تعرّف على خبراء الشرق الأوسط في إدارة بايدن

تعرّف على خبراء الشرق الأوسط في إدارة بايدن


10/03/2021

ترجمة: محمد الدخاخني

بدأ الرّئيس جو بايدن في تزويد بيته الأبيض بخبراء للتّعامل مع التّقلّبات المتجدّدة في الشّرق الأوسط، حتّى في الوقت الّذي تتطلّع فيه الإدارة إلى تحويل تركيز واشنطن الرّئيس باتّجاه الصّين وإخراج الولايات المتّحدة من الحروب المستمرّة والمُكلفة الّتي هيمنت على الأمن القوميّ للولايات المتّحدة على مدار عقدين.

اقرأ أيضاً: ماذا تكشف مقاربة بايدن السياسية في "وثيقة الأمن القومي"؟

وقال مسؤولون مطّلعون إنّ سبعة مسؤولين قد انضمّوا حديثاً إلى فريق الشّرق الأوسط التّابع لمجلس الأمن القومي، منذ أن تولّى بايدن منصبه. وأكّدت المتحدّثة باسم مجلس الأمن القوميّ، إميلي هورن، التّعيينات في ردٍّ بالبريد الإلكترونيّ على فورين بوليسي. وسيرفع هؤلاء تقاريرهم إلى بريت ماكغورك، قيصر بايدن للشّرق الأوسط، والّذي عمل في السّابق مبعوثاً لمكافحة داعش في عهد الرّئيسين باراك أوباما ودونالد ترامب.

بريت ماكغورك

سيدير ​​المسؤولون الجدد، بمن فيهم بعض الّذين خدموا تحت قيادة ماكغورك في منصبه الأخير، السّياسة الأمريكيّة في تعاطيها مع بعض أصعب الأزمات حول العالم، حتّى في الوقت الّذي تتطلّع فيه إدارة بايدن إلى تحويل تركيز واشنطن إلى عصر ما يسمّى بـ "منافسة القوى العظمى" مع بكين بعد ما يقرب من عقدين من الانخراط في الشّرق الأوسط. لكن من المرجّح أن يستمرّ الشّرق الأوسط في لفت الطاقة والانتباه، خاصّةً وأنّ فريق بايدن يسعى لإعادة إيران إلى الطّاولة من أجل مفاوضات نوويّة جديدة ويحاول التّوسّط لإحلال السّلام في اليمن الّذي مزّقته الحرب.

المنضمون لمجلس الأمن القوميّ

سينضمّ إلى مجلس الأمن القوميّ سام باركر في منصب مدير الشّأن الإيرانيّ، وزهرا بيل في منصب مديرة الشّؤون العراقيّة والسّوريّة، وماكس مارتن في منصب مدير الشؤون الّلبنانيّة والأردنيّة. والثّلاثة من الموظّفين المخضرمين في وزارة الخارجيّة. وجوش هاريس، وهو مسؤول في وزارة الخارجيّة شغل منصب نائب رئيس البعثة في سفارة الولايات المتّحدة في ليبيا، سينضمّ إلى مجلس الأمن القوميّ للتّعامل مع قضايا شمال إفريقيا.

جعل بايدن من إعادة بناء ودعم القوى العاملة للأمن القوميّ عنصراً رئيساً في السياسة الخارجيّة، وهذا يشمل تعيين مسؤولين من أصحاب الباع والخبرة

وبينما تأمل إدارة بايدن في إعادة بناء العلاقات مع السّلطة الفلسطينيّة وإحياء الجهود بشأن حلّ الدّولتين في أعقاب خطّة إدارة ترامب للسّلام في الشرق الأوسط، ستتولّى جولي سوير، وهي مساعدة سابقة لمبعوث أوباما الخاصّ لمفاوضات السّلام الإسرائيليّة الفلسطينيّة، منصب مديرة الشّؤون الإسرائيليّة الفلسطينيّة في مجلس الأمن القوميّ. وقالت إدارة بايدن إنّها ستعمل على استئناف المساعدات الأمريكيّة للأراضي الفلسطينيّة الّتي قُطعت في عهد ترامب والمساعدة في إعادة الاتّصال بالبعثة الدّبلوماسيّة للفلسطينيّين في واشنطن الّتي أغلقها ترامب في عام 2018.

اقرأ أيضاً: ماذا قالت "الإيكونوميست" و"فورين بوليسي" عن سياسة بايدن في الشرق الأوسط؟

وفي الوقت نفسه، ستتولّى إيفينيا سيديرياس، وهي موظّفة ذات باع في الخارجيّة، منصب مديرة شؤون شبه الجزيرة العربيّة، وسيكون ك. سي. إيفانز المدير الجديد لمجلس الأمن القوميّ للشّؤون السّياسيّة والعسكريّة واليمن. ويمكن أن يلعب كلاهما أدواراً مهمّة وراء الكواليس في الجهود الأمريكيّة للتّوسّط في محادثات السّلام في اليمن بين الحكومة المدعومة من السّعوديّة والمتمرّدين الحوثيّين المدعومين من إيران، بقيادة المبعوث الأمريكيّ تيم ليندركينغ.

جولي سوير

وقد خدم كلّ من باركر وبيل تحت قيادة ماكغورك خلال الفترة الّتي قضاها مبعوثاً رئاسيّاً خاصّاً للتّحالف لهزيمة داعش في عهد كلٍّ من أوباما وترامب، وهي الوظيفة الّتي استقال منها في عام 2018، بعد أن أعلن ترامب فجأةً انسحاب القوّات الأمريكيّة من سوريا. وباركر، وهو موظّف حكوميّ عمل في السّابق مديراً في مجلس الأمن القوميّ لسوريا والعراق في عهد أوباما، وبيل، وهي موظّفة ذات باع في الخارجيّة، يتحدّثان العربيّة بطلاقة، وعملا في الشّرق الأوسط لأعوام. وشغلت بيل مؤخّراً منصب الرّئيسة السّياسيّة لفريق الاستجابة للمساعدة في عمليّة الانتقال في سوريا التّابع للحكومة الأمريكيّة، والّذي أدار مشاريع تحقيق الاستقرار داخل البلاد واتّخذ من اسطنبول مقرّاً له. وكان مارتن مستشاراً للمبعوث الأمريكيّ السّابق إلى سوريا، مايكل راتني، الّذي عمل فريقه بشكلٍ وثيقٍ مع ماكغورك.

اقرأ أيضاً: هذه أبرز ملامح سياسة بايدن في الشرق الأوسط

وخدم كلّ من هاريس وسيديرياس في أدوار رئيسة في شمال إفريقيا وفي وزارة الخارجيّة خلال إدارة ترامب، عندما انقلبت مبادرات السّياسة الأمريكيّة في المنطقة في بعض الأحيان بسبب تغريدات مفاجئة من الرّئيس. وعمل هاريس كأكبر دبلوماسيّ لليبيا قبل أن يُعيّن ترامب ريتشارد نورلاند سفيراً للبلاد في عام 2019.

كما تمّ تسمية آني روهرهوف مديرةً لمكافحة الإرهاب في مجلس الأمن القوميّ، وفقاً لأشخاص مطّلعين على الأمر.

انتقاء مديري مجلس الأمن القوميّ

وتتبع التّعيينات المتوقّعة نمطاً تاريخيّاً يتمثّل في انتقاء مديري مجلس الأمن القوميّ من الوكالات الحكوميّة الأمريكيّة الأخرى. وأخبر ماكغورك، أيضاً، المعيّنين السّياسيّين المحتملين أنّه لا يملك الميزانية الّلازمة لجلب المزيد من الموظّفين من خارج الحكومة، وفقاً لمصادر مطّلعة على المحادثات. وعادةً ما يحدّ مجلس الأمن القوميّ من التّعيينات المباشرة أكثر من قطاعات أخرى في الحكومة الأمريكيّة.

اقرأ أيضاً: بايدن وطهران والمناورة السياسية.. من الرابح؟

وأخبرت هورن، المتحدّثة باسم مجلس الأمن القوميّ، فورين بوليسي أنّ بايدن ملتزم بجلب المزيد من الخبراء الحكوميّين أصحاب الخبرة للعمل في البيت الأبيض، كجزء من وعد قطعه الرّئيس لاستعادة الرّوح المعنويّة بين موظّفي الحكومة بعد عهد ترامب.

زهرا بيل

وقالت: "لقد جعل الرّئيس بايدن من إعادة بناء ودعم القوى العاملة للأمن القوميّ عنصراً رئيساً في سياستنا الخارجيّة، وهذا يشمل تعيين مسؤولين من أصحاب الباع والخبرة للعمل في البيت الأبيض". وأضافت: "نحن فخورون بتوظيف هؤلاء المسؤولين الضّليعين والموهوبين للعمل مديرين في مجلس الأمن القوميّ لأنّهم يجلبون ثروةً من الخبرة في كلٍّ من واشنطن والخارج لخدمة بلدنا".

تأمل إدارة بايدن في إعادة بناء العلاقات مع السّلطة الفلسطينيّة وإحياء الجهود بشأن حلّ الدّولتين في أعقاب خطّة إدارة ترامب للسّلام في الشرق الأوسط

وقال خبراء إنّ التّعيينات تعكس أولويّات بايدن في محاولة تحقيق الاستقرار في الشّرق الأوسط وإعادة التّفاوض بشأن الاتّفاق النّوويّ الإيرانيّ لعام 2015، مع استمرار سياسات مكافحة الإرهاب الأمريكيّة الّتي ساعد ماكغورك في قيادتها في الإدارة السّابقة.

وقال نيكولاس هيراس، وهو كبير المحلّلين في معهد نيولاينز: "ثمّة نمط واضح هنا يتمثّل في [تعيين] أشخاص اجتازوا الاختبارات الصّعبة خلال إدارة أوباما وتمكّنوا من البقاء في مناصبهم خلال إدارة ترامب". وأضاف: "يخبرني حدسي أنّ ماكغورك يجمع فرقةً يمكن أن تؤدي لحناً متّسقاً عندما يتعلّق الأمر بالسّياسة".

اقرأ أيضاً: لماذا على بايدن منع أردوغان من إساءة توظيف الإرهاب

باربرا ليف، وهي دبلوماسية بارزة سابقة أخرى، انضمّت، أيضاً، إلى الصّفوف الأولى في مجلس الأمن القوميّ التّابع لبايدن جنباً إلى جنب مع ماكغورك. لكن من المتوقّع أن تظلّ ليف لفترةٍ وجيزةٍ في مجلس الأمن القوميّ، مع ذلك، حيث يفكّر بايدن بشدةٍ في ترشيحها لتكون المبعوث الأعلى القادم للشّرق الأوسط في وزارة الخارجيّة - مساعد وزير الخارجيّة لشؤون الشّرق الأدنى -، كما قال أشخاص مطّلعون على الأمر.

تشكيل فريق الشّرق الأوسط

وفي غضون ذلك، بدأ المعيّنون الآخرون من قِبل بايدن بالفعل في تشكيل فريق الشّرق الأوسط بوزارة الخارجيّة.

باربرا ليف

هادي عمرو، وهو مسؤول سابق في الوكالة الأمريكيّة للتّنمية الدّوليّة ووزارة الخارجيّة خلال إدارة أوباما وعمل في المفاوضات الإسرائيليّة الفلسطينيّة، انضمّ إلى مكتب وزارة الخارجيّة لشؤون الشّرق الأدنى نائباً مساعداً لوزير الخارجيّة. ودانييل بنعيم، الّذي عمل كاتب خطابات ومستشار الشّرق الأوسط لبايدن عندما كان نائب الرّئيس، انضمّ، أيضاً، إلى مكتب شؤون الشّرق الأدنى نائباً مساعداً للوزير. وكان بنعيم في السّابق زميلاً بارزاً في مركز التّقدّم الأمريكيّ، وهو مركز أبحاث له ميوله اليساريّة، وأكبر مستشاري السّياسة الخارجيّة لحملة بايدن الرّئاسيّة. أمّا آشا كاسلبيري هرنانديز، وهي أستاذة مساعدة سابقة في جامعة فوردهام ومحاربة قديمة في الجيش الأمريكيّ، فقد انضمّت، أيضاً، إلى المكتب كمستشارة أولى.

اقرأ أيضاً: بايدن والبوابة العراقية

وفي توجيه إستراتيجيّ مؤقّت صدر هذا الأسبوع، قالت إدارة بايدن إنّ الولايات المتّحدة "لا ينبغي لها ولن" تخوض "حروباً إلى الأبد" وستقلّل من وجود القوّات الأمريكيّة في الشّرق الأوسط. لكن بينما يَعد بايدن بأن يكون الرّئيس الثّالث على التّوالي الّذي يحاول تحويل تركيز السّياسة الخارجيّة للولايات المتّحدة خارج المنطقة، فإنّ خبراء الشّرق الأوسط يشقّون طريقهم، أيضاً، إلى أجزاء أخرى من الإدارة.

اقرأ أيضاً: كيف نقرأ العلاقات الأمريكية-السعودية في ظل إدارة بايدن؟

كريس ماير، وهو مسؤول بارز أطيح به من منصبه كمدير لفريق العمل لهزيمة داعش في وزارة الدّفاع على يد المعيّنين من قِبل ترامب العام الماضي، يشغل حالياً منصب النّائب الأوّل المساعد لوزير الدّفاع للعمليّات الخاصّة والنّزاعات منخفضة الكثافة. وتستعين سفيرة الولايات المتّحدة لدى الأمم المتّحدة، ليندا توماس جرينفيلد، أيضاً، بخبراء الشّرق الأوسط للعمل في فريقها، بما في ذلك جيفري بريسكوت، وهو مدير سابق في مجلس الأمن القوميّ خلال إدارة أوباما، وأندرو ميللر، وهو مدير سابق في مجلس الأمن القوميّ للشّؤون العسكريّة المصريّة والإسرائيليّة.

جيفري بريسكوت

وعيّن بايدن، أيضاً، روبرت مالي، وهو مفاوض رئيس سابقاً بشأن الاتّفاق الإيرانيّ في عهد أوباما، مبعوثاً لإيران بالرّغم من المعارضة الشّديدة من الجمهوريّين في الكابيتول هيل، الّذين يرون أنّه متساهل جدّاً مع إيران وينتقد إسرائيل بشكلٍ مفرط. ودافع دبلوماسيّون سابقون عن مالي من النّقد، واصفين إيّاه بأنّه خبير متمرّس وضليع في شؤون المنطقة. وريتشارد نيفيو، الّذي شغل منصب كبير خبراء العقوبات في فريق مفاوضي وزارة الخارجيّة في عهد أوباما بشأن الاتّفاق النّوويّ لعام 2015، انضمّ إلى الإدارة كنائب لروبرت مالي.

مصدر الترجمة عن الإنجليزية:

جاك ديتش، روبي غرامر، فورين بوليسي، 5 آذار/مارس 2021

الصفحة الرئيسية