تسبق التقويم الميلادي بـ 950 عاماً.. ماذا تعرف عن رأس السنة الأمازيغية؟

تسبق التقويم الميلادي بـ 950 عاماً.. ماذا تعرف عن رأس السنة الأمازيغية؟


13/01/2022

يحتفل الأمازيغ برأس السنة الأمازيغية الجديدة لعام 2972، ويطلق عليه تسمية "يناير" أو "الناير"، ويعتدّ الأمازيغ بهذا التاريخ معتبرين أنّ تقويمهم يتجاوز التقويم الغريغوري المعترف به عالمياً بـ 950 عاماً.

اقرأ أيضاً: دسترة اللغة .. لماذا تثير "الأمازيغية" الجدل في الجزائر؟

ولم يتفق الأمازيغ، حتى الآن، على يوم مُحدّد للاحتفال برأس السنة الأمازيغية؛ فهناك من يحتفل به في الـ 6 والـ7 من يناير، بينما يحتفل أغلبهم بـ "يناير" إما في الـ 12 أو الـ 13 يناير من كل عام.

قصة "ناير" 

ينقسم المؤرخون حول أصل الاحتفال برأس السنة الأمازيغية؛ إذ يرى البعض أنّ اختيار هذا التاريخ يرمز إلى احتفالات الفلاحين بالأرض والزراعة، ما جعلها تُعرف باسم "السنة الفلاحية".

لم يتفق الأمازيغ حتى الآن على يوم مُحدّد للاحتفال برأس السنة الأمازيغية

وثمة من يرجع أصول الاحتفال بـ "ناير" إلى بعض الأساطير القديمة، منها أسطورة العجوز التي تحدّت شهر يناير وظروف الجو القاسية لترعى أغنامها؛ فطلب شهر يناير من شهر فبراير أن يعيره ليلة ونهاراً للانتقام من العجوز.

اقرأ أيضاً: هل سمعت هذا اللون من الموسيقى؟.. تعرف إلى الأغنية الأمازيغية

وتؤكد الأسطورة أنّ "يناير" جمد أوصال العجوز وأغنامها، لذا يعتبر بعض الأمازيغ القدامى أنّ هذا اليوم يجب أن يكون يوم حيطة وحذر، وفق ما أورد موقع "أصوات مغاربية".

يعتقد البعض أنّ أصل الاحتفال بهذا التاريخ يعود إلى ذكرى انتصار الملك الأمازيغي (شاشناق) على الفرعون المصري (رمسيس الثاني) عام 950 ﻗﺒﻞ ﺍﻟﻤﻴﻼﺩ

ويعتقد قسم آخر أنّ هذا اليوم من يناير، هو ذكرى انتصار الملك الأمازيغي "شاشناق" على الفرعون المصري "رمسيس الثاني" في مصر، في المعركة التي وقعت على ضفاف النيل عام 950 ﻗﺒﻞ ﺍﻟﻤﻴﻼﺩ.

ويقول مؤرخون إنّ المعركة حدثت على ضفاف النيل عام 950 قبل الميلاد، وعلى إثر انتصاره، أصبح الملك شاشناق الأمازيغي حاكم الأسرة الثانية والعشرين للفراعنة.

يحتفل الأمازيغ بتحضير أطباق تقليدية كالعصيدة والكسكس وتيكربابين

ويَعُجُّ شهر يناير بالاحتفالات والطقوس التي تعكس الهوية الأمازيغية خاصة في الدول المغاربية؛ ففي الجزائر مثلاً تجتمع العائلة لإعداد أطباق خاصة بهذه المناسبة، مثل طبق "شخشوخة" و"الرشتة" و"بركوكس" بالإضافة إلى "التراز" وهو مكوّن من الحلويات والتمر والفواكه الجافة.

اقرأ أيضاً: ما موقف الإسلاميين في المغرب من الأمازيغية؟

ويتجوّل المحتفلون في الأحياء السكنية في 12 يناير (رأس السنة) وهم يرتدون أقنعة على وجوههم ويطلقون الأهازيج المصحوبة برقصات تقليدية ضمن كرنفال تقليدي سنوي يُسمّى "إيراد".

تتضمّن احتفالات الأمازيغ في مختلف الدول إلقاء محاضرات وأنشطة أكاديمية مختلفة تهدف إلى التعريف بالحضارة الأمازيغية وتاريخها

وكانت الجزائر قد احتفلت للمرة الأولى برأس السنة الأمازيغية رسمياً في 12 كانون الثاني (يناير) 2018، وذلك بقرار أصدره الرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة "تعزيزاً للوحدة الوطنية"، وقد وافق البرلمان الجزائري على ذلك واعتبر تاريخ 12 يناير من كل عام عطلة رسمية مدفوعة الأجر لكل الجزائريين.

أمّا في تونس، فيحتفل الأمازيغ بتحضير أطباق تقليدية كالعصيدة والكسكس و"تيكربابين"، وتجتمع العائلة أو القبيلة للاحتفال والدعاء لتكون السنة الجديدة وافرة بالأمطار والمحاصيل الزراعية.

أمّا في ليبيا، فتخرج النساء لجمع الأعشاب والنباتات ويعلقنها في أسقف منازلهن كمقدمة لبداية سنة زراعية خضراء مليئة بالوفرة والخصوبة.

في ليبيا تخرج النساء لجمع الأعشاب والنباتات ويعلقنها في أسقف منازلهن

ويحتفل المغاربة بـ"ناير" باجتماع العائلة والأصدقاء حول طبق "تاكلا" أو العصيدة، وهو طبق أمازيغي أصيل.

كما تتضمّن الاحتفالات في مختلف الدول إلقاء محاضرات وأنشطة أكاديمية مختلفة تهدف إلى التعريف بالحضارة الأمازيغية وتاريخها وتناقش أيضاً القضايا المتعلّقة بالأمازيغ ومشاغلهم وثقافتهم ومكانتها في مجتمعاتهم.

اقرأ أيضاً: لماذا يعتنق مغاربة أمازيغ المسيحية؟

الجدير بالذكر أنّ الأمازيغ ينتشرون في المغرب (شمال البلاد ومنطقة الريف وجبال الأطلس)، والجزائر في (منطقة القبائل وشرق البلاد وشمال الصحراء الكبرى)، وفي تونس (جربة وتطاوين وشرق قفصة)، وفي ليبيا (جبل نفوسة وزوارة)، وفي مصر (واحة سيوة)، وفي مالي والنيجر وبوركينا فاسو وموريتانيا، وفق ما أورد موقع "بي بي سي".

يُقدّر عدد الأمازيغ في أفريقيا الشمالية ما بين 20 إلى 50 مليون نسمة

ويُقدّر عدد الأمازيغ في أفريقيا الشمالية ما بين 20 إلى 50 مليون نسمة، ويتركّز معظمهم في المغرب والجزائر، فضلاً عن المغتربين المقيمين في أوروبا والذين تتراوح أعدادهم بين 2 إلى 4 ملايين نسمة.
 

الصفحة الرئيسية