تصعيد إيراني.. طهران تُدشّن أجهزة جديدة للطرد المركزي

تصعيد إيراني.. طهران تُدشّن أجهزة جديدة للطرد المركزي


11/04/2021

في خطوة تصعيدية جديدة، دشّنت إيران رسمياً سلسلتين من الأجهزة المتطورة للطرد المركزي المحدثة، والتي تتيح تخصيب اليورانيوم "بسرعة أكبر"، وهو ما يُعتبر خرقاً صارخاً لأحكام الاتفاق النووي الإيراني المُبرم عام 2015.

ودشّن الرئيس الإيراني حسن روحاني، سلسلة تتضمن 164 جهازاً للطرد المركزي من نوع "آي آر-6"، وسلسلة أخرى تتضمن 30 جهازاً من نوع "آي آر-5"، في منشأة نطنز النووية وسط إيران، خلال مراسم أُقيمت عبر الفيديو وبثّها التلفزيون الرسمي.

 لم ينشر التلفزيون الإيراني صور السلسلتين، لكنّ مهندسين أوضحوا أنّه بعد تلقي الأمر من روحاني، بدأ إمداد أجهزة الطرد المركزي بغاز اليورانيوم

كما أطلق الرئيس اختبارات للتحقّق من "الاستقرار الميكانيكي" للجيل الأخير من أجهزة الطرد المركزي الإيرانية "آي ار-9".

وأكّد روحاني مجدداً، خلال المراسم التي نُظّمت السبت بمناسبة "اليوم الوطني للتكنولوجيا النووية"، أنّ البرنامج النووي لبلاده "سلمي".

ولم ينشر التلفزيون صور هذه السلسلتين، لكنّ مهندسين كانوا يرتدون قمصاناً بيضاء أوضحوا أنّه بعد تلقي الأمر من روحاني، بدأ إمداد أجهزة الطرد المركزي بغاز اليورانيوم.

وقال رئيس هيئة الطاقة الذرية علي أكبر صالحي، خلال الحفل، إنّه "بالرغم من كل القيود والعقوبات، فقد تمت متابعة المشاريع المختلفة في مجال العلوم والتكنولوجيا النووية بقوة، وفق ما أورد موقع "الحرة".

أشارت الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة، الجمعة، إلى خرق إيراني جديد للاتفاق النووي مع القوى الكبرى في يوم الاجتماع في فيينا لإحياء الاتفاق

وتتيح أجهزة الطرد المركزي من نوعي "آي آر-5" و"آي آر-6" تخصيب اليورانيوم بشكل أسرع وبكمية أكبر ممّا تفعل أجهزة الطرد المركزي من الجيل الأول أي من نوع "آي آر-1"، وهي الوحيدة التي يسمح اتفاق فيينا لإيران باستخدامها.

الوكالة الدولية للطاقة الذرية تُحذّر

وكانت الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة قد أشارت، الجمعة، إلى خرق إيراني جديد للاتفاق النووي مع القوى الكبرى في يوم الاجتماع في فيينا لإحياء الاتفاق، وفقاً لتقرير اطلعت عليه وكالة "رويترز" من المُرجّح أن يزيد التوترات مع القوى الغربية.

وتتجنّب الوكالة الدولية للطاقة الذرية القول إنّ إيران انتهكت الاتفاق، لكنّ مثل هذه التقارير لا تصدر عادة إلى الدول الأعضاء إلّا في حالة حدوث انتهاك.

ووفق ما أوردته وكالة "رويترز"، نقلاً عن دبلوماسيين لم تذكر اسميهما؛ فإنّ ما وصفه التقرير يرقى إلى خرق جديد يتعلّق بمخزون إيران من اليورانيوم المُخصّب، وهي مسألة بالغة الحساسية؛ إذ يمكن تخصيب المخزون لإنتاج مواد صالحة للاستخدام في صناعة القنابل النووية.

ووفق التقرير،  فإنّه "في 7 نيسان (أبريل) 2021، تحقّقت الوكالة في محطة تصنيع في أصفهان من أنّ إيران قد أزالت 6 لوحات وقود من مفاعلات طهران، تحتوي على 0.43 كيلوغرام من اليورانيوم المُخصّب وحتى 20 بالمئة من اليورانيوم U-235".

اقرأ أيضاً: حيل إيران للتمدد والتوسع

وذكر التقرير أنّه تم استخراج محلول "نترات الرانينيل" وتحويله إلى "كربونات أورانيل الأمونيوم"، مشيراً إلى أنّ إيران تهدف إلى معالجة ذلك لإنتاج "الموليبدينوم"، الذي يمكن استخدامه مدنياً في مجالات عديدة منها التصوير الطبي.

هل تنهار محادثات فيينا؟

وتأتي الخطوة الإيرانية الأخيرة في وقت تجري فيه محادثات في فيينا بين إيران والدول التي لا زالت مشاركة في اتفاق 2015 (ألمانيا والصين وفرنسا وبريطانيا وروسيا)، حول طريقة إعادة الولايات المتحدة إلى الاتفاق المبرم في العاصمة النمساوية.

وكانت الدول المشاركة في المحادثات الخاصة بالاتفاق النووي الإيراني قد أبدت الجمعة ارتياحها إلى سير المحادثات؛ إذ اعتبرها الاتحاد الأوروبي محادثات "بناءة".

وقال مسؤول أمريكي لم يكشف عن اسمه، الجمعة، إنّ فريقاً يُمثّل الولايات المتحدة حضر إلى فيينا من دون المشاركة المباشرة في المحادثات وعرض اقتراحات "جادة للغاية" لإيران وأبدى "نية حقيقية" للعودة إلى الاتفاق حول الملف النووي الإيراني في حال "امتثلت طهران له مجدداً".

ومن المقرر أن يجتمع ممثلو الاتحاد الأوروبي وفرنسا وألمانيا وبريطانيا وروسيا والصين وإيران مجدداً الأربعاء بمشاركة غير مباشرة للولايات المتحدة بهدف استئناف المفاوضات الرامية لإعادة إحياء الاتفاق الذي توصلت إليه هذه الدول عام 2015 حول البرنامج النووي لطهران.

من المُقرّر أن يجتمع ممثلو الاتحاد الأوروبي وفرنسا وألمانيا وبريطانيا وروسيا والصين وإيران مجدداً الأربعاء بمشاركة غير مباشرة للولايات المتحدة

 ويواجه الاتفاق خطر الانهيار منذ انسحبت الولايات المتحدة بشكل أحادي منه عام 2018، وأعادت فرض سلسلة عقوبات اقتصادية ومالية على إيران، والتي ردت عليها الأخيرة بالعودة عن تعهّداتها بموجب النص اعتباراً من أيار (مايو) 2019.

وبعد الانتخابات الأمريكية الأخيرة التي أفرزت استلام الديمقراطيين لإدارة البيت الأبيض، أعلن الرئيس الأمريكي الجديد جو بايدن أنّه مُستعد للعودة إلى الاتفاق وبالتالي رفع العقوبات بعد المفاوضات، لكنّ إيران أبدت استعدادها للعودة إلى التطبيق الكامل للاتفاق شريطة أن ترفع الولايات المتحدة أولاً كامل العقوبات التي فرضتها أو أعادت فرضها ضدها منذ العام 2018.

كما وترفض طهران أيضاً إجراء محادثات مباشرة مع الولايات المتحدة في الوقت الراهن.



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية