تظاهرات طرابلس: بهذه الطريقة رد الليبيون على السراج... فهل تقمع ميليشيات الوفاق الاحتجاجات؟

تظاهرات طرابلس: بهذه الطريقة رد الليبيون على السراج... فهل تقمع ميليشيات الوفاق الاحتجاجات؟


25/08/2020

تجدّدت الاحتجاجات الداعية لإسقاط حكومة الوفاق الليبية في العاصمة طرابلس ومدينتي مصراتة والزاوية أمس ردّاً على خطاب فايز السراج.

وطالب المتظاهرون الليبيون رئيس حكومة الوفاق فايز السراج بالرحيل، مؤكدين أنّ احتجاجاتهم سلميّة.

 

تجدّدت الاحتجاجات الداعية لإسقاط حكومة الوفاق الليبية في طرابلس ومصراتة والزاوية رداً على خطاب السراج

 

وحاول السراج في كلمة له أمس التنصّل من مسؤولية "الوفاق" عن تردّي الأوضاع في طرابلس، وقال إنّ هناك "مخربين ومندسين في تظاهرات طرابلس".

وفي مقطع فيديو مدته 33 دقيقة بُثّ عبر القنوات الموالية لحكومة الوفاق، قال السراج إنه سيبدأ في إجراء تعديلات وزارية، لا سيما بالحقائب الخدمية، لافتاً إلى أنه ربما يلجأ إلى استدعاء قانون الطوارئ من أجل تشكيل "حكومة أزمة"، والتحقيق في قضايا الفساد، وفق ما نقلت شبكة "سي إن إن".

كما ألمح السراج إلى استعداده لتنفيذ أيّ اتفاق يجري الوصول إليه بشأن تقليص المجلس الرئاسي للحكومة أو تغييره.

حاله حال وزير داخليته فتحي باشاغا الذي حاول التهرّب ممّا حصل، قائلاً في تغريدة على حسابه في تويتر: إنّ "الذين ظهروا بمظهر رجال الأمن هم مجموعة خارجة عن القانون أطلقت النار".

وزعمت وزارة الداخلية في طرابلس، في بيان، أنّها قامت بتأمين وحماية التظاهرات، مشيرة إلى أنها رصدت "الأشخاص المندسين وتمّ التعرف عليهم لضبطهم، وهم ليسوا عناصر شرطة ولا يتبعون لوزارة الداخلية".

 

السراج يحاول التنصل من مسؤولية الوفاق عن تردّي الأوضاع في طرابلس، ويقول إنّ هناك مخربين ومندسين في تظاهرات طرابلس

 

هذا، وقامت السلطات في العاصمة الليبية طرابلس أمس بقطع الكهرباء والإنترنت عن مناطق وسط المدينة التي تشهد احتشاداً ضخماً للمتظاهرين المطالبين بإسقاط الحكومة.

وأوضح مواطنون أنهم فوجئوا بقطع شبكة الإنترنت والكهرباء عن ساحة الشهداء والمنطقة المحيطة بها وسط طرابلس.

وطالت هتافات المتظاهرين المرتزقة الذين جلبهم الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، إلى ليبيا للقتال مع ميليشيات السراج، مشيرين إلى أنّ هؤلاء يقبضون بالدولار فيما تنقطع رواتب الليبيين منذ أشهر.

ورفع المتظاهرون العديد من اللافتات المندّدة بسياسة حكومة الوفاق وانعدام الخدمات وتردّي الموجود منها.

وطالب المحتجون بإطلاق سراح المتظاهرين المعتقلين الذين خرجوا في احتجاجات، أول من أمس، في طرابلس.

كما أطلق عدد من النشطاء دعوات للدخول في حالة عصيان تام داخل طرابلس، ويشمل العصيان إغلاق المحلات التجارية والمؤسسات الحكومية في العاصمة، احتجاجاً على خطف عدد من النشطاء، أمثال الناشط المدني مهند الكوافي، وفق ما أوردت صحيفة "بوابة أفريقيا".

من جهتها، ردّت الميليشيات الموالية لحكومة السراج بإطلاق قنابل الغاز والرصاص الحي، وتمركز الكثير من السيارات العسكرية بمحاذاة مناطق تجمع المتظاهرين.

كما أطلق عناصر الميليشيات أعيرة نارية لترويع المتظاهرين، والغاز المسيل للدموع لتفريقهم.

 

السراج يلمح بإمكانية إجراء تعديلات وزارية، لا سيما بالحقائب الخدمية، واللجوء إلى قانون الطوارئ لتشكيل "حكومة أزمة" والتحقيق في قضايا الفساد

 

وفي السياق ذاته، خرجت تظاهرات مماثلة في مدينتي الزاوية ومصراتة، الخاضعتين لسلطة حكومة السراج.

وكانت العاصمة الليبية، طرابلس، قد شهدت أول من أمس خروج تظاهرات حاشدة احتجاجاً على الفساد المستشري في الحكومة، وسوء الخدمات أو غيابها في كثير من الأحيان، لا سيما انقطاع التيار الكهربائي لفترات طويلة، وإجبارهم على الوقوف أمام محطات الوقود في طوابير طويلة.

في غضون ذلك، أكّد رئيس مجلس النواب الليبي عقيلة صالح، أنه من حق كلّ مواطن التظاهر السلمي والتعبير عن رأيه، بشرط عدم الإضرار بالغير أو بالممتلكات العامة والخاصة.

وطالب صالح، في بيان له أمس، الأجهزة الأمنية بمدينة طرابلس بحماية المتظاهرين السلميين المُطالبين بحقوقهم، وحثّ النائب العام على تحمل مسؤولياته حيال الاعتداء، غير المبرر وإساءة استعمال السلطة بحقّ المتظاهرين السلميين.

وقد طالبت البعثة الأممية في ليبيا، أمس، بإجراء تحقيق فوري وشامل في الاستخدام المفرط للقوة من جانب ميليشيا حكومة الوفاق ضدّ المتظاهرين بطرابلس.

وقالت البعثة، في بيان: إنّ "الدافع وراء هذه المظاهرات هو الشعور بالإحباط من استمرار الظروف المعيشية السيئة، وانقطاع الكهرباء والمياه، وانعدام الخدمات في جميع أنحاء البلد".

 

السلطات في طرابلس تقطع الكهرباء والإنترنت عن مناطق وسط المدينة التي تشهد احتشاداً ضخماً للمتظاهرين المطالبين بإسقاط الحكومة

 

وأكدت أنّ "حق التجمع السلمي والاحتجاج وحرّية التعبير هو أحد الحقوق الأساسية من حقوق الإنسان، ويندرج ضمن التزامات ليبيا بموجب القانون الدولي لحقوق الإنسان".    وأشارت إلى أنه "في ظلّ استمرار إفقار الشعب الليبي والتهديد المستمر لاحتمال تجدد الصراع، تشدد البعثة على أنه قد حان الوقت لكي يضع القادة الليبيون خلافاتهم جانباً، وأن ينخرطوا في حوار سياسي شامل".

وفي سياق متصل، طالبت المنظمة العربية لحقوق الإنسان بليبيا، اليوم، حكومة الوفاق وبعثة الأمم المتحدة بالتحقيق بصورة عاجلة في أحداث قتل مواطن واختطاف آخرين في مدينة الأصابعة، فضلاً عن تطويق مداخل ومخارج المدينة الواقعة غربي البلاد.

 

وقالت المنظمة، في بيان نُشر عبر صفحتها على فيسبوك: إنها "تلقت شكاوى وبلاغات بشأن قيام قوة تابعة لحكومة الوفاق بدخول مدينة الأصابعة والبحث عن مواطنين محددين بدعوى تأييدهم لقوات الجيش الليبي، وهو إذا ثبتت صحته، فإنه يشكّل إجراءات انتقامية تتناقض مع إعلان حكومة الوفاق لوقف إطلاق النار والبدء في إطلاق مسار سياسي سلمي لتسوية الأزمة".

 

عقيلة صالح يطالب الأجهزة الأمنية بمدينة طرابلس بحماية المتظاهرين السلميين المُطالبين بحقوقهم

 

وتؤكّد المنظمة العربية لحقوق الإنسان أنها تلقت شكاوى بشأن قيام ميليشيات الوفاق بدخول الأصابعة والبحث عن مواطنين بدعوى تأييدهم لقوات الجيش الليبي.

ودعت المنظمة إلى الوقف الفوري للإجراءات التي من شأنها أن تعرقل جهود التوصل إلى معالجة سياسية للأزمة الراهنة، مطالبة بالتحقيق وجلب الجناة إلى العدالة، للحدّ من مشاعر الذعر، ونشر الطمأنينة بين المواطنين.

 



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية