَ بعد أن قال عن هايلي، التي تبلغ من العمر واحداً وخمسين عاماً، إنّها ليست «في أوجها».

قد لا يكون بايدن خياراً رائجاً بين الدّيمقراطيّين. كما لا يحظى بأيّ شعبيّة بين الجمهوريّين. لكنه يبدو مستعداً لخوض معركة طويلة. لم يحن الوقت لاستبعاد هذا الرّجل الأشيب

قال بايدن: «تصفونني بالطّاعن، وأَصِفني بالمُحنّك. تقولون إنّني عتيق، وأقول إنّني حكيم. تقولون إنّني مَدْثور، بينما قد يقول دون ليمون إنّني رجل في أوجه».

كما سخر الممثّل الكوميديّ البارز دون وود جونيور من عمر بايدن، قائلاً إنّ أكبر فضيحة خلال رئاسته كانت: «هل جو بايدن مستيقظ؟».

يُعدّ هذا العشاء المرصّع بالنّجوم أحد أبرز الأحداث في الأجندة الاجتماعيّة بواشنطن، وعادةً ما يتميّز بخطاب يلقيه الرّئيس.

لاعبة كرة السلة بريتني غرينر خلال عشاء جمعية مراسلي البيت الأبيض

المأدبة، التي تبلغ تكلفة وجبة الفرد الواحد فيها حوالي 350 دولاراً أمريكيّاً، تتكوّن من ثلاثة أطباق، وتجمع أموالاً لمنح دراسيّة في الصّحافة، وتمنح جوائز لمراسلي البيت الأبيض.

خالف ترامب التّقاليد برفضه حضور الحفل، وأُلغيت الفعالية في عامي 2020 و2021 بسبب الوباء.

بصرف النّظر عن الحديث عن عمره، استخدم بايدن خطابه لتسليط الضّوء على العديد من القضايا الصّحافيّة، بما في ذلك اعتقال مراسل صحيفة «وول ستريت جورنال» إيفان غيرشكوفيتش في روسيا، بسبب ما تقول الولايات المتّحدة إنّها تهم تجسّس وهميّة.

تَكوّن الحشد من أعضاء النّخبة السّياسيّة في واشنطن، لكنّه ضمّ، أيضاً، مشاهير وأشخاصاً ذوي صيت ذائع، مثل لاعبة كرة السّلّة الأمريكيّة بريتني غرينر، التي أُطلق سراحها من سجن روسيّ العام الماضي. وقد تلقّت ترحيباً حارّاً عندما أشار بايدن لإطلاق سراحها بشكل تفاخريّ.

وسائل الإعلام اليمينيّة

لكن في لحظة مُحرِجة بالنّسبة إلى بعض وسائل الإعلام في قاعة الرّقص، أثار بايدن استياء العديد من الضّيوف عندما استهدف وسائل الإعلام اليمينيّة لنشرها ما قال إنّها أكاذيب ومعلومات مضلّلة.

قال: «السّمّ يجري في ديمقراطيّتنا وقطاعات من الصّحافة المتطرّفة. الأكاذيب تدفن الحقيقة وتُقدّم نفسها على أنّها الحقيقة».

وتابع: «تُقال الأكاذيب من أجل الرّبح والسّلطة. تتكرّر الأكاذيب، والمؤامرات، والأحقاد مراراً، وهي مصمّمة لتوليد دائرة من الغضب والكراهية وحتّى العنف».

قد لا يكون بايدن خياراً رائجاً بين الدّيمقراطيّين. كما لا يحظى بأيّ شعبيّة بين الجمهوريّين. لكن بالنّظر إلى أدائه المشاكس يوم السّبت، يبدو أنّه مستعد لخوض معركة طويلة. لم يحن الوقت لاستبعاد هذا الرّجل الأشيب.

مصدر الترجمة عن الإنجليزية:

توماس واتكينز، ذي ناشونال، 1 أيار (مايو) 2023



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية