تدخل تركي سافر في قبرص الشمالية: تهديد للقضاء وفرض للتعليم الديني

تدخل تركي سافر في قبرص الشمالية: تهديد للقضاء وفرض للتعليم الديني


19/04/2021

على الرغم من عدم الاعتراف الدولي بدولة قبرص الشمالية التركية المعلنة من جانب واحد، ما يجعلها فاقدة للسيادة الدولية، إلا أنّ الرئيس التركي رجب طيب أردوغان تجاوز كافة الأعراف، وتعامل مع الجزيرة على نحو أسوأ ممّا لو كانت محافظة تركية.

وفيما يدعي أردوغان احترامه حرية القضاء، فإنه أخذ يهدد ويهاجم القضاء القبرصي الشمالي، بعد حكم بإلغاء تعليم القرآن من قبل جمعيات تركية، وضرورة إجرائه بمعرفة الدولة.

وقال أردوغان تعليقاً على الحكم: إنه يتعين على المحكمة الدستورية "إلغاء" قرارها الأخير بحظر دورات تحفيظ القرآن، حسبما أفادت وكالة بلومبرج للأنباء، ونقله موقع "أحوال تركية".
وأضاف أردوغان أنّ رئيس المحكمة "يجب أن يتعلم ما هي العلمانية".

وهناك مخاوف متزايدة بين القبارصة الأتراك الأصليين من أنّ الحكومة التركية تسعى إلى أسلمة الدولة (التي لا تعترف بها سوى أنقرة) وإعادة تشكيلها ديموغرافياً من خلال الهجرة وغيرها من الوسائل.

وشدد أردوغان على أنه يتعين على قبرص الشمالية تبنّي السياسات التي تنفذها تركيا، وقال: إنّ شمال قبرص ليست فرنسا.

هناك مخاوف متزايدة بين القبارصة الأتراك الأصليين من أنّ الحكومة التركية تسعى إلى أسلمة الدولة (التي لا تعترف بها سوى أنقرة) وإعادة تشكيلها ديموغرافياً

وقد انتقدت المعارضة القبرصية التركية الرئيس التركي لتهديده أعلى محكمة في الإقليم.
وحذّر أردوغان من أنه إذا لم تتراجع المحكمة الدستورية عن قرارها بسرعة، فإنّ تركيا "ستتخذ خطوات مختلفة"، دون أن يحدد طبيعة هذه الخطوات.

وكانت المحكمة العليا قد قضت الخميس الماضي بأنه لا يمكن للجنة حكومية تنظيم دورات لتحفيظ القرآن للأطفال، وقالت إنّ هذا يتعارض مع علمانية الدولة.

وقال أردوغان: "إنّ أنقرة لن تسمح باتخاذ خطوات لإعاقة تعليم القرآن في قبرص"، وحثّ الدولة التركية المنفصلة على أن تحذو حذو تركيا في تنفيذ التعليم الديني، وقال: "لا يمكن أن نقبل تلك الخطوات التي اتخذتها تلك النقابات أعداء الدين".

وقد وصف متحدث باسم حزب العدالة والتنمية الحاكم حكم المحكمة العليا بأنه انقلاب قضائي يتعارض مع العلمانية.

وجاء قرار المحكمة وسط مخاوف متزايدة بين الأتراك في الجزيرة المقسمة من أنّ الحكومة التركية تسعى لاستخدام نفوذها السياسي والمالي للضغط من أجل زيادة عدد السكان المتدينين.

ووصف مدير الاتصالات الرئاسية في تركيا فخر الدين ألتون حكم القضاء شمال قبرص بأنه نتاج عقل إيديولوجي وعقائدي.

وقال ألتون في بيان على تويتر: "هذا الانقلاب القضائي على حرية الدين والمعتقد غير مقبول وعلى كل من يحترم الديمقراطية الرد."

وألغت المحكمة الدستورية في جمهورية شمال قبرص التركية الأربعاء قانوناً يسمح بتنظيم دورات لتعليم القرآن من قبل مكتب الشؤون الدينية، الذي يعمل تحت تأثير "ديانت"، مديرية الشؤون الدينية التركية، وقضت المحكمة بأنّ تعليم القرآن يجب أن يخضع لسيطرة الدولة ومراقبتها.
من جانبها، انتقدت نقابة المعلمين في شمال قبرص الموقف، وحثّت السلطات على إيلاء المزيد من الاهتمام للتعليم، واشتكت من وجود عدد من المساجد أكثر من المدارس، وأنّ التعليم الديني آخذ في الارتفاع بسبب زيادة المدارس الصيفية غير المرخصة وفصول تحفيظ القرآن.

وتحصل جمهورية شمال قبرص التركية أيضاً على كتبها المدرسية من تركيا، التي أسقطت التطور من المناهج الدراسية منذ عدة أعوام.

وقال توفان إرورمان، رئيس الحزب الجمهوري التركي شمال قبرص: إنّ استقلال القضاء هو حجر الزاوية لسيادة القانون، وإنّ تصريحات سلطات الحكومة التركية غير مقبولة بأي حال من الأحوال.


آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية